[ ص: 129 ] المسألة الخامسة :
قوله تعالى : { فتاب عليكم } قد بينا في كتاب الأمر توبة الله تعالى على عباده ومعنى وصفه بأنه التواب ، وقد تاب علينا ربنا هاهنا بوجهين : أحدهما : قبوله توبة من اختان نفسه .
والثاني : تخفيف ما ثقل ، كما قال تعالى : { علم أن لن تحصوه فتاب عليكم } أي رجع إلى التخفيف .
قال علماء الزهد : وكذا فلتكن العناية وشرف المنزلة ، خان نفسه عمر فجعلها الله تعالى شريعة ، وخفف لأجله عن الأمة فرضي الله عنه وأرضاه .


