فيها أربع مسائل : [ ص: 260 ] المسألة الأولى قوله تعالى : { قوا } : قال علماء التفسير : معناه اصرفوا ، وتحقيقها اجعلوا بينكم وبينها وقاية . ومثله قول النبي صلى الله عليه وسلم { : اتقوا النار ولو بشق تمرة ، فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة } . المسألة الثانية : في تأويلها . وفيه ثلاثة أقوال : الأول : أن معناه قوا أنفسكم ، وأهليكم فليقوا أنفسهم .
الثاني : قوا أنفسكم ومروا أهليكم بالذكر والدعاء .
الثالث : قوا أنفسكم بفعالكم وأهليكم بوصيتكم إياهم ; قاله علي بن أبي طالب ، وهو الصحيح ، والفقه الذي يعطيه العطف الذي يقتضي التشريك بين المعطوف والمعطوف عليه في معنى الفعل ، كقوله :
علفتها تبنا وماء باردا
وكقوله :ورأيت زوجك في الوغى متقلدا سيفا ورمحا
وقد روى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم { : مروا أبناءكم بالصلاة لسبع ، واضربوهم عليها لعشر ، وفرقوا بينهم في المضاجع } ; خرجه جماعة . وهذا لفظ أبي داود ، وخرج أيضا عن سمرة عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { : مروا الصبي بالصلاة إذا بلغ سبع سنين ، فإذا بلغ عشر سنين فاضربوهم عليها } . [ ص: 261 ]
وكذلك يخبر أهله بوقت الصلاة ، ووجوب الصيام ، ووجوب الفطر إذا وجب ، مستندا في ذلك إلى رؤية الهلال .
وقد روى مسلم { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوتر يقول : قومي فأوتري يا عائشة } .
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال { : رحم الله امرأ قام من الليل يصلي فأيقظ أهله ، فإن لم تقم رش وجهها بالماء . رحم الله امرأة قامت من الليل تصلي وأيقظت زوجها ، فإن لم يقم رشت على وجهه من الماء } .
ومنه قوله عليه السلام { : أيقظوا صواحب الحجر } .
ويدخل هذا في عموم قوله تعالى : { وتعاونوا على البر والتقوى } وقد تقدم .


