الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
1102 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17342يحيى بن يحيى قال قرأت على nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر رضي الله عنهما nindex.php?page=hadith&LINKID=658852أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الوصال قالوا إنك تواصل قال nindex.php?page=treesubj&link=2486_31005إني لست كهيئتكم إني أطعم وأسقى
( باب النهي عن nindex.php?page=treesubj&link=2486الوصال في الصوم )
اتفق أصحابنا على النهي عن الوصال وهو صوم يومين فصاعدا من غير أكل أو شرب بينهما ، ونص nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي وأصحابنا على كراهته ، ولهم في هذه الكراهة وجهان أصحهما : أنها كراهة تحريم . والثاني : كراهة تنزيه ، وبالنهي عنه قال جمهور العلماء ، وقال القاضي عياض : اختلف العلماء في أحاديث الوصال ، فقيل : النهي عنه رحمة وتخفيف ، فمن قدر فلا حرج ، وقد واصل جماعة من السلف الأيام ، قال : وأجازه ابن وهب وأحمد وإسحاق إلى السحر ، ثم حكي عن الأكثرين كراهته ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي وغيره من أصحابنا : الوصال من الخصائص التي أبيحت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحرمت على الأمة ، واحتج لمن أباحه بقوله في بعض طرق مسلم : نهاهم عن الوصال رحمة لهم ، وفي بعضها لما أبوا أن ينتهوا واصل بهم يوما ثم يوما ثم رأوا الهلال ، فقال : ( لو تأخر الهلال لزدتكم ) وفي بعضها : ( لو مد لنا الشهر لواصلنا وصالا يدع المتعمقون تعمقهم ) . واحتج الجمهور بعموم النهي ، وقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا تواصلوا ) .
وأجابوا على قوله : ( رحمة ) بأنه لا يمنع ذلك كونه منهيا عنه للتحريم ، وسبب تحريمه : الشفقة عليهم ، لئلا يتكلفوا ما يشق عليهم ، وأما الوصال بهم يوما ثم يوما فاحتمل للمصلحة في تأكيد زجرهم ، وبيان الحكمة [ ص: 173 ] في نهيهم ، والمفسدة المترتبة على الوصال وهي الملل من العبادة ، والتعرض للتقصير في بعض وظائف الدين من إتمام الصلاة بخشوعها وأذكارها وآدابها ، وملازمة الأذكار وسائر الوظائف المشروعة في نهاره وليله . والله أعلم .