4354 (25) باب: ترك الإكثار من مساءلة رسول الله صلى الله عليه وسلم توقيرا له واحتراما
[ 2268 ] عن أنس بن مالك أن الناس سألوا النبي صلى الله عليه وسلم حتى أحفوه في المسألة فخرج ذات يوم فصعد المنبر فقال: "سلوني، لا تسألوني عن شيء إلا بينته لكم" - وفي رواية: "ما دمت في مقامي هذا". فلما سمع ذلك القوم أرموا، ورهبوا أن يكون بين يدي أمر قد حضر. قال أنس: فجعلت ألتفت يمينا وشمالا، فإذا كل رجل لاف رأسه في ثوبه يبكي، فأنشأ رجل من المسجد كان يلاحى فيدعى لغير أبيه فقال: يا نبي الله، من أبي؟ قال: "أبوك حذافة". ثم أنشأ عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا، عائذ بالله من سوء الفتن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لم أر كاليوم قط في الخير والشر، إني صورت لي الجنة والنار فرأيتهما دون هذا الحائط".
وفي رواية: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أولى ! والذي نفس محمد بيده، لقد عرضت علي الجنة والنار آنفا في عرض هذا الحائط".
وفي أخرى: فنزلت هذه الآية: يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم ... [المائدة: 101].
رواه أحمد ( 3 \ 162 )، والبخاري (92)، ومسلم (2359) (136 و 137).
[ 2269 ] وعن أبي موسى قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أشياء كرهها، فلما أكثر عليه غضب، ثم قال للناس: "سلوني عم شئتم". فقال رجل: من أبي؟ قال: "أبوك حذافة". فقام آخر فقال: من أبي يا رسول الله؟ قال: "أبوك سالم مولى شيبة". فلما رأى عمر ما في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغضب قال: يا رسول الله إنا نتوب إلى الله
رواه البخاري (92)، ومسلم (2360) (138).


