الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة الثانية : في حقيقة الغلول : اعلموا وفقكم الله أن غل ينصرف في اللغة على ثلاثة معان : الأول : خيانة مطلقة .

                                                                                                                                                                                                              الثاني : في الحقد ، يقال في الأول تغل بضم الغين ، وفي الثاني يغل بكسر الغين .

                                                                                                                                                                                                              الثالث : أنه خيانة الغنيمة ; وسمي بذلك لوجهين : أحدهما لأنه جرى على خفاء . الثاني : قال ابن قتيبة : كان أصله من خان فيه إذا أدخله في متاعه فستره فيه . ومنه الحديث : { لا إغلال ولا إسلال } . وفيه تفسيران : أحدهما : أن الإغلال خيانة المغنم ، والإسلال : السرقة مطلقة . الثاني : أن الإغلال والإسلال السرقة . والصحيح عندي أن الإغلال خيانة المغنم والإسلال سرقة الخطف من حيث لا تشعر ، كما يفعل سودان مكة اليوم .

                                                                                                                                                                                                              المسألة الثالثة : في القراءات : قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم يغل بضم الغين ، وفتحها الباقون ، وهما صحيحتان قراءة ومعنى .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية