الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        فصل في صفة الدعوة قبل القتال وأقسامها

                                                                                                                                                                                        وصفة الدعوة لهم مختلفة ، وهي على أقسام ، وكلها راجع إلى أن يدعو إلى الرجوع عن الوجه الذي به كفروا .

                                                                                                                                                                                        فمشركو قريش مقرون بالألوهية ، وأن الله خلقهم ، ويجعلون له شريكا ، وينكرون النبوة ؛ فيدعون إلى الرجوع عن هذين ، وأن يقروا أنه إله واحد ، وبالرسالة .

                                                                                                                                                                                        وأما اليهود فمن كان منهم مشركا يقول : عزير ابن الله ، ومنكرا أن يكون نبينا - صلى الله عليه وسلم - أرسل إليهم ؛ فيدعون إلى الرجوع عن هذين الوجهين .

                                                                                                                                                                                        ومن كان مقرا بأن الله إله واحد منكرا للرسالة إليهم ؛ دعوا إلى الإقرار أنه مرسل إليهم .

                                                                                                                                                                                        والنصارى منكرة للوحدانية وللرسالة ، فيدعون إلى الرجوع إلى أنه إله واحد ، وإلى الإقرار بالرسالة .

                                                                                                                                                                                        والمجوس منكرة للألوهية والرسالة ، فيدعون إلى الإقرار بهذين الوجهين .

                                                                                                                                                                                        والصابئون يعبدون الملائكة ، وينكرون الرسالة ، وقوم يقرون بالألوهية ، [ ص: 1346 ] وينكرون البعث .

                                                                                                                                                                                        فإذا رجع كل فريق من هؤلاء عن الوجه الذي به كفر وأقر بما دعي إليه ؛ كان مؤمنا .

                                                                                                                                                                                        ثم يدعى بعد ذلك إلى فروع الإسلام ، فيدعى أولا إلى الصلاة ، ثم إلى الإقرار بوجوب الزكاة والصوم والحج .

                                                                                                                                                                                        وإن أقر بالألوهية وبالوحدانية وبالرسالة ، وأنكر الإقرار بالصلاة أو الزكاة أو بالصوم أو بالحج ؛ كان على حكم المرتد .

                                                                                                                                                                                        فإن رجع وأقر بذلك ، وإلا قتل ، ولم تقبل منه جزية إن بذلها ليبقى على ما كان فيه قبل الإقرار بذلك .

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية