الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          صفحة جزء
                          الأساليب في عقيدة الوحي والرسل

                          وأما مسائل الركن الثاني من أركان الاعتقاد وهو الوحي والرسل ، فنستغني عن التذكير بأساليب الإثبات وطرق الإقناع فيه بما ذكرنا في عقيدة التوحيد وآياته وصفات الله وأفعاله وما يتعلق بها من بطلان الشرك وإقامة الحجة على الكفار أجمعين . على أن بعض ما ذكرنا فيه وما لم يذكر من الشواهد على مكابرة المعاندين للآيات والحجج ، تشترك فيه حجج الوحي والرسالة مع حجج التوحيد وسنشير إلى بعضه هنا . وإنما المهم تذكير القارئ ابتغاء الاهتداء في نفسه والهداية لغيره بالآيات التي تعرفه موضوع الوحي والرسالة وصفات الرسل ووظائفهم ، وما أيدوا به من الآيات لإثبات دعوتهم ، وشبهات الكفار على ذلك وبيان بطلانها .

                          قد بينا في مواضع من التفسير أن أكثر البشر يؤمنون بأن للعالم خالقا مقدرا وربا مدبرا ، وأن هذا الرب الخالق عليم حكيم قادر على كل شيء ، وأنه يجب أن يعبد ويشكر ، وبينا أن كفر أكثر الكفار إنما هو بعبادة غيره معه ، ولو بقصد التوسل للتقريب إليه والشفاعة عنده . ولكن كثيرا من الكفار المشركين يكفرون بالرسل سواء كانوا مؤمنين بوجود الله وهم الأكثرون ، أم لا وهم الأقلون ، وسبب ذلك استبعاد وقوع الوحي وشبهات أخرى عليه ، وقد بينت هذه السورة معنى الرسالة وموضوع الوحي والدليل عليه ووظائف الرسل عليهم السلام . وكشفت ما أوردوا من الشبهات على ذلك . فنحن نلخص أولا ما جاء في معنى الرسالة وموضوعها ووظائف الرسل ، ثم نقفي عليه بما ورد فيما أثبتها الله تعالى به من الآيات ودفع الشبهات عنها فنقول :

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية