الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخرقوا له بنين وبنات بغير علم سبحانه وتعالى عما يصفون

                                                                                                                                                                                                                                      100 - وجعلوا لله شركاء الجن إن جعلت لله شركاء مفعولي جعلوا، كان "الجن" بدلا من شركاء، وإلا كان شركاء الجن مفعولين قدم ثانيهما على الأول، وفائدة التقديم: استعظام أن يتخذ لله شريك من كان ملكا، أو جنيا، أو غير ذلك. والمعنى: أنهم أطاعوا الجن فيما سولت لهم من شركهم، فجعلوهم شركاء لله وخلقهم أي: وقد خلق الجن، فكيف يكون المخلوق شريكا لخالقه؟! والجملة حال، أو وخلق الجاعلين لله شركاء، فكيف يعبدون غيره؟! وخرقوا له أي: اختلقوا، يقال: خلق الإفك، وخرقه، واختلقه، واخترقه بمعنى، أو هو من خرق الثوب: إذا شقه، أي: اشتقوا له بنين كقول أهل الكتابين في المسيح وعزير وبنات كقول بعض العرب في الملائكة، (وخرقوا) بالتشديد للتكثير: مدني، لقوله: بنين وبنات بغير علم من غير أن يعلموا حقيقة ما قالوا من خطأ أو صواب، ولكن رميا بقول عن جهالة. وهو حال من فاعل "خرقوا" أي: جاهلين بما قالوا سبحانه وتعالى عما يصفون من الشريك والولد.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية