[ ص: 145 ] سورة الواقعة [ فيها آية واحدة ] 
قوله تعالى : { لا يمسه إلا المطهرون     } . فيها خمس مسائل : المسألة الأولى [ هل ] هذه الآية مبينة حال القرآن في كتب الله أم هي مبينة في كتبنا ؟ فقيل : هو اللوح المحفوظ . وقيل : هو ما بأيدي الملائكة ; فهذا كتاب الله . وقيل : هي مصاحفنا . المسألة الثانية قوله : { لا يمسه    } فيه قولان : أحدهما أنه المس بالجارحة حقيقة . 
وقيل : معناه لا يجد طعم نفعه إلا المطهرون بالقرآن ; قاله الفراء    . المسألة الثالثة قوله : { إلا المطهرون    } فيه قولان : أحدهما أنهم الملائكة طهروا من الشرك والذنوب . 
الثاني : أنه أراد المطهرين من الحدث ، وهم المكلفون من الآدميين . المسألة الرابعة هل قوله : { لا يمسه    } نهي أو نفي  ؟ فقيل : لفظه لفظ الخبر ، ومعناه النهي . 
وقيل : هو نفي . وكان  ابن مسعود  يقرؤها : ما يمسه إلا المطهرون ، لتحقيق النفي . المسألة الخامسة في تنقيح الأقوال : أما قول من قال : إن المراد بالكتاب اللوح المحفوظ فهو باطل ; لأن الملائكة لا تناله في وقت ، ولا تصل إليه بحال ; فلو كان المراد به ذلك لما كان للاستثناء فيه محل .  [ ص: 146 ] 
وأما من قال : أنه الذي بأيدي الملائكة من الصحف فإنه قول محتمل ; وهو الذي اختاره  مالك  قال : أحسن ما سمعت في قوله : { لا يمسه إلا المطهرون    } أنها بمنزلة الآية التي في { عبس وتولى    } : { فمن شاء ذكره في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدي سفرة كرام بررة    } يريد أن المطهرين هم الملائكة الذين وصفوا بالطهارة في سورة " عبس " 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					