(
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=2كتاب أنزل إليك ) إذا قيل إن (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=1المص ) اسم للسورة فهو مبتدأ خبره ( كتاب ) وإلا فهذا خبر لمبتدأ محذوف تقديره ذلك كتاب كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=1الم ذلك الكتاب ) ( 2 : 1 ، 2 ) وتنكير ( كتاب ) للتعظيم والتفخيم ، والمراد به على القول الثاني جملة القرآن المشار إلى بعضه المنزل بالفعل ، وجملة (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=4أنزل إليك ) صفة له دالة على كمال تعظيم قدره وقدر من أنزل إليه ؛ ولذلك سميت الليلة التي كان بدء نزوله فيها بليلة القدر . وإنما قيل : ( أنزل ) ولم يقل أنزل الله أو أنزلناه إيجازا مؤذنا بأن المنزل مستغن عن التعريف ، وعن إسناده إلى الضمير أو الاسم الصريح ، فإن هذا الكتاب البديع ، لا يمكن أن يكون إلا من فوق ذلك العرش الرفيع (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=2فلا يكن في صدرك حرج منه ) حرج الصدر ضيقه وغمه وهو من الحرجة التي هي مجتمع الشجر المشتبك الملتف الذي لا يجد السالك فيه سبيلا واضحا ينفذ منه ، أو الذي لا يقبل الزيادة كما قال
الراغب ، وقد فسر الحرج هنا بمعناه اللغوي وروي عن
الضحاك ، وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ومجاهد تفسيره بالشك كما في الدر المنثور وعزاه
ابن كثير إلى
مجاهد وقتادة . ووجهوه بأن الشك ضرب من ضروب حرج الصدر وضيق القلب . وتقدم تفسير مثله في الأنعام ( الآية 125 ) وقال
الراغب في هذه الجملة قيل : هي نهي . وقيل : دعاء . وقيل : حكم منه نحو (
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=1ألم نشرح لك صدرك ) ( 94 : 1 ) اهـ . والنهي أو الدعاء عن أمر يتعلق بالمستقبل دليل على أنه مظنة الوقوع في نفسه ، وبحسب سنن الله ونظام الأسباب في خلقه ، والأمر هنا كذلك ، إلا أن يحول دون وقوعه مانع كعناية الله وتأييده ؛ فإن هذا القرآن أمر عظيم بل هو أعظم شأن بين الله تعالى وبين عباده وقد كان في أول ما نزل منه قوله عز وجل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=5إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا ) ( 73 : 5 ) ثم نزل في تفسيره : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=21لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ) ( 59 : 21 ) وكان ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه الوحي وهو يتفصد عرقا ، وكان يكاد يهيم بشدة وقعه وعظم تأثيره حتى يكاد يلقي بنفسه من شاهق الجبل ، وأي قلب يحتمل وصدر يتسع لكلام الله العظيم ، ينزل به عليه الروح الأمين ، إذا لم يتول سبحانه بفضله شرحه وإعانته على
[ ص: 270 ] حمله ، وهو ما امتن به على رسوله بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=1ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك ) فهذا وجه مظنة وقوع الحرج بمعناه اللغوي الأصلي بالنسبة إلى الرسول نفسه ، وكونه تعالى صرفه عنه بشرحه لصدره ، ويصح فيه أن يكون النهي تكوينيا .
وله وجه آخر باعتبار تبليغه إياه فإنه صلى الله عليه وسلم كلف به هداية الثقلين وإصلاح أهل الخافقين ، ومن المتوقع المعلوم بالبداهة أن المتصدي لذلك لا بد أن يلقى أشد الإيذاء والمقاومة ، والطعن في كتاب الله ، والإعراض عن آيات الله ، وهي أسباب لضيق الصدر كما قال تعالى في آخر سورة الحجر : (
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=97ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون ) ( 15 : 97 ) وفي آخر سورة النحل بعدها : ( (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=127واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون ) ( 16 : 127 ) ومثله في سورة النمل . وقال تعالى في أوائل سورة هود : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=12فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك إنما أنت نذير والله على كل شيء وكيل ) ( 11 : 12 ) والمراد من النهي عن أمر طبعي كهذا الاجتهاد في مقاومته والتسلي عنه بوعد الله والتأسي بمن سبق من رسله عليهم السلام .
