الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2107 163 - حدثنا أبو اليمان قال : أخبرنا شعيب ، عن الزهري قال : أخبرني عروة بن الزبير أن حكيم بن حزام أخبره أنه قال : يا رسول الله ، أرأيت أمورا كنت أتحنث أو أتحنت بها في الجاهلية من صلة وعتاقة وصدقة ، هل لي فيها أجر ؟ قال حكيم - رضي الله عنه : - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أسلمت على ما سلف لك من خير" .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة فيما تضمنه الحديث من وقوع الصدقة والعتاقة من المشرك ، فإنه يتضمن صحة ملك المشرك ; لأن صحة العتق متوقفة على صحة الملك فيطابق هذا قوله في الترجمة : وهبته وعتقه . وأبو اليمان الحكم بن نافع ، والحديث مضى في كتاب الزكاة في باب من تصدق في الشرك ثم أسلم ، فإنه أخرجه هناك عن عبد الله بن محمد ، عن هشام ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عروة إلى آخره .

                                                                                                                                                                                  قوله : أرأيت أمورا وهناك : أرأيت أشياء ، وقوله : أو أتحنت غير مذكور هناك ، وفي التلويح : أتحنث أو أتحنت ، كذا في نسخة السماع الأول بالثاء المثلثة ، والثاني بالتاء المثناة وعليها تمريض ، وفي بعض النسخ بالعكس ، كذا ذكره ابن التين قال : ولم يذكر أحد من اللغويين التاء المثناة ، وإنما هو المثلثة كما جاء في حديث حراء فيتحنث ، أي : فيتعبد ، وفي المطالع قول حكيم بن حزام : كنت أتحنت بتاء مثناة ، رواه المروزي في باب من وصل رحمه ، وهو غلط من جهة المعنى ، وأما الرواية فصحيحة ، والوهم فيه من شيوخ البخاري ، بدليل قول البخاري ويقال أيضا عن أبي اليمان : أتحنث أو أتحنت على الشك ، والصحيح الذي رواه الكافة بالثاء المثلثة ، وقال الكرماني : ويروى أتحبب من المحبة ، والله تعالى أعلم .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية