(
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=96nindex.php?page=treesubj&link=28981إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=97ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم ) : ذكر تعالى عبادا قضى عليهم بالشقاوة فلا تتغير ، والكلمة التي حقت عليهم قال
قتادة : هي اللعنة والغضب . وقيل : وعيده أنهم يصيرون إلى العذاب . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : قول الله تعالى الذي كتب في اللوح ، وأخبر به الملائكة أنهم يموتون كفارا فلا يكون غيره ، وتلك كتابة معلوم لا كتابة مقدر
[ ص: 192 ] ومراد الله تعالى عن ذلك ، انتهى .
وكلامه أخيرا على طريقة الاعتزال . وقال
أبو عبد الله الرازي : المراد من هذه الكلمة : كلم الله بذلك وإخباره عنه ، وخلقه في العبد مجموع القدرة والداعية ، وهو موجب لحصول ذلك الأمر . وقال
ابن عطية : المعنى أن الله أوجب لهم سخطه من الأزل وخلقهم لعذابه ، فلا يؤمنون ولو جاءهم كل بيان وكل وضوح ، إلا في الوقت الذي لا ينفعهم فيه الإيمان ، كما صنع
فرعون وأشباهه ، وذلك وقت المعاينة .
وفي ضمن الألفاظ التحذير من هذه الحال ، وبعث كل على المبادرة إلى الإيمان والفرار من سخط الله . ويجوز أن يكون العذاب الأليم عند تقطع أسبابهم يوم القيامة ، وتقدم الخلاف في قراءة ( كلمة ) بالإفراد وبالجمع .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=96nindex.php?page=treesubj&link=28981إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=97وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ) : ذَكَرَ تَعَالَى عِبَادًا قَضَى عَلَيْهِمْ بِالشَّقَاوَةِ فَلَا تَتَغَيَّرُ ، وَالْكَلِمَةُ الَّتِي حَقَّتْ عَلَيْهِمْ قَالَ
قَتَادَةُ : هِيَ اللَّعْنَةُ وَالْغَضَبُ . وَقِيلَ : وَعِيدُهُ أَنَّهُمْ يَصِيرُونَ إِلَى الْعَذَابِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى الَّذِي كَتَبَ فِي اللَّوْحِ ، وَأَخْبَرَ بِهِ الْمَلَائِكَةَ أَنَّهُمْ يَمُوتُونَ كُفَّارًا فَلَا يَكُونُ غَيْرُهُ ، وَتِلْكَ كِتَابَةُ مَعْلُومٍ لَا كِتَابَةُ مُقَدَّرٍ
[ ص: 192 ] وَمُرَادُ اللَّهِ تَعَالَى عَنْ ذَلِكَ ، انْتَهَى .
وَكَلَامُهُ أَخِيرًا عَلَى طَرِيقَةِ الِاعْتِزَالِ . وَقَالَ
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ : الْمُرَادُ مِنْ هَذِهِ الْكَلِمَةِ : كَلِمُ اللَّهِ بِذَلِكَ وَإِخْبَارُهُ عَنْهُ ، وَخَلْقُهُ فِي الْعَبْدِ مَجْمُوعَ الْقُدْرَةِ وَالدَّاعِيَةَ ، وَهُوَ مُوجِبٌ لِحُصُولِ ذَلِكَ الْأَمْرِ . وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : الْمَعْنَى أَنَّ اللَّهَ أَوْجَبَ لَهُمْ سَخَطَهُ مِنَ الْأَزَلِ وَخَلَقَهُمْ لِعَذَابِهِ ، فَلَا يُؤْمِنُونَ وَلَوْ جَاءَهُمْ كُلُّ بَيَانٍ وَكُلُّ وُضُوحٍ ، إِلَّا فِي الْوَقْتِ الَّذِي لَا يَنْفَعُهُمْ فِيهِ الْإِيمَانُ ، كَمَا صَنَعَ
فِرْعَوْنُ وَأَشْبَاهُهُ ، وَذَلِكَ وَقْتَ الْمُعَايَنَةِ .
وَفِي ضِمْنِ الْأَلْفَاظِ التَّحْذِيرُ مِنْ هَذِهِ الْحَالِ ، وَبَعْثُ كُلٍّ عَلَى الْمُبَادَرَةِ إِلَى الْإِيمَانِ وَالْفِرَارِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ عِنْدَ تَقَطُّعِ أَسْبَابِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَتَقَدَّمَ الْخِلَافُ فِي قِرَاءَةِ ( كَلِمَةٌ ) بِالْإِفْرَادِ وَبِالْجَمْعِ .