قوله تعالى : قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذا لأمسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قتورا     . 
بين تعالى في هذه الآية : أن بني آدم لو كانوا يملكون خزائن رحمته - أي خزائن الأرزاق والنعم - لبخلوا بالرزق على غيرهم ، ولأمسكوا عن الإعطاء ، خوفا من الإنفاق لشدة بخلهم . 
 [ ص: 187 ] وبين أن الإنسان قتور  ، أي بخيل مضيق ; من قولهم : قتر على عياله ، أي ضيق عليهم . 
وبين هذا المعنى في مواضع أخر ; كقوله تعالى : أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا    [ 4 \ 53 ] ، وقوله : إن الإنسان خلق هلوعا  إذا مسه الشر جزوعا  وإذا مسه الخير منوعا  إلا المصلين  الآية [ 70 \ 19 - 22 ] ، إلى غير ذلك من الآيات . 
والمقرر في علم العربية أن " لو " لا تدخل إلا على الأفعال ، فيقدر لها في الآية فعل محذوف ، والضمير المرفوع بعد " لو " أصله فاعل الفعل المحذوف ، فلما حذف الفعل فصل الضمير . والأصل قل لو تملكون ، فحذف الفعل فبقيت الواو فجعلت ضميرا منفصلا ، هو : أنتم . هكذا قاله غير واحد ، والعلم عند الله تعالى . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					