الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          صفحة جزء
                          ( ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ) أي والثالث مما أتلوه عليكم - مما وصاكم به ربكم - ألا تقتلوا أولادكم الصغار من فقر واقع بكم لئلا تروهم جياعا في حجوركم ; فإنه هو الذي يرزقكم وإياهم ، أي ويرزقهم بالتبع لكم ، فالجملة تعليل للنهي ، وسيأتي في سورة الإسراء : ( ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم ) ( 17 : 31 ) فقدم رزق الأولاد هنالك على رزق الوالدين - عكس ما هنا - لأنه متعلق بالفقر المتوقع في المستقبل الذي يكون الأولاد فيه كبارا كاسبين . وقد يصير الوالدون في حاجة إليهم لعجزهم عن الكسب بالكبر . ففرق في تعليل النهي في الآيتين بين الفقر الواقع والفقر المتوقع ، ‌‌ فقدم في كل منهما ضمان الكاسب للإشارة إلى أنه تعالى جعل كسب العباد سببا للرزق خلافا لمن يزهدونهم في العمل بشبه كفالته تعالى لرزقهم . وقد ذكرنا هذه النكتة من بلاغة القرآن في تفسير : ( وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ) ( 137 ) .

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية