[ ص: 48 ] المسألة السابعة : قوله تعالى : { فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه    } وقد أوردنا في كتاب " المشكلين " القول في السحر وحقيقته  ومنتهى العمل به على وجه يشفي الغليل ، وبينا أن من أقسامه فعل ما يفرق به بين المرء وزوجه ، ومنه ما يجمع بين المرء وزوجه ، ويسمى التولة ، وكلاهما كفر ، والكل حرام ، كفر قاله  مالك    . 
وقال  الشافعي    : السحر معصية إن قتل بها الساحر قتل ، وإن أضر بها أدب على قدر الضرر . 
وهذا باطل من وجهين : أحدهما : أنه لم يعلم السحر ، وحقيقته أنه كلام مؤلف يعظم به غير الله تعالى ، وتنسب إليه فيه المقادير والكائنات . 
والثاني : أن الله سبحانه قد صرح في كتابه بأنه كفر ; لأنه تعالى قال : { واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان    } من السحر وما كفر سليمان  بقول السحر ولكن الشياطين كفروا به وبتعليمه ، وهاروت  وماروت  يقولان : إنما نحن فتنة فلا تكفر ، وهذا تأكيد للبيان . 
المسألة الثامنة : قوله تعالى : { وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله    }  [ ص: 49 ] يعني : بحكمه وقضائه لا بأمره ; لأن الله تعالى لا يأمر بالفحشاء ، ويقضي على الخلق بها ، وقد مهدنا ذلك في موضعه . 
المسألة التاسعة : قوله تعالى : { ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم    } 
هم يعتقدون أنه نفع لما يتعجلون به من بلوغ الغرض ، وحقيقته مضرة ، لما فيه من عظيم سوء العاقبة ; وحقيقة الضرر عند أهل السنة  كل ألم لا نفع يوازيه ، وحقيقة النفع كل لذة لا يتعقبها عقاب ، ولا تلحق فيه ندامة . 
والضرر وعدم المنفعة في السحر  متحقق 
				
						
						
