فصل ( في لبسه صلى الله عليه وسلم ثيابه وتطيبه بعد رميه جمرة العقبة    ) 
ثم لبس عليه الصلاة والسلام ثيابه وتطيب بعد ما رمى جمرة العقبة  ونحر هديه ، وقبل أن يطوف بالبيت  طيبته  عائشة أم المؤمنين    . 
قال  البخاري    : ثنا  علي بن عبد الله بن المديني  ، ثنا  سفيان - هو ابن عيينة    - ثنا  عبد الرحمن بن القاسم بن محمد  ، وكان أفضل أهل زمانه ، أنه سمع أباه ، وكان أفضل أهل زمانه ، يقول أنه سمع عائشة  تقول : طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي هاتين حين أحرم ، ولحله حين أحل قبل أن يطوف . وبسطت   [ ص: 619 ] يديها 
وقال مسلم    : ثنا  يعقوب الدورقي   وأحمد بن منيع  ، قالا : ثنا هشيم  ، أنبأنا منصور  ، عن عبد الرحمن بن القاسم  ، عن أبيه ، عن عائشة  قالت : كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يحرم ، ويوم النحر قبل أن يطوف بالبيت  بطيب فيه مسك . 
وروى  النسائي  من حديث سفيان بن عيينة  ، عن الزهري  ، عن عروة  ، عن عائشة  قالت : طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم لحرمه حين أحرم ، ولحله بعد ما رمى جمرة العقبة  قبل أن يطوف بالبيت    . 
وقال  الشافعي    : أنبأنا سفيان بن عيينة  ، عن  عمرو بن دينار  ، عن سالم  قال : قالت عائشة    : أنا طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم لحله وإحرامه . ورواه عبد الرزاق  ، عن معمر  ، عن الزهري  ، عن سالم  ، عن عائشة ،  فذكره . 
وفي " الصحيحين " من حديث  ابن جريج  أخبرني عمر بن عبد الله بن عروة  أنه سمع عروة  والقاسم  يخبران عن عائشة ،  أنها قالت : طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي بذريرة في حجة الوداع للحل والإحرام . ورواه مسلم  من حديث الضحاك بن عثمان  ، عن أبي الرجال  ، عن أمه عمرة  ، عن عائشة  به . 
 [ ص: 620 ] وقال  سفيان الثوري  ، عن سلمة بن كهيل  ، عن الحسن العرني  ، عن ابن عباس  ، أنه قال : إذا رميتم الجمرة ،  فقد حللتم من كل شيء كان عليكم حراما إلا النساء ، حتى تطوفوا بالبيت    . فقال رجل : والطيب يا أبا العباس  ؟ فقال له : إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يضمخ رأسه بالمسك ، أفطيب هو أم لا ؟! 
وقال محمد بن إسحاق    : حدثني أبو عبيدة بن عبد الله بن زمعة  ، عن أبيه وأمه  زينب بنت أم سلمة  ، عن أم سلمة  قالت : كانت الليلة التي يدور فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة النحر ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم عندي ، فدخل وهب بن زمعة  ، ورجل من آل أبي أمية  متقمصين ، فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم " أفضتما ؟ " قالا : لا . قال : " فانزعا قميصيكما " . فنزعاهما . فقال له وهب    : ولم يا رسول الله ؟ فقال : " هذا يوم أرخص لكم فيه ، إذا رميتم الجمرة  ونحرتم هديا ، إن كان لكم ، فقد أحللتم من كل شيء حرمتم منه إلا النساء حتى تطوفوا بالبيت ،  فإذا أمسيتم ولم تفيضوا صرتم حرما كما كنتم أول مرة حتى تطوفوا بالبيت    " . وهكذا رواه أبو داود  عن  أحمد بن حنبل  ،  ويحيى بن معين  ، كلاهما عن ابن أبي عدي  ، عن ابن إسحاق  ، فذكره . 
 [ ص: 621 ] وأخرجه  البيهقي  ، عن  الحاكم  ، عن أبي بكر بن إسحاق  ، عن أبي المثنى العنبري  ، عن  يحيى بن معين  ، وزاد في آخره : قال أبو عبيدة    : وحدثتني أم قيس بنت محصن  قالت : خرج من عندي  عكاشة بن محصن  في نفر من بني أسد  متقمصين عشية يوم النحر ، ثم رجعوا إلينا عشاء وقمصهم على أيديهم يحملونها . فسألتهم فأخبروها بمثل ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لوهب بن زمعة  وصاحبه . وهذا الحديث غريب جدا ، لا أعلم أحدا من العلماء قال به . والله أعلم . 
				
						
						
