المسألة الثامنة : الأمانة عظيمة القدر في الدين  ، ومن عظيم قدرها أنها تقف على جنبتي الصراط  [ ص: 363 ] ولا يمكن من الجواز إلا من حفظها ، وقد بيناه في شرح الحديث وكتاب شرح المشكلين ; ولهذا وجب عليك أن تؤديها إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك ; فتقابل معصية فيك بمعصية فيه ، على اختلاف بيناه في مسائل الخلاف . 
ولذلك لم يجز لك أن تغدر بمن غدر بك . قال  البخاري    : " باب إثم الغادر  البر والفاجر " . فإن قيل : فقد قال الشعبي    : من حل بك فاحلل به قال  إبراهيم النخعي    : يعني أن المحرم لا يقتل ، ولكن من عرض لك فاقتله وحل أنت به أيضا ، من خانك فخنه . قلنا : تحريم المحرم كان بشرط ألا يعرض له في أصل العقد ، والأمانة يلزم الوفاء بها من غير شرط . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					