قوله تعالى : وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا     . 
قد قدمنا في أول " سورة البقرة " الآيات المبينة لهذا المعنى الذي دلت عليه هذه الآية الكريمة ; كقوله : فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون  وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون    [ 9 \ 124 ، 125 ] ، وقوله : قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى    [ 41 \ 44 ] كما تقدم إيضاحه . وقوله في هذه الآية : ما هو شفاء    [ 17 \ 82 ] يشمل كونه شفاء للقلب من أمراضه ; كالشك والنفاق وغير ذلك ، وكونه شفاء للأجسام إذا رقي عليها به ، كما تدل له قصة الذي رقى الرجل اللديغ بالفاتحة  ، وهي صحيحة مشهورة ، وقرأ أبو عمرو  وننزل بإسكان النون وتخفيف الزاي ، والباقون بفتح النون وتشديد الزاي ، والعلم عند الله تعالى . 
				
						
						
