خبر عبد الله بن سلام  
قال  الإمام أحمد    : حدثنا  إسحاق بن يوسف الأزرق ،  ثنا ابن عون  عن  محمد ، هو ابن سيرين ،  عن قيس بن عباد  قال : كنت في المسجد ، فجاء رجل في وجهه أثر خشوع ، فدخل فصلى ركعتين فأوجز فيهما ، فقال القوم : هذا رجل من أهل الجنة . فلما خرج اتبعته حتى دخل منزله ، فدخلت معه فحدثته ، فلما استأنس قلت له : إن القوم لما دخلت قبل المسجد قالوا كذا ، وكذا قال : سبحان الله ، والله ما ينبغي لأحد أن يقول ما لا يعلم ، وسأحدثك   [ ص: 223 ] أني رأيت رؤيا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقصصتها عليه; رأيت كأني في روضة خضراء - قال ابن عون : فذكر من خضرتها وسعتها - وسطها عمود حديد ، أسفله في الأرض وأعلاه في السماء ، في أعلاه عروة . فقيل لي : اصعد عليه . فقلت : لا أستطيع . فجاء منصف - قال ابن عون : وهو الوصيف - فرفع ثيابي من خلفي فقال : اصعد عليه . فصعدت حتى أخذت بالعروة ، فقال : استمسك بالعروة . فاستيقظت وإنها لفي يدي . قال : فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقصصتها عليه ، فقال : " أما الروضة فروضة الإسلام ، وأما العمود فعمود الإسلام ، وأما العروة فهي العروة الوثقى ، أنت على الإسلام حتى تموت " . قال : وهو عبد الله بن سلام ورواه  البخاري  من حديث ابن عون    . 
ثم قد رواه  الإمام أحمد  من حديث حماد بن سلمة ،  عن  عاصم بن بهدلة ،  عن المسيب بن رافع ،  عن خرشة بن الحر ،  عن  عبد الله بن سلام ،  فذكره مطولا ، وفيه قال : حتى انتهيت إلى جبل زلق ، فأخذ بيدي فدحاني ، فإذا أنا على ذروته ، فلم أتقار ولم أتماسك ، وإذا عمود حديد في ذروته حلقة ذهب ، فأخذ بيدي فدحاني حتى أخذت بالعروة . وذكر تمام الحديث . وأخرجه مسلم  في " صحيحه " من حديث الأعمش ،  عن سليمان بن مسهر ،  عن خرشة بن الحر ،  عن  عبد الله بن سلام ،  فذكره وقال : حتى أتى بي جبلا ، فقال لي :   [ ص: 224 ] اصعد . فجعلت إذا أردت أن أصعد خررت على استي ، حتى فعلت ذلك مرارا . وأن رسول الله قال له حين ذكر رؤياه : " وأما الجبل فهو منزل الشهداء ، ولن تناله قال  البيهقي    : وهذه معجزة ثانية ، حيث أخبر أنه لا ينال الشهادة . وهكذا وقع; فإنه مات سنة ثلاث وأربعين ، فيما ذكره  أبو عبيد القاسم بن سلام  وغيره . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					