الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  وقول الله بالجر عطف على ما قبله ، ووقع في رواية أبي ذر من قوله : ولا تحسبن الله غافلا إلى قوله : عزيز ذو انتقام وهي ست آيات في أواخر سورة إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، وفي رواية غيره ولا تحسبن الله غافلا وساق الآية فقط ، قوله : ولا تحسبن الله غافلا إن كان الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم فمعناه التثبيت على ما كان عليه من أنه لا يحسبه غافلا كما في قوله تعالى : ولا تكونن من المشركين وإن كان الخطاب لغيره ممن يجوز أنه يحسبه غافلا لجهله بصفاته ، فلا يحتاج إلى تقدير شيء ، وقال الزمخشري : ويجوز أن يراد ولا تحسبنه يعاملهم معاملة الغافل عما يعملون ، ولكن معاملة الرقيب عليهم المحاسب على النقير والقطمير ، قوله : إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار أي أبصارهم لا تقر في أماكنهم من هول ما ترى ، قوله : مهطعين يعني مسرعين إلى الداعي ، وقيل الإهطاع أن تقبل ببصرك على المرئي وتديم النظر إليه لا تطرف ، قوله : مقنعي رءوسهم أي رافعي رؤوسهم كذا فسره مجاهد ، و لا يرتد إليهم طرفهم أي لا يطرفون ، ولكن عيونهم مفتوحة ممدودة من غير تحريك الأجفان وأفئدتهم هواء أي خلاء ، وهو الذي لم تشغله الأجرام ، أي لا قوة في قلوبهم ولا جرأة ، ويقال للأحمق أيضا : قلبه هواء ، وعن ابن جريج هواء أي صفر من الخير ، خالية عنه ، قوله : " المقنع والمقمح واحد " كذا ذكره أبو عبيدة أي هذه الكلمة بالنون والعين وبالميم والحاء معناهما واحد ، وهو رفع الرأس ، وحكى ثعلب أن لفظة أقنع مشترك بين معنيين يقال : أقنع إذا رفع رأسه ، وأقنع إذا طأطأ ، ويحتمل الوجهين هنا; أن يرفع رأسه ينظر ثم يطاطئه ذلا وخضوعا .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية