الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قلت لابن القاسم : أرأيت إن حاز الإمام هذه الثياب وهذه الجلود فاحتيج إليها بعدما حازها الإمام ، أيكون لهم أن ينتفعوا بها كما كان لهم ذلك قبل أن يحوزها الإمام ؟ قال : نعم ابن وهب عن مسلمة عن زيد بن واقد عن مكحول وسليمان بن موسى قالا : لا يتقي الطعام بأرض العدو ولا يستأذن فيه الأمير ، ولا يتقيه أن يأخذه من سبق إليه ، فإن باع إنسان شيئا من الطعام بذهب أو فضة فلا تحل له ، وهو حينئذ من المغانم وذكر أن هذا الخبر من الطعام هو السنة والحق . ابن وهب عن مسلمة عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي عن رجل من قريش قال : { لما حاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر جاع بعض الناس ، فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعطيهم ، فلم يجدوا عنده شيئا فافتتحوا بعض حصونها فأخذ رجل من المسلمين جرابا مملوءا شحما ، فبصر به صاحب المغانم وهو كعب بن زيد الأنصاري فأخذه ، فقال الرجل : لا والله لا أعطيكه حتى أذهب به إلى أصحابي ، فقال : أعطنيه أقسمه بين الناس ، فأبى وتنازعاه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خل بين الرجل وبين جرابه فذهب به إلى أصحابه } .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية