الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              349 (باب الاستنثار)

                                                                                                                              ومثله في النووي مع زيادة قوله (والاستجمار).

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 126 ج3 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [حدثنا أبو هريرة عن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا توضأ أحدكم فليستنشق بمنخريه من الماء ثم لينتثر .

                                                                                                                              [ ص: 478 ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              [ ص: 478 ] (الشرح)

                                                                                                                              "فيه" دلالة ظاهرة على أن "الانتثار" غير الاستنشاق، وأنه إخراج الماء بعد الاستنشاق، مع ما في الأنف من "مخاط" وشبهه.

                                                                                                                              وبه قال جمهور أهل اللغة، والفقهاء، والمحدثون؛ وتدل عليه الرواية الأخرى "استنشق ثم استنثر" فجمع بينهما. قال أهل اللغة: هو مأخوذ من "النثرة" وهي طرف الأنف. وقال الخطابي وغيره: هي "الأنف". والمشهور الأول..

                                                                                                                              وعن الفراء: يقال: "نثر الرجل"، "وانتثر"، "واستنثر"، إذا حرك "النثرة" في الطهارة.

                                                                                                                              "وفي هذا الحديث" أيضا دليل على وجوب الاستنشاق؛ لمطلق الأمر. وحمل الانتثار على الندب محتمل. جمعا بين الأدلة الدالة على الاستحباب.

                                                                                                                              "والاستنشاق": إيصال الماء إلى داخل الأنف، وجذبه بالنفس إلى أقصاه.

                                                                                                                              وفي حديث "لقيط": أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "وبالغ في الاستنشاق، إلا أن تكون صائما"، وهو حديث صحيح، رواه "أبو داود"، "والترمذي" وغيرهما، بالأسانيد الصحيحة. وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح".

                                                                                                                              ثم على أي صفة أوصل الماء إلى الفم والأنف حصلت المضمضة، والاستنشاق.

                                                                                                                              وفي الأفضل خمسة أوجه: أصحها: أن يتمضمض ويستنشق، بثلاث [ ص: 479 ] غرفات، يتمضمض من كل واحدة، ثم يستنشق منها، وبهذا جاءت الأحاديث الصحيحة في البخاري ومسلم، وغيرهما.

                                                                                                                              وحديث الفصل ضعيف، فتعين المصير إلى الجمع "بثلاث غرفات".

                                                                                                                              واتفقوا على أن المضمضة على كل قول، مقدمة على الاستنشاق؛ وعلى كل صفة.




                                                                                                                              الخدمات العلمية