أتتركون في ما ها هنا آمنين   في جنات وعيون    . وزروع ونخل طلعها هضيم   وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين   فاتقوا الله وأطيعون   ولا تطيعوا أمر المسرفين    . الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون   
 [ ص: 138 ] قوله تعالى: أتتركون في ما ها هنا  أي : فيما أعطاكم الله في الدنيا آمنين  من الموت والعذاب . 
قوله تعالى: طلعها هضيم  الطلع : الثمر . وفي الهضيم سبعة أقوال . 
أحدها : أنه الذي قد أينع وبلغ ، رواه  العوفي  عن  ابن عباس   . والثاني : أنه الذي يتهشم تهشما ، قاله  مجاهد   . والثالث : أنه الذي ليس له نوى ، قاله  الحسن   . والرابع : أنه المذنب من الرطب ، قاله  سعيد بن جبير   . والخامس : اللين ، قاله  قتادة  ،  والفراء   . والسادس : أنه الحمل الكثير الذي يركب بعضه بعضا ، قاله  الضحاك   . والسابع : أنه الطلع قبل أن ينشق عنه [القشر] وينفتح ، يريد أنه منضم مكتنز ، ومنه قيل : رجل أهضم الكشحين ، إذا كان منضمهما ، قاله  ابن قتيبة   . 
قوله تعالى: وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين  قرأ  ابن كثير  ،  ونافع  ،  وأبو عمرو   : " فرهين " . وقرأ الباقون : " فارهين " بألف . قال  ابن قتيبة   : " فرهين " : أشرين بطرين ، ويقال : الهاء فيه مبدلة من حاء ، أي : فرحين ، و " الفرح " قد يكون السرور ، وقد يكون الأشر ، ومنه قوله : إن الله لا يحب الفرحين   [القصص : 76] أي : الأشرين ، ومن قرأ : " فارهين " فهي لغة أخرى ، يقال : فره وفاره ، كما يقال : فرح وفارح ، ويقال : فارهين أي : حاذقين ; قال  عكرمة   : حاذقين بنحتها . 
 [ ص: 139 ] قوله تعالى: ولا تطيعوا أمر المسرفين  قال  ابن عباس   : يعني : المشركين . وقال  مقاتل   : هم التسعة الذين عقروا الناقة . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					