الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        فصل [في مكان الوقوف بعرفة]

                                                                                                                                                                                        وقال ابن حبيب : يقف بعرفة عند الهضاب من سفح الجبل ، وحيث يقف الإمام أفضل . وفي كتاب مسلم : "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جعل بطن ناقته للصخرات ، وجعل جبل المشاة بين يديه ، واستقبل القبلة" .

                                                                                                                                                                                        وقال مالك في كتاب محمد : لا أحب أن أقف على جبال عرفة ، ولكن مع الناس ، وليس في موضع من ذلك فضل إذا وقف مع الناس .

                                                                                                                                                                                        واختلف فيمن وقف بمسجد عرفة على ثلاثة أقوال : فقال مالك في كتاب [ ص: 1208 ] محمد : لم يصب من وقف به . قيل له : فإن فعل حتى دفع الإمام ؟ قال : لا أدري . فكأنه شك هل هو من الحل أو من الحرم . وقال أصبغ : لا حج له . ورآه من غير عرفة . وقال محمد : ويقال إن حائط المسجد القبلي على حده ، ولو سقط لسقط في عرنة . وعلى هذا يجزئ الوقوف فيه ؛ لأنه من الحل . وكذا عند ابن مزين : أنه يجزئ الوقوف فيه . واستحب مالك أن يقف راكبا ؛ للحديث : "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقف راكبا" . ويقف على الدواب ما لم يضر بها ؛ لنهي النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تتخذ ظهورها كراسي . ومن لم تكن له دابة فقائما ، ولا يجلس إلا لعلة ، أو لكلال . [ ص: 1209 ]

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية