قال ابن إسحاق : وبعث فروة بن عمرو بن النافرة الجذامي ، ثم النفاثي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولا بإسلامه ، وأهدى له بغلة بيضاء ، وكان فروة عاملا للروم على من يليهم من العرب ، وكان منزله معان وما حولها من أرض الشام ، فلما بلغ الروم ذلك من إسلامه طلبوه حتى أخذوه ، فحبسوه عندهم فقال في [ ص: 349 ] محبسه ذلك :
طرقت سليمى موهنا أصحابي والروم بين الباب والقروان صد الخيال وساءه ما قد رأى
وهممت أن أغفي وقد أبكاني لا تكحلن العين بعدي إثمدا
سلمى ولا تدنن للإتيان ولقد علمت أبا كبيشة أنني
وسط الأعزة لا يحص لساني فلئن هلكت لتفقدن أخاكم
ولئن بقيت ليعرفن مكاني ولقد جمعت أجل ما جمع الفتى
من جودة وشجاعة وبيان
ألا هل أتى سلمى بأن حليلها على ماء عفرى فوق إحدى الرواحل
على ناقة لم يضرب الفحل أمها مشذبة أطرافها بالمناجل
بلغ سراة المسلمين بأنني سلم لربي أعظمي ومقامي