فهذان الوجهان الوجيهان ، من
nindex.php?page=treesubj&link=29569تفسير القرآن بالقرآن . ينافيان ما روي من تفسير الحرج بالشك ، ويغنيان عما تمحله المفسرون في توجيهه بالتأويل الشبيه بالمحك ، وما أكثر ما روي في التفسير بصحيح حتى بالغ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد فقال لا يصح فيه شيء ، وما كل ما صح منه مقبول ، إلا إذا صح رفعه إلى المعصوم ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وأما قوله تعالى في سورة يونس : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=94فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك ) ( 10 : 94 ) فهو على سبيل فرض المحال المألوف في أمثال هذه المواضع والمحال ، وشرط " إن " لا يقتضي الوقوع بحال من الأحوال . ومثله في هذه السورة قوله تعالى بعد نهيه صلى الله عليه وسلم عن دعاء غير الله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=106فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين ) ( 10 : 106 ) وقوله في غيرها : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=81قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين ) ( 43 : 81 ) وفي
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وغيره أنه صلى الله عليه وسلم قال في آية يونس : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=2003331لا أشك ولا أسأل " .
وقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=2nindex.php?page=treesubj&link=28978لتنذر به وذكرى للمؤمنين ) تعليل لإنزال الكتاب . والجملة قبله معترضة بين العلة والمعلول لإفادة أن الإنذار به إنما يكون مطلقا أو على وجه الكمال مع انتفاء الحرج من الصدر ، وانشراحه للنهوض بأعباء هذا الأمر ، وقيل : تعليل للنهي عن الحرج على أن اللام مصدرية كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=8يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ) ( 61 : 8 ) أي فلا يكن في صدرك حرج منه لأجل الإنذار به لئلا يكذبك الناس . والإنذار التعليم المقترن بالتخويف من سوء عاقبة المخالفة ، وهو يتعدى إلى مفعولين : المنذر والعقاب الذي
[ ص: 271 ] ينذره ، أي يخوف من وقوعه به ، ومنه قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=40إنا أنذرناكم عذابا قريبا ) ( 78 : 40 ) وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=130وينذرونكم لقاء يومكم هذا ) والمفعولان يذكران كلاهما تارة ويذكر أحدهما تارة بعد أخرى بحسب المناسبات ، وقد حذف كل منهما هنا لإفادة العموم حسب القاعدة ، أي لتنذر به جميع الناس إذ تبلغهم دين الله وكل ما يتلى عليك في الكتاب من عقابه تعالى لمن يعصي رسله في الدنيا والآخرة فهو إيجاز بليغ يدل على عموم بعثته صلى الله عليه وسلم كقوله في سورة الأنعام : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=92ولتنذر أم القرى ومن حولها ) ( 6 : 92 ) وقد صرح بجعل الإنذار عاما لأمة البعثة كافة بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=1تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا ) ( 25 : 1 ) وكثيرا ما يوجه إلى الكفار والظالمين لأنهم هم الذين يعاقبون حتما ، وقد يخص به المؤمنون المتقون بأنهم هم المنتفعون به قطعا ، كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=18إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب ) ( 35 : 18 ) وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=11إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب ) ( 36 : 11 ) وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=51وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ) ( 6 : 51 ) الآية .
وأما الذكرى فهي مصدر لذكر الشيء بقلبه وبلسانه ، والاسم الذكر بالضم وكذا بالكسر ، قال في المصباح : نص عليه جماعة منهم
أبو عبيدة وابن قتيبة ، وأنكر
الفراء الكسر في ذكر القلب وقال : اجعلني على ذكر منك . بالضم لا غير ؛ ولهذا اقتصر جماعة عليه اهـ .
