[ ص: 15 ] سورة يس [ فيها أربع آيات ] الآية الأولى قوله تعالى : { يس    }    : 
فيها ثلاث مسائل : المسألة الأولى هكذا كتب على الصورة التي سطرناها الآن ، وهي في المصحف كذلك ، وكذلك ثبت قوله : { ق    } وثبت قوله : { ن والقلم    } ; ولم يثبت على التهجي ، فيقال فيه ياسين ، ولا قيل قاف والقرآن المجيد ، ولا نون والقلم ، ولو ثبت بهذه الصورة لقلت فيها قول من يقول : إن قاف جبل ، وإن نون الحوت أو الدواة ; فكانت في ذلك حكمة بديعة ، وذلك أن الخلفاء والصحابة الذين تولوا كتب القرآن كتبوها مطلقة لتبقى تحت حجاب الإخفاء ، ولا يقطع عليها بمعنى من المعاني المحتملة ; فإن القطع عليها إنما يكون بدليل خبر ; إذ ليس للنظر في ذلك أثر ، والله أعلم . 
المسألة الثانية اختلف الناس في معناه على أربعة أقوال : الأول أنه اسم من أسماء الله تعالى ; قاله  مالك  ، روى عنه أشهب  قال : سألت  مالكا  هل ينبغي لأحد أن يسمي يس ؟ قال : ما أراه ينبغي ، لقول الله : { يس والقرآن الحكيم    } يقول : هذا اسمي يس . 
الثاني : قال  ابن عباس    : يس يا إنسان بلسان الحبشة  ، وقولك يا طه : يا رجل . وعنه رواية أنه اسم الله ، كما قال  مالك    . 
الثالث : أنه كني به عن النبي صلى الله عليه وسلم قيل له يا يس أي يا سيد . 
الرابع أنه من فواتح السور . وقد روي عن  ابن عباس  أنه قال : { قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  [ ص: 16 ] سماني الله في القرآن سبعة أسماء : محمدا  ، وأحمد  ، وطه  ، ويس  ، والمزمل  والمدثر  ، وعبد الله    } . وهذا حديث لا يصح ، وقد جمعنا أسماءه من القرآن والسنة في كتاب النبي . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					