nindex.php?page=treesubj&link=31836nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل .
[40]
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40حتى إذا جاء أمرنا أي: وقت الوعد بإهلاكهم. واختلاف القراء في حكم الهمزتين من قوله (جاء أمرنا) في هذا الحرف وجميع ما في
[ ص: 341 ] السورة كاختلافهم فيها من قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=5ولا تؤتوا السفهاء أموالكم [النساء: 5] في سورة النساء.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40وفار التنور أي: جاش بالماء، وهو تنور الخبز في قول الأكثر، وكان هو الآية بين
نوح وبين ربه، واختلف في موضع التنور، فقيل:
بالكوفة، وقيل:
بالشام بموضع يقال له عين وردة، وقيل غير ذلك.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40قلنا احمل فيها أي: في السفينة.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40من كل زوجين صنفين من الحيوان.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40اثنين ذكرا وأنثى، وقيل لهما: زوجان؛ لأن كل واحد منهما يقال له: زوج؛ لأنه لا بد لأحدهما من الآخر. قرأ
حفص عن
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم: (من كل) بالتنوين؛ أي: من كل صنف زوجين، اثنين ذكره تأكيدا، والباقون: بغير تنوين على الإضافة على معنى: احمل اثنين من كل زوجين، والقراءتان ترجعان إلى معنى واحد.
وعند فوران التنور حشر الحيوان
لنوح عليه السلام، فجعل يضرب بيديه فيقع الذكر في اليمنى، والأنثى في اليسرى، فيلقيهما في السفينة، وروي أن أول ما أدخل السفينة الدرة، وآخر ما أدخل الحمار، فتمسك الشيطان بذنبه، فزجره نوح فلم ينزجر، فقال له: ادخل ولو كان معك الشيطان، قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: "زلت هذه الكلمة على لسانه، فدخل الشيطان حينئذ"، وكان عند مؤخر السفينة، فلما كثرت أرواث الدواب، تأذى
نوح من رائحتها، فأوحي إليه أن امسح على ذنب الفيل، ففعل، فخرج منه
[ ص: 342 ] خنزير وخنزيرة، فكفيا
نوحا وأهله ذلك الأذى، فلما وقع الفأر يخرب السفينة ويقرض حبالها، أوحي إليه أن اضرب بين عيني الأسد، ففعل، فعطس، فخرج منه هر وهرة، فكفياهم الفأر، وروي أن الحية والعقرب أتيا
نوحا، فقالتا: احملنا، فقال: إنكما سبب الضرر والبلاء فلا أحملكما، قالتا: احملنا ونحن نضمن لك ألا نضر أحدا ذكرك، فمن قرأ حين خاف مضرتهما:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=79سلام على نوح في العالمين [الصافات: 79] ما ضرتاه.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40وأهلك أي: واحمل أهلك من النسب
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40إلا من سبق عليه القول بالهلاك، وهو كنعان، وامرأتك واعلة مستثنى من الأهل.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40ومن آمن أي: واحمل من آمن بك، قال الله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40وما آمن معه إلا قليل وهم بنوه الثلاثة
سام وحام ويافث، وثلاث نسوة لهم، وامرأة نوح غير الهالكة، وتقدم في سورة الأعراف أن من آمن به كانوا أربعين رجلا، وأربعين امرأة، وهم الذين نجوا معه في السفينة، وفي ذلك خلاف، والله أعلم.
* * *
nindex.php?page=treesubj&link=31836nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلا قَلِيلٌ .
[40]
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا أَيْ: وَقْتُ الْوَعْدِ بِإِهْلَاكِهِمْ. وَاخْتِلَافُ الْقُرَّاءِ فِي حُكْمِ الْهَمْزَتَيْنِ مِنْ قَوْلِهِ (جَاءَ أَمْرُنَا) فِي هَذَا الْحَرْفِ وَجَمِيعِ مَا فِي
[ ص: 341 ] السُّورَةِ كَاخْتِلَافِهِمْ فِيهَا مِنْ قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=5وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ [النِّسَاءِ: 5] فِي سُورَةِ النِّسَاءِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40وَفَارَ التَّنُّورُ أَيْ: جَاشَ بِالْمَاءِ، وَهُوَ تَنُّورُ الْخُبْزِ فِي قَوْلِ الْأَكْثَرِ، وَكَانَ هُوَ الْآيَةَ بَيْنَ
نُوحٍ وَبَيْنَ رَبِّهِ، وَاخْتُلِفَ فِي مَوْضِعِ التَّنُّورِ، فَقِيلَ:
بِالْكُوفَةِ، وَقِيلَ:
بِالشَّامِ بِمَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ عَيْنُ وَرْدَةَ، وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا أَيْ: فِي السَّفِينَةِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ صِنْفَيْنِ مِنَ الْحَيَوَانِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40اثْنَيْنِ ذَكَرًا وَأُنْثَى، وَقِيلَ لَهُمَا: زَوْجَانِ؛ لِأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يُقَالُ لَهُ: زَوْجٌ؛ لِأَنَّهُ لَا بُدَّ لِأَحَدِهِمَا مِنَ الْآخَرِ. قَرَأَ
حَفْصٌ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عَاصِمٍ: (مِنْ كُلٍّ) بِالتَّنْوِينِ؛ أَيْ: مِنْ كُلِّ صِنْفٍ زَوْجَيْنِ، اثْنَيْنِ ذَكَرَهُ تَأْكِيدًا، وَالْبَاقُونَ: بِغَيْرِ تَنْوِينٍ عَلَى الْإِضَافَةِ عَلَى مَعْنَى: احْمِلِ اثْنَيْنِ مِنْ كُلِّ زَوْجَيْنِ، وَالْقِرَاءَتَانِ تَرْجِعَانِ إِلَى مَعْنًى وَاحِدٍ.
