المسألة الثالثة قوله تعالى : { وتماثيل    }  ، واحدتها تمثال ، وهو بناء غريب ; فإن الأسماء التي جاءت على " تفعال " قليلة منحصرة ; جماعها ما أخبرنا  أبو المعالي ثابت بن بندار  ، أخبره أبو الحسن بن رزية  ، أخبرنا القاضي أبو سعيد  ، أخبرنا أبو بكر بن دريد  قال : رجل تكلام : كثير الكلام وتلقام : كثير اللقم ، ورجل تمساح : كذاب ، وناقة تضراب : قريبة العهد بالضراب ، والتمراد : بيت صغير للحمام . وتلفاق . ثوبان يخاط أحدهما بالآخر . 
 [ ص: 7 ] والتجفاف : معروف . وتمثال : معروف . وتبيان : من البيان وتلقاء : قبالتك وتهواء من الليل : قطعة . وتعشار : موضع . ورجل تنبال : قصير . وتلعاب : كثير اللعب . وتقصار : قلادة . فهذه ستة عشر مثالا . فلما قرأت إصلاح المنطق ببغداد  على الشيخ الأجل الخطيب رئيس اللغة وخازن دار العلم أبي زكريا يحيى بن علي التبريزي  قال لي : كنت أقرأ خطب ابن نباتة  على أبي عبد الله العربي اللغوي الفرائضي  فوصلت إلى قوله : وتذكارهم تواصل مسيل العبرات ، وقرأته بخفض التاء فرد علي ، وقال وتذكارهم بفتحها ; لأنه ليس في كلام العرب  تفعال إلا التلقاء وإلا التبيان ، وتعشار وتنزال موضعان ، وتقصار : قلادة . 
قال لي التبريزي    : ثم قرأت خطب ابن نباتة  على بعض أشياخي ، فلما وصلت إلى اللفظ وذكرت له كلام  ابن العربي  قال لي : اكتب ما أملي عليك . فأملى علي : الأشياء التي جاءت على تفعال ضربان : مصادر وأسماء ; فأما المصادر فالتلقاء والتبيان ; وهما في القرآن . والأسماء : رجل تنبال : أي قصير . وزعم قوم أن التاء في تنبال أصلية فيكون وزنه فعلالا . وذكر ما قال  ابن دريد  وزاد التنضال من المناضلة والتيغار حب مقطوع يزيد في الخابية ، وترياع : موضع ، والتربان وترغام اسم شاعر ، ويقال جاء لتنفاق الهلال ، ويجوز أن يكون مصدرا ، والتمتان واحد التمتانين ، وهي خيوط تضرب بها الفسطاط . ورجل تمزاح كثير المزاح ، والتمساح الدابة المعروفة . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					