[ ص: 117 ] المسألة الثانية :
قوله تعالى : { شهر رمضان } : يعني : هلال رمضان ، وإنما سمي [ الشهر ] شهرا لشهرته ، ففرض الله علينا الصوم عند رؤية الهلال ، وهذا قول النبي صلى الله عليه وسلم : { صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ، فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين } .
ففرض علينا عند غمة الهلال إكمال عدة شعبان ثلاثين يوما ، وإكمال عدة رمضان ثلاثين يوما عند غمة هلال شوال ، حتى يدخل في العبادة بيقين ، ويخرج عنها بيقين .
وكذلك ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم مصرحا به أنه قال : { لا تصوموا حتى تروا الهلال ، ولا تفطروا حتى تروه } .
وقد روى الترمذي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { احصوا هلال شعبان لرمضان } .
[ ص: 118 ] المسألة الثالثة :
قوله تعالى : { فمن شهد منكم الشهر فليصمه } : محمول على العادة بمشاهدة الشهر ، وهي رؤية الهلال ، وكذلك قال صلى الله عليه وسلم : { صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته } .
وقد زل بعض المتقدمين فقال : يعول على الحساب بتقدير المنازل ، حتى يدل ما يجتمع حسابه على أنه لو كان صحو لرئي ; لقوله صلى الله عليه وسلم : { فإن غم عليكم فاقدروا له } . معناه عند المحققين فأكملوا المقدار ، ولذلك قال : { فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما } . وفي رواية : { فإن غم عليكم فأكملوا صوم ثلاثين ثم أفطروا } رواه البخاري ومسلم ، وقد زل أيضا بعض أصحابنا فحكى عن الشافعي أنه قال : يعول على الحساب وهي عثرة لا لعا لها .