وَعِنْدَ فَوَرَانِ التَّنُّورِ حُشِرَ الْحَيَوَانُ
لِنُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَجَعَلَ يَضْرِبُ بِيَدَيْهِ فَيَقَعُ الذَّكَرُ فِي الْيُمْنَى، وَالْأُنْثَى فِي الْيُسْرَى، فَيُلْقِيهِمَا فِي السَّفِينَةِ، وَرُوِيَ أَنَّ أَوَّلَ مَا أَدْخَلَ السَّفِينَةَ الدُّرَّةُ، وَآخِرَ مَا أَدْخَلَ الْحِمَارُ، فَتَمَسَّكَ الشَّيْطَانُ بِذَنَبِهِ، فَزَجَرَهُ نُوحٌ فَلَمْ يَنْزَجِرْ، فَقَالَ لَهُ: ادْخُلْ وَلَوْ كَانَ مَعَكَ الشَّيْطَانُ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ: "زَلَّتْ هَذِهِ الْكَلِمَةُ عَلَى لِسَانِهِ، فَدَخَلَ الشَّيْطَانُ حِينَئِذٍ"، وَكَانَ عِنْدَ مُؤَخَّرِ السَّفِينَةِ، فَلَمَّا كَثُرَتْ أَرْوَاثُ الدَّوَابِّ، تَأَذَّى
نُوحٌ مِنْ رَائِحَتِهَا، فَأُوحِيَ إِلَيْهِ أَنِ امْسَحْ عَلَى ذَنَبِ الْفِيلِ، فَفَعَلَ، فَخَرَجَ مِنْهُ
[ ص: 342 ] خِنْزِيرٌ وَخِنْزِيرَةٌ، فَكَفَيَا
نُوحًا وَأَهْلَهُ ذَلِكَ الْأَذَى، فَلَمَّا وَقَعَ الْفَأْرُ يُخَرِّبُ السَّفِينَةَ وَيُقْرِضُ حِبَالَهَا، أُوحِيَ إِلَيْهِ أَنِ اضْرِبْ بَيْنَ عَيْنَيِ الْأَسَدِ، فَفَعَلَ، فَعَطَسَ، فَخَرَجَ مِنْهُ هِرٌّ وَهِرَّةٌ، فَكَفَيَاهُمُ الْفَأْرَ، وَرُوِيَ أَنَّ الْحَيَّةَ وَالْعَقْرَبَ أَتَيَا
نُوحًا، فَقَالَتَا: احْمِلْنَا، فَقَالَ: إِنَّكُمَا سَبَبُ الضَّرَرِ وَالْبَلَاءِ فَلَا أَحْمِلُكُمَا، قَالَتَا: احْمِلْنَا وَنَحْنُ نَضْمَنُ لَكَ أَلَّا نَضُرَّ أَحَدًا ذَكَرَكَ، فَمَنْ قَرَأَ حِينَ خَافَ مَضَرَّتَهُمَا:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=79سَلامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ [الصَّافَّاتِ: 79] مَا ضَرَّتَاهُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40وَأَهْلَكَ أَيْ: وَاحْمِلْ أَهْلَكَ مِنَ النَّسَبِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40إِلا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ بِالْهَلَاكِ، وَهُوَ كَنْعَانُ، وَامْرَأَتُكَ وَاعِلَةُ مُسْتَثْنًى مِنَ الْأَهْلِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40وَمَنْ آمَنَ أَيْ: وَاحْمِلْ مَنْ آمَنَ بِكَ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلا قَلِيلٌ وَهُمْ بَنُوهُ الثَّلَاثَةُ
سَامٌ وِحَامٌ وَيَافِثُ، وَثَلَاثُ نِسْوَةٍ لَهُمْ، وَامْرَأَةُ نُوحٍ غَيْرُ الْهَالِكَةِ، وَتَقَدَّمَ فِي سُورَةِ الْأَعْرَافِ أَنَّ مَنْ آمَنَ بِهِ كَانُوا أَرْبَعِينَ رَجُلًا، وَأَرْبَعِينَ امْرَأَةً، وَهُمُ الَّذِينَ نَجَوْا مَعَهُ فِي السَّفِينَةِ، وَفِي ذَلِكَ خِلَافٌ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
* * *