[ ص: 777 ] ثم دخلت سنة ثنتين وخمسين وأربعمائة 
في يوم الخميس السابع عشر من صفر دخل السلطان بغداد  مرجعه من واسط  بعد قتل البساسيري   ، وفي يوم الحادي والعشرين منه جلس الخليفة بدار الخلافة ، وحضر الملك طغرلبك  ومد سماطا عظيما بين يديه ، فأكل الأمراء منه والعامة ، ثم في يوم الخميس ثاني ربيع الأول عمل الملك طغرلبك  في داره سماطا عظيما أيضا . 
وفي يوم الثلاثاء تاسع جمادى الآخرة ورد الأمير عدة الدين أبو القاسم عبد الله بن ذخيرة الدين ابن أمير المؤمنين القائم ،  وجدته وعمته ، وله من العمر يومئذ أربع سنين صحبة أبي الغنائم بن المحلبان  ، فتلقاه الناس إجلالا لجده ، وقد ولي الخلافة بعد ذلك ، وهو المقتدي بأمر الله  
وفي رجب وقف أبو الحسن محمد بن هلال العتابي  دار كتب بشارع ابن أبي عوف  من غربي مدينة السلام  ، ونقل إليها ألف كتاب عوضا عن دار   [ ص: 778 ] أردشير  التي أحرقت بالكرخ    . 
وفي شعبان ملك محمود بن نصر  حلب  وقلعتها ، فامتدحه الشعراء . 
وملك عطية بن صالح بن مرداس  الرحبة  ، وذلك كله ينزع من أيدي الفاطميين . 
وفيها عاد الملك طغرلبك  إلى الجبل  ، وعقد بغداد  على العميد  بمائة ألف دينار في السنة ، ولسنتين بعدها بثلاثمائة ألف دينار ، فشرع العميد  في عمارة الكرخ  وأسواقه . 
ولم يحج أحد من أهل العراق  في هذه السنة ، غير أن جماعة اجتمعوا إلى الكوفة  وركبوا مع طائفة من الخفر . 
				
						
						
