الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                1060 حدثنا محمد بن أبي عمر المكي حدثنا سفيان عن عمر بن سعيد بن مسروق عن أبيه عن عباية بن رفاعة عن رافع بن خديج قال أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سفيان بن حرب وصفوان بن أمية وعيينة بن حصن والأقرع بن حابس كل إنسان منهم مائة من الإبل وأعطى عباس بن مرداس دون ذلك فقال عباس بن مرداس

                                                                                                                أتجعل نهبي ونهب العبيد بين عيينة والأقرع     فما كان بدر ولا حابس
                                                                                                                يفوقان مرداس في المجمع     وما كنت دون امرئ منهما
                                                                                                                ومن تخفض اليوم لا يرفع

                                                                                                                قال فأتم له رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة
                                                                                                                وحدثنا أحمد بن عبدة الضبي أخبرنا ابن عيينة عن عمر بن سعيد بن مسروق بهذا الإسناد أن النبي صلى الله عليه وسلم قسم غنائم حنين فأعطى أبا سفيان بن حرب مائة من الإبل وساق الحديث بنحوه وزاد وأعطى علقمة بن علاثة مائة وحدثنا مخلد بن خالد الشعيري حدثنا سفيان حدثني عمر بن سعيد بهذا الإسناد ولم يذكر في الحديث علقمة بن علاثة ولا صفوان بن أمية ولم يذكر الشعر في حديثه

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( أتجعل نهبي ونهب العبيد ) العبيد اسم فرسه .

                                                                                                                قوله : ( يفوقان مرداس في المجمع ) هكذا هو في جميع الروايات ( مرداس ) غير مصروف ، وهو حجة لمن جوز ترك الصرف بعلة واحدة ، وأجاب الجمهور بأنه في ضرورة الشعر .

                                                                                                                قوله : ( وعلقمة بن علاثة ) هو بضم العين المهملة وتخفيف اللام وبثاء مثلثة .

                                                                                                                قوله : ( وحدثنا مخلد بن خالد الشعيري ) هو بفتح الشين المعجمة وكسر العين ، منسوب إلى الشعير الحب المعروف ، وهو مخلد بن خالد بن يزيد أبو محمد ، بغدادي سكن طرسوس ، روى عن عبد الرزاق بن همام وإبراهيم بن خالد الصنعانيين وسفيان ، روى عنه مسلم ، وأبو داود ، وأبو عوف البزدوي ، وابنه أحمد بن أبي عوف ، والمنذر بن شاذان ، قال أبو داود : وهو ثقة ، وذكر هذه الجملة من أحواله الحافظ عبد الغني المقدسي ، [ ص: 128 ] وذكره أبو محمد بن أبي حاتم في كتابه المشهور في الجرح والتعديل مختصرا ، وذكره الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر بن علي بن أحمد المقدسي في كتابه ( رجال الصحيحين ) فقال : مخلد بن خالد الشعيري سمع سفيان بن عيينة في الزكاة . وإنما ذكرت هذا كله ؛ لأن القاضي عياض قال : لم أجد أحدا ذكر مخلد بن خالد الشعيري في رجال الصحيح ولا في غيرهم ، قال : ولم يذكره الحاكم ولا الباجي ولا الجياني ، ومن تكلم على رجال الصحيح ولا أحد من أصحاب المؤتلف والمختلف ، ولا من أصحاب التقييد ، ولا ذكروا مخلد بن خالد غير منسوب أصلا ، وبسط القاضي الكلام في إنكار هذا الاسم وأنه ليس في الرواة أحد يسمى مخلد بن خالد ، لا في الصحيح ولا في غيره ، وضم إليه كلاما عجيبا ، وهذا الذي ذكره من العجائب ، فمخلد بن خالد مشهور كما ذكرناه أولا ، وبالله التوفيق .




                                                                                                                الخدمات العلمية