الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قال ( ويتقي ما نهى الله تعالى عنه من الرفث والفسوق والجدال ) والأصل فيه قوله تعالى { فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج } فهذا نهي بصيغة النفي [ ص: 439 ] والرفث الجماع أو الكلام الفاحش ، أو ذكر الجماع بحضرة النساء والفسوق المعاصي وهو في حال الإحرام أشد حرمة ، والجدال أن يجادل رفيقه ، وقيل : مجادلة المشركين في تقديم وقت الحج وتأخيره

التالي السابق


( قوله والرفث الجماع ) قال الله تعالى { أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم } ( أو ذكر الجماع ) ودواعيه ( بحضرة النساء ) فإن لم يكن بحضرتهن لا يكون رفثا ، وروي أن ابن عباس رضي الله عنهما أنشد :

وهن يمشين بنا هميسا إن يصدق الطير ننك لميسا

فقيل له : أترفث وأنت محرم ؟ فقال : إنما الرفث بحضرة النساء . وقال أبو هريرة رضي الله عنه : كنا ننشد الأشعار في حالة الإحرام فقيل له : ماذا ؟ فقال مثل قول القائل :

قامت تريك رهبة أن تهضما ساقا بخنداة وكعبا أدرما

والبخنداة من النساء التامة ، والدرم في الكعب أن يواريه اللحم فلا يكون له نتوء ظاهر ( قوله وهي في حالة الإحرام أشد ) فإنها حالة يحرم فيها كثير من المباحات المقوية للنفس فكيف بالمحرمات الأصلية ( قوله والجدال أن يجادل رفيقه ) وهو المنازعة والسباب ، وقيل : جدال المشركين في تقديم الحج وتأخيره . وقيل : التفاخر بذكر آبائهم حتى ربما أفضى إلى الحرب




الخدمات العلمية