الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
4212 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=11955أبو توبة حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16525عبيد الله عن nindex.php?page=showalam&ids=16395عبد الكريم الجزري عن nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال nindex.php?page=hadith&LINKID=675602قال رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=treesubj&link=31022_33349_30208يكون قوم يخضبون في آخر الزمان بالسواد كحواصل الحمام لا يريحون رائحة الجنة
( يخضبون ) : بكسر الضاد المعجمة أي يغيرون الشعر الأبيض من الشيب الواقع في الرأس واللحية ( بالسواد ) : أي باللون الأسود ( كحواصل الحمام ) : أي كصدورها فإنها سود غالبا وأصل الحوصلة المعدة والمراد هنا صدره الأسود قال الطيبي معناه كحواصل الحمام في الغالب لأن حواصل بعض الحمامات ليست بسود ( لا يريحون ) : أي لا يشمون ولا يجدون ( رائحة الجنة ) : يعني وريحها توجد من مسيرة خمس مائة عام كما في حديث ، فالمراد به التهديد أو محمول على المستحل أو مقيد بما قبل دخول الجنة من القبر أو الموقف أو النار .
قال ميرك ذهب أكثر العلماء إلى كراهة nindex.php?page=treesubj&link=17537الخضاب بالسواد ، وجنح النووي إلى أنها كراهة تحريم وأن من العلماء من رخص فيه في الجهاد ولم يرخص في غيره ، ومنهم من فرق في ذلك بين الرجل والمرأة فأجازه لها دون الرجل واختاره nindex.php?page=showalam&ids=14164الحليمي .
وأما nindex.php?page=treesubj&link=17535خضب اليدين والرجلين فيستحب في حق النساء ويحرم في حق الرجال إلا للتداوي كذا في المرقاة وقال الحافظ في الفتح تحت قوله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=840588إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم " هكذا أطلق . nindex.php?page=showalam&ids=12251ولأحمد بسند حسن عن أبي أمامة قال nindex.php?page=hadith&LINKID=841220خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على مشيخة من الأنصار بيض لحاهم فقال يا معشر الأنصار حمروا وصفروا وخالفوا أهل الكتاب وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الأوسط نحوه من حديث أنس . وفي الكبير من حديث عتبة بن عبد nindex.php?page=hadith&LINKID=3508505كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بتغيير الشعر مخالفة للأعاجم وقد تمسك به [ ص: 208 ] من أجاز الخضاب بالسواد ، وقد تقدمت في باب ذكر بني إسرائيل من أحاديث الأنبياء مسألة استثناء الخضب بالسواد لحديثي جابر nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس وأن من العلماء من رخص فيه في الجهاد ومنهم من رخص فيه مطلقا وأن الأولى كراهته ، وجنح النووي إلى أنه كراهة تحريم .
وقد رخص فيه طائفة من السلف منهم nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص nindex.php?page=showalam&ids=27وعقبة بن عامر والحسن والحسين وجرير وغير واحد واختاره ابن أبي عاصم في كتاب الخضاب له ، وأجاب عن حديث ابن عباس رفعه nindex.php?page=hadith&LINKID=841221يكون قوم يخضبون بالسواد لا يجدون ريح الجنة بأنه لا دلالة فيه على كراهة الخضاب بالسواد بل فيه الإخبار عن قوم هذه صفتهم ، وعن حديث جابر " nindex.php?page=hadith&LINKID=841222جنبوه السواد " بأنه في حق من صار شيب رأسه مستبشعا ولا يطرد ذلك في حق كل أحد انتهى .
وما قاله خلاف ما يتبادر من سياق الحديثين . نعم يشهد له ما أخرجه هو عن ابن شهاب قال " كنا نخضب بالسواد إذا كان الوجه جديدا فلما نغض الوجه والأسنان تركناه " وقد أخرج nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني nindex.php?page=showalam&ids=12510وابن أبي عاصم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء رفعه nindex.php?page=hadith&LINKID=841224من خضب بالسواد سود الله وجهه يوم القيامة وسنده لين انتهى كلام الحافظ قال المنذري : وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في إسناده عبد الكريم ولم ينسبه أبو داود ولا nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي وذكر بعضهم أنه عبد الكريم بن أبي المخارق أبو أمية ولا يحتج بحديثه وضعف الحديث بسببه ، وذكر بعضهم أنه nindex.php?page=showalam&ids=16395عبد الكريم بن مالك الجزري أبو سعيد وهو من الثقات اتفق nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ومسلم على الاحتجاج بحديثه وقوى من قال إنه عبد الكريم الجزري nindex.php?page=showalam&ids=11808وعبد الكريم بن أبي المخارق من أهل البصرة نزل مكة . وأيضا فإن الذي روى عن عبد الكريم هذا الحديث هو عبد الله بن عمرو الرقي وهو مشهور بالرواية عن عبد الكريم الجزري وهو أيضا من أهل الجزيرة والله عز وجل أعلم .