الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      1473 حدثنا سليمان بن داود المهري أخبرنا ابن وهب حدثني عمر بن مالك وحيوة عن ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( ما أذن الله ) : قال الخطابي : معناه استمع يقال أذنت لشيء أذن له أذنا مفتوحة الألف والذال . قال الشاعر :

                                                                      إن همي في سماع وأذن

                                                                      . انتهى .

                                                                      قال في النهاية : أي ما استمع الله لشيء كاستماعه لنبي يتغنى بالقرآن أي يتلوه ويجهر به ، يقال منه أذن يأذن أذنا بالتحريك انتهى .

                                                                      قال الخطابي : قوله يجهر به ، زعم بعضهم أنه تفسير لقوله يتغنى به ، قال وكل من رفع صوته بشيء معلنا به ، فقد تغنى به ، وهذا وجه رابع في تفسير قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليس منا من لم يتغن بالقرآن وقال النووي : معنى أذن في اللغة الاستماع ومنه قوله تعالى : وأذنت لربها قالوا ولا يجوز أن تحمل هاهنا على الاستماع بمعنى الإصغاء ، فإنه يستحيل على الله تعالى ، بل هو مجاز ومعناه الكناية عن تقريبه للقارئ وإجزال ثوابه ؛ لأن سماع الله تعالى لا يختلف فوجب تأويله . وقوله يتغنى بالقرآن معناه عند الشافعي وأصحابه وأكثر العلماء من الطوائف وأصحاب الفنون يحسن صوته به ، ويؤيده الرواية الأخرى يتغنى بالقرآن يجهر به .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه البخاري ومسلم والنسائي .




                                                                      الخدمات العلمية