[ ص: 416 ] سبب مسك تنكز   
لما كان يوم الثلاثاء الرابع والعشرين من ذي الحجة جاء الأمير طشتمر  من صفد  مسرعا ، وركب جيش دمشق  ملبسا ، ودخل نائب السلطنة من قصره مسرعا إلى دار السعادة ، وجاء الجيش فوقفوا على باب النصر ، وكان أراد أن يلبس ويقاتل ، فعذلوه في ذلك ، وقالوا : المصلحة في الخروج إلى السلطان سامعا مطيعا ، فخرج بلا سلاح ، فلما برز إلى ظاهر البلد ، التف عليه الفخري  وغيره ، وأخذوه وذهبوا به إلى ناحية الكسوة ، فلما كان عند قبة يلبغا  نزلوا وقيدوه وحظاياه من قصره ، ثم ركب البريد وهو مقيد ، وساروا به إلى السلطان ، فلما وصل أمر بمسيره إلى الإسكندرية  ، وسألوا عن ودائعه فأقر ببعض ، ثم عوقب حتى أقر بالباقي ، ثم قتلوه ودفنوه بالإسكندرية ،  ثم نقلوه إلى تربته بدمشق ،  رحمه الله ، وقد جاوز الستين ، وكان عادلا مهيبا ، عفيف الفرج واليد ، والناس في أيامه في غاية الرخص والأمن والصيانة ، فرحمه الله ، وبل بالرحمة ثراه . 
وله أوقاف كثيرة; من ذلك مرستان بصفد ،  وجامع بنابلس  وعجلون ،  وجامع بدمشق ،  ودار حديث بالقدس  ودمشق ،  ومدرسة وخانقاه بالقدس ،  ورباط وسوق موقوف على المسجد الأقصى ،  وفتح شباكا في المسجد . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					