الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( والجار الجنب ) هو : الجار اليهودي ، والنصراني . فهي عنده قرابة الإسلام ، وأجنبية الكفر . وقالت فرقة ، هو الجار القريب المسكن منك ، والجنب هو البعيد المسكن منك . كأنه انتزع من الحديث الذي فيه : إن لي جارين فإلى أيهما أهدي ؟ قال : ( إلى أقربهما منك بابا ) . وقال ميمون بن مهران : ( والجار ذي القربى ) أريد به الجار القريب . قال ابن عطية : [ ص: 245 ] وهذا خطأ في اللسان ، لأنه جمع على تأويله بين الألف واللام والإضافة ، وكان وجه الكلام : وجار ذي القربى . انتهى . ويمكن تصحيح قول ميمون على أن لا يكون جمعا بين الألف واللام والإضافة على ما زعم ابن عطية بأن يكون قوله : ذي القربى بدلا من قوله : والجار ، على حذف مضاف التقدير : والجار جار ذي القربى ، فحذف ( جار ) لدلالة الجار عليه ، وقد حذفوا البدل في مثل هذا . قال الشاعر :


رحم الله أعظما دفنوها بسجستان طلحة الطلحات



يريد : أعظم طلحة الطلحات . ومن كلام العرب : لو يعلمون العلم الكبيرة سنة ، يريدون : علم الكبيرة سنة . والجنب : هو البعيد ، سمي بذلك لبعده عن القرابة . وقال : فلا تحرمني نائلا عن جنابة . والمجاورة مساكنة الرجل الرجل في محلة ، أو مدينة ، أو كينونة أربعين دارا من كل جانب ، أو يعتبر بسماع الأذان ، أو بسماع الإقامة ، أقوال أربعة ، ثانيها قول الأوزاعي . وروى في ذلك حديثا أنه عليه الصلاة والسلام أمر مناديه ينادي : ( ألا إن أربعين دارا جوار ، ولا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه ) والمجاورة مراتب ، بعضها ألصق من بعض ، أقربها الزوجة . قال الأعشى :


أجارتنا بيني فإنك طالقه

وقرئ : ( والجار ذا القربى ) . قال الزمخشري : نصبا على الاختصاص كما قرئ ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ) تنبيها على عظم حقه لإدلائه بحقي الجوار والقربى انتهى ، وقرأ عاصم في رواية المفضل عنه : ( والجار الجنب ) بفتح الجيم وسكون النون ، ومعناه البعيد . وسئل أعرابي عن الجار الجنب فقال : هو الذي يجيء فيحل حيث تقع عينك عليه .

التالي السابق


الخدمات العلمية