الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      1481 حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا حيوة أخبرني أبو هانئ حميد بن هانئ أن أبا علي عمرو بن مالك حدثه أنه سمع فضالة بن عبيد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو في صلاته لم يمجد الله تعالى ولم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عجل هذا ثم دعاه فقال له أو لغيره إذا صلى أحدكم فليبدأ بتمجيد ربه جل وعز والثناء عليه ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعو بعد بما شاء [ ص: 260 ]

                                                                      التالي السابق


                                                                      [ ص: 260 ] ( رجلا يدعو في صلاته ) : أي في آخر صلاته أو بعدها ( عجل هذا ) : بكسر الجيم ويجوز الفتح والتشديد أي حين ترك الترتيب في الدعاء ، وعرض السؤال قبل الوسيلة . قال الإمام الزاهدي في تفسيره : الفرق بين المسارعة والعجلة أن المسارعة تطلق في الخير أي غالبا وفي الشر أي أحيانا ، والعجلة لا تطلق إلا في الشر وقيل المسارعة المبادرة في وقته والعجلة المبادرة في غير وقته ( ثم دعاه فقال له ) : فيه دلالة على أن من حق السائل أن يتقرب إلى المسئول منه بالوسائل قبل طلب الحاجة بما يوجب الزلفى عنده ، ويتوسل بشفيع له بين يديه ليكون أطمع في الإسعاف وأرجى بالإجابة ، فمن عرض السؤال قبل الوسيلة فقد استعجل ، ولذا قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ مؤدبا لأمته ( إذا صلى أحدكم ) : أي إذا صلى وفرغ فقعد للدعاء أو إذا كان مصليا فقعد لتشهد فليبدأ بتمجيد ربه والثناء عليه بقوله : التحيات إلخ . ويؤيد الأول إطلاق قوله بعد ( فليبدأ بتمجيد ربه والثناء عليه ) : من كل ثناء جميل ويشكره على كل عطاء جزيل ( ثم يصلي على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ) : فإنه واسطة عقد المحبة ووسيلة العبادة والمعرفة . كذا في مرقاة المفاتيح ( ثم يدعو بعد ) : أي بعدما ذكر ( بما شاء ) : من دين أو دنيا مما يجوز طلبه . وفي رواية للترمذي " بينما رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قاعد إذ دخل رجل فصلى فقال اللهم اغفر لي وارحمني فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : عجلت أيها المصلي إذا صليت فقعدت فاحمد الله بما هو أهله وصل علي ثم ادعه قال ثم صلى رجل آخر بعد ذلك فحمد الله وصلى على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أي ولم يدع فقال له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أيها المصلي ادع تجب " قال المنذري : وأخرجه الترمذي والنسائي . وقال الترمذي صحيح .




                                                                      الخدمات العلمية