خلافة  الراشد بالله أبي جعفر منصور بن المسترشد ،   
كان أبوه قد أخذ له العهد ، ثم أراد أن يخلعه فلم يقدر على ذلك ; لأنه لم يقدر ، فلما قتل أبوه ببابمراغة  في يوم الخميس السابع عشر من ذي القعدة من سنة تسع وعشرين وخمسمائة كما ذكرنا ، كان هو ببغداد  فلما جاء خبره إليها بايعه الأمراء والأعيان ، وخطب له على المنابر ببغداد وسائر البلاد ، وكان إذ ذاك كبيرا له أولاد ، وكان أبيض جسيما حسن اللون ، فلما كان يوم عرفة من هذه السنة جيء بالمسترشد - قد نقل من هناك إلى بغداد -  فصلي عليه ببيت النوبة وكثر الزحام وخرج الناس لصلاة العيد من الغد ، وهم في حزن شديد على المسترشد ،  وقد ظهر الرفض قليلا في أول أيام الراشد    . 
				
						
						
