الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المكتبة الإسلامية

الرئيسية
المكتبة الإسلامية

البداية والنهاية

ابن كثير - إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي

صفحة

جزء

وفيها توفي فقيه الحرم الشريف بمكة ، محمد بن إسماعيل بن أبي الصيف اليمني ، رحمه الله .

وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أبي بكر القفصي المقرئ المحدث ، كتب كثيرا وسمع الكثير ، ودفن بمقابر الصوفية ، رحمه الله .

[ ص: 34 ] أبو الفتح محمد بن سعد بن محمد الديباجي ، من أهل مرو ، له كتاب " المحصل " في شرح " المفصل " للزمخشري في النحو ، كان ثقة عالما ، سمع الحديث ، توفي في هذه السنة عن ثنتين وتسعين سنة .

الشيخ الصالح الزاهد العابد أبو الثناء محمود بن عثمان بن مكارم النعال الحنبلي ، له عبادات ومجاهدات وسياحات ، وبنى رباطا بباب الأزج ، يأوي إليه أهل العلم من المقادسة وغيرهم ، وكان يؤثرهم ويحسن إليهم ، وقد سمع الحديث ، وقرأ القرآن ، وكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر . وكانت وفاته في هذه السنة وقد جاوز الثمانين .

وَفِيهَا تُوُفِّيَ فَقِيهُ الْحَرَمِ الشَّرِيفِ بِمَكَّةَ ، مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي الصَّيْفِ الْيَمَنِيُّ ، رَحِمَهُ اللَّهُ .

وَأَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الْقَفْصِيُّ الْمُقْرِئُ الْمُحَدِّثُ ، كَتَبَ كَثِيرًا وَسَمِعَ الْكَثِيرَ ، وَدُفِنَ بِمَقَابِرِ الصُّوفِيَّةِ ، رَحِمَهُ اللَّهُ .

[ ص: 34 ] أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدِّيبَاجِيُّ ، مِنْ أَهْلِ مَرْوَ ، لَهُ كِتَابُ " الْمُحَصَّلِ " فِي شَرْحِ " الْمُفَصَّلِ " لِلزَّمَخْشَرِيِّ فِي النَّحْوِ ، كَانَ ثِقَةً عَالِمًا ، سَمِعَ الْحَدِيثَ ، تُوُفِّيَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ عَنْ ثِنْتَيْنِ وَتِسْعِينَ سَنَةً .

الشَّيْخُ الصَّالِحُ الزَّاهِدُ الْعَابِدُ أَبُو الثَّنَاءِ مَحْمُودُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مَكَارِمَ النَّعَّالُ الْحَنْبَلِيُّ ، لَهُ عِبَادَاتٌ وَمُجَاهَدَاتٌ وَسِيَاحَاتٌ ، وَبَنَى رِبَاطًا بِبَابِ الْأَزَجِ ، يَأْوِي إِلَيْهِ أَهْلُ الْعِلْمِ مِنَ الْمَقَادِسَةِ وَغَيْرِهِمْ ، وَكَانَ يُؤْثِرُهُمْ وَيُحْسِنُ إِلَيْهِمْ ، وَقَدْ سَمِعَ الْحَدِيثَ ، وَقَرَأَ الْقُرْآنَ ، وَكَانَ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ . وَكَانَتْ وَفَاتُهُ فِي هَذِهِ السَّنَةِ وَقَدْ جَاوَزَ الثَّمَانِينَ .