الإعراب:  
يوم ندعوا كل أناس بإمامهم   : يجوز أن يكون العامل في {يوم} فعلا محذوفا; التقدير: اذكر يوم ندعو، [أو فعلا دل عليه ولا يظلمون فتيلا   ;  [ ص: 151 ] فكأنه قال: لا يظلمون يوم ندعو]، ولا يعمل فيه {ندعو} ; لأنه مضاف إليه. 
و (الباء) في {بإمامهم} متعلقة بـ{ندعو} ، وهي في موضع المفعول الثاني له، ويجوز أن تتعلق بمحذوف في موضع الحال; [التقدير: يوم ندعو كل أناس مختلطين بإمامهم; أي: ندعوهم وإمامهم، وعلى] التقدير الأول: ندعوهم باسم إمامهم، ومن جعل إمامهم كتابهم; فـ (الباء) عنده متعلقة بمحذوف في موضع الحال; التقدير: ندعوهم ومعهم كتابهم; كأنه قال: ندعوهم ثانيا معهم كتابهم الذي فيه أعمالهم. 
و{يدعو} ; بالياء: رد على ما تقدم من ذكر الغيبة في قوله: بني آدم   . 
ومن قرأ: {يدعو} ; فإنه على لغة من أبدل الألف في الوصل واوا [في نحو: "أفعو" و"حبلو"]; والمعنى: يوم يدعى. 
وتقدم القول في {خلفك} ، و {خلافك} في (سورة التوبة) . 
 [ ص: 152 ] سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا   : نصب {سنة} على معنى: سننا سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا. 
الفراء: هو منصوب على تقدير حذف الكاف; التقدير: لا يلبثون خلفك إلا قليلا كسنة من قد أرسلنا; فلا يوقف على هذا التقدير على قوله: {قليلا} ، ويوقف عليه على الأول. 
وقرآن الفجر  أي: وأقم قرآن الفجر، أو يكون منصوبا على الإغراء، فيوقف على غسق الليل  ، ولا يوقف عليه على الأول. 
وتقدم القول في التشديد والتخفيف في مثل: {تفجر} . 
وقوله: {كسفا} جمع (كسفة) ; كـ (قطعة، وقطع) ، وانتصابه على الحال من {السماء} ، والمضاف محذوف; أي: ذات كسف; أي: تسقطها مقطعة أو قطعا، ومن أسكن السين; جاز أن يكون جمع (كسفة) ; كـ (سدرة، وسدر) ، وجاز أن يراد به: المكسوف; كـ (الطحن) يراد به: المطحون. 
قل سبحان ربي   : من قرأ على الخبر; فالمعنى: قال الرسول، ومن قرأ:  [ ص: 153 ]  {قل} ; فعلى الأمر من الله تعالى. 
وتقدم القول في لقد علمت   . 
وبالحق أنـزلناه وبالحق نـزل   : {بالحق} الأول: حال متقدمة من المضمر في {أنزلناه} ، والثاني: حال مقدرة من {نزل} ، ويجوز أن تكون [الباء في الثاني متعلقة بـ {نزل} على جهة التعدي. 
وقرآنا فرقناه   : يجوز أن يكون] نصبه بإضمار فعل، ويجوز أن يكون معطوفا على قوله: مبشرا ونذيرا   ; على تقدير: وصاحب قرآن، فحذف المضاف. 
والتشديد في {فرقناه} على معنى: نزلناه شيئا بعد شيء، وتقدم معنى التخفيف. 
أيا ما تدعوا   : {أيا} : نصب بـ{تدعو} ، و {ما} : مؤكدة، و {تدعو} : مجزوم بالشرط. 
وقيل: إن {ما} بمعنى: (أي) ، كررت، لاختلاف اللفظين. 
الأخفش: المعنى: أي الاسمين تدعو. 
 [ ص: 154 ] الزجاج: المعنى: أي الأسماء تدعو; أي: إن دعوت الله أو دعوت الرحمن; فكلاهما سواء اسمان لله تعالى، ويلزم على هذين القولين ألا تنون {أيا} ، وأن تكون مضافة إلى {ما} . 
* * * 
هذه السورة مكية،  وعددها في جميع الأعداد سوى الكوفي: مئة آية، وعشر آيات، وهي في الكوفي: إحدى عشرة آية، ومئة، عد: يخرون للأذقان سجدا   [107]، ولم يعده من سواه. 
* * * 
				
						
						
