( وأن تصبروا خير لكم     ) ظاهره الإخبار عن صبر خاص ، وهو غير نكاح الإماء ، وقاله  ابن عباس  ومجاهد   وابن جبير  والسدي    : وجهة الخيرية كونه لا يرق ولده ، وأن لا يبتذل هو ، وينتقص في العادة بنكاح الأمة . وفي سنن  ابن ماجه  من حديث أنس  قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من أراد أن يلقى الله طاهرا مطهرا فليتزوج الحرائر   ) وجاء في الحديث : ( انكحوا الأكفاء واختاروا لنطفكم   ) . وقيل : المراد وإن تصبروا عن الزنا بنكاح الإماء خير لكم ، وعلى هذا فالخيرية ظاهرة . ويكون على هذا القول في الآية إيناس لنكاح الإماء ، وتقريب منه ، إذ كانت العرب تنفر عنه . وإذا جعل ( وأن تصبروا    ) عاما - اندرج فيه الصبر المقيد ، وهو عن نكاح الإماء ، وعن الزنا . إذ الصبر خير من عدمه ، لأنه يدل على شجاعة النفس وقوة عزمها ، وعظم إبائها ، وشدة حفاظها . وهذا كله يستحسنه العقل ، ويندب إليه الشرع ، وربما أوجبه في بعض المواضع . وجعل الله تعالى أجر الصابر موفاة بغير حساب ، وقد قال بعض أهل العلم : إن سائر العبادات لا بد لها من الصبر . قال تعالى : ( واستعينوا بالصبر والصلاة    ) . 
( والله غفور رحيم    ) لما ندب بقوله : وأن تصبروا  إلى الصبر عن نكاح الإماء ، صار كأنه في حيز الكراهة ، فجاء بصفة الغفران المؤذنة بأن ذلك مما سامح فيه تعالى ، وبصفة الرحمة حيث رخص في نكاحهن وأباحه . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					