الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قالت فذلكن الذي لمتنني فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونا من الصاغرين يوسف: 32].

[32] قالت زليخا عند ذلك فذلكن (كن) للنسوة، و (ذا) ليوسف.

الذي لمتنني فيه فقلن: ما ينبغي لأحد أن يلومك في هذا، ومن لامك فقد ظلمك، فدونكه، ولم تقل: هذا مع حضوره، رفعا لمحله، فلما بان عذرها لهن، اعترفت ببراءته فقالت:

ولقد راودته عن نفسه فاستعصم امتنع، فخاطبنه لي، فكانت كل واحدة منهن تخاطبه وتدعوه سرا إلى نفسها، وتتبذل له، وهو يمتنع عليها فإذا يئست منه أن يجيبها لنفسها، خاطبته من جهة زليخا، وقالت: مولاتك تحبك وأنت تكرهها، ما ينبغي أن تخالفها، فيقول: ما لي بذلك حاجة، فلما رأين ذلك، أجمعن على أخذه غصبا، فقالت زليخا: لا يجوز هذا.

ولئن لم يفعل ما آمره به من قضاء شهوتي ليسجنن بالسجن وليكونا من الصاغرين الذليلين، ولأمنعنه اللذات، وأنتزع جميع ما أعطيته، ونون التأكيد تثقل وتخفف، فالوقف على قوله: (ليسجنن) بالنون؛ لأنها مشددة، وعلى قوله: (وليكونا) بالألف؛ لأنها مخففة، وهي شبيهة بنون الإعراب في الأسماء؛ كقولك: رجلا، ومثله (لنسفعا).

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية