( قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم    ( 18 ) قالوا طائركم معكم أئن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون   ( 19 ) ) 
فعند ذلك قال لهم أهل القرية : ( إنا تطيرنا بكم   ) أي : لم نر على وجوهكم خيرا في عيشنا . 
وقال قتادة   : يقولون إن أصابنا شر فإنما هو من أجلكم . 
وقال مجاهد   : يقولون : لم يدخل مثلكم إلى قرية إلا عذب أهلها . 
( لئن لم تنتهوا لنرجمنكم   ) : قال قتادة   : بالحجارة . وقال مجاهد   : بالشتم . 
 [ ص: 570 ]  ( وليمسنكم منا عذاب أليم   ) أي : عقوبة شديدة . فقالت لهم رسلهم : ( طائركم معكم   ) أي : مردود عليكم ، كقوله تعالى في قوم فرعون   : ( فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ألا إنما طائرهم عند الله   ) [ الأعراف : 131 ] ، وقال قوم صالح   : ( اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند الله   ) [ النمل : 47 ] . وقال قتادة ،   ووهب بن منبه   : أي أعمالكم معكم . وقال تعالى : ( وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا   ) [ النساء : 78 ] . 
وقوله : ( أئن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون   ) أي : من أجل أنا ذكرناكم وأمرناكم بتوحيد الله وإخلاص العبادة له ، قابلتمونا بهذا الكلام ، وتوعدتمونا وتهددتمونا ؟ بل أنتم قوم مسرفون   . 
وقال قتادة   : أي إن ذكرناكم بالله تطيرتم بنا ، بل أنتم قوم مسرفون . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					