وقال
الراغب : والذكرى كثرة الذكر وهو أبلغ من الذكر اهـ . ولعله أخذ هذا المعنى من كثرة استعمالها في القرآن بمعنى التذكير النافع والموعظة المؤثرة - ولا أذكر أنها استعملت فيه بمعنى ذكر اللسان إلا في قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=42يسألونك عن الساعة أيان مرساها فيم أنت من ذكراها ) ( 79 : 42 ، 43 ) على وجه وفسرت بالعلم - ولا بمعنى مطلق التذكر إلا في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=68فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين ) ( 6 : 68 ) لأنه في مقابل الإنساء وقد خصها هنا بالمؤمنين لأنهم هم الذين ينتفعون بالمواعظ كما قال في الذاريات : (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=55وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين 51 ) ( : 55 ) ومثله في سورة العنكبوت : (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=51وذكرى لقوم يؤمنون ) ( 29 : 51 ) وفي سورة الأنبياء : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=84وذكرى للعابدين ) ( 21 : 84 ) في سورة ص : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=43وذكرى لأولي الألباب ) ( 38 : 43 ) وفي سورة ق : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=8تبصرة وذكرى لكل عبد منيب ) ( 50 : 8 ) .
والمراد بالمؤمنين هنا من كتب الله لهم الإيمان سواء كانوا آمنوا عند نزول السورة أم لا . وتقدير الكلام مع ما قبله : أنزل إليك الكتاب لتنذر به قومك وسائر الناس ، وتذكر به أهل الإيمان وتعظهم ذكرى نافعة مؤثرة لأنهم هم المستعدون للاهتداء به - أو أنزل إليك للإنذار
[ ص: 272 ] العام والذكرى الخاصة ، أو هو ذكرى - أو حال كونه ذكرى - لمن آمنوا ولمن علم الله أنهم يؤمنون .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=2كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ ) إِذَا قِيلَ إِنَّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=1المص ) اسْمٌ لِلسُّورَةِ فَهُوَ مُبْتَدَأٌ خَبَرُهُ ( كِتَابٌ ) وَإِلَّا فَهَذَا خَبَرٌ لِمُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ تَقْدِيرُهُ ذَلِكَ كِتَابٌ كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=1الم ذَلِكَ الْكِتَابُ ) ( 2 : 1 ، 2 ) وَتَنْكِيرُ ( كِتَابٌ ) لِلتَّعْظِيمِ وَالتَّفْخِيمِ ، وَالْمُرَادُ بِهِ عَلَى الْقَوْلِ الثَّانِي جُمْلَةُ الْقُرْآنِ الْمُشَارُ إِلَى بَعْضِهِ الْمُنَزَّلُ بِالْفِعْلِ ، وَجُمْلَةُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=4أُنْزِلَ إِلَيْكَ ) صِفَةٌ لَهُ دَالَّةٌ عَلَى كَمَالِ تَعْظِيمِ قَدْرِهِ وَقَدْرِ مَنْ أُنْزِلَ إِلَيْهِ ؛ وَلِذَلِكَ سُمِّيَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي كَانَ بَدْءُ نُزُولِهِ فِيهَا بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ . وَإِنَّمَا قِيلَ : ( أُنْزِلَ ) وَلَمْ يَقُلْ أَنْزَلَ اللَّهُ أَوْ أَنْزَلْنَاهُ إِيجَازًا مُؤْذِنًا بِأَنَّ الْمُنْزِلَ مُسْتَغْنٍ عَنِ التَّعْرِيفِ ، وَعَنْ إِسْنَادِهِ إِلَى الضَّمِيرِ أَوِ الِاسْمِ الصَّرِيحِ ، فَإِنَّ هَذَا الْكِتَابَ الْبَدِيعَ ، لَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ إِلَّا مِنْ فَوْقِ ذَلِكَ الْعَرْشِ الرَّفِيعِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=2فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ ) حَرَجُ الصَّدْرِ ضِيقُهُ وَغَمُّهُ وَهُوَ مِنَ الْحَرَجَةِ الَّتِي هِيَ مُجْتَمَعُ الشَّجَرِ الْمُشْتَبِكِ الْمُلْتَفِّ الَّذِي لَا يَجِدُ السَّالِكُ فِيهِ سَبِيلًا وَاضِحًا يَنْفُذُ مِنْهُ ، أَوِ الَّذِي لَا يَقْبَلُ الزِّيَادَةَ كَمَا قَالَ
الرَّاغِبُ ، وَقَدْ فَسَّرَ الْحَرَجَ هُنَا بِمَعْنَاهُ اللُّغَوِيِّ وَرُوِيَ عَنِ
الضَّحَّاكِ ، وَرُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ وَمُجَاهِدِ تَفْسِيرُهُ بِالشَّكِّ كَمَا فِي الدُّرِّ الْمَنْثُورِ وَعَزَاهُ
ابْنُ كَثِيرٍ إِلَى
مُجَاهِدٍ وَقَتَادَةَ . وَوَجَّهُوهُ بِأَنَّ الشَّكَّ ضَرْبٌ مِنْ ضُرُوبِ حَرَجِ الصَّدْرِ وَضِيقِ الْقَلْبِ . وَتَقَدَّمَ تَفْسِيرُ مِثْلِهِ فِي الْأَنْعَامِ ( الْآيَةِ 125 ) وَقَالَ
الرَّاغِبُ فِي هَذِهِ الْجُمْلَةِ قِيلَ : هِيَ نَهْيٌ . وَقِيلَ : دُعَاءٌ . وَقِيلَ : حُكْمٌ مِنْهُ نَحْوَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=1أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ) ( 94 : 1 ) اهـ . وَالنَّهْيُ أَوِ الدُّعَاءُ عَنْ أَمْرٍ يَتَعَلَّقُ بِالْمُسْتَقْبَلِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ مَظِنَّةُ الْوُقُوعِ فِي نَفْسِهِ ، وَبِحَسْبِ سُنَنِ اللَّهِ وَنِظَامِ الْأَسْبَابِ فِي خَلْقِهِ ، وَالْأَمْرُ هُنَا كَذَلِكَ ، إِلَّا أَنْ يَحُولَ دُونَ وُقُوعِهِ مَانِعٌ كَعِنَايَةِ اللَّهِ وَتَأْيِيدِهِ ؛ فَإِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ أَمْرٌ عَظِيمٌ بَلْ هُوَ أَعْظَمُ شَأْنٍ بَيْنَ اللَّهِ تَعَالَى وَبَيْنَ عِبَادِهِ وَقَدْ كَانَ فِي أَوَّلِ مَا نَزَلَ مِنْهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=5إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا ) ( 73 : 5 ) ثُمَّ نَزَلَ فِي تَفْسِيرِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=21لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) ( 59 : 21 ) وَكَانَ يَنْزِلُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْبَرْدِ فَيَفْصِمُ عَنْهُ الْوَحْيُ وَهُوَ يَتَفَصَّدُ عَرَقًا ، وَكَانَ يَكَادُ يَهِيمُ بِشِدَّةِ وَقْعِهِ وَعِظَمِ تَأْثِيرِهِ حَتَّى يَكَادَ يُلْقِيَ بِنَفْسِهِ مِنْ شَاهِقِ الْجَبَلِ ، وَأَيُّ قَلْبٍ يَحْتَمِلُ وَصَدْرٍ يَتَّسِعُ لِكَلَامِ اللَّهِ الْعَظِيمِ ، يَنْزِلُ بِهِ عَلَيْهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ، إِذَا لَمْ يَتَوَلَّ سُبْحَانَهُ بِفَضْلِهِ شَرْحَهُ وَإِعَانَتَهُ عَلَى
[ ص: 270 ] حَمْلِهِ ، وَهُوَ مَا امْتَنَّ بِهِ عَلَى رَسُولِهِ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=1أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ ) فَهَذَا وَجْهُ مَظِنَّةِ وُقُوعِ الْحَرَجِ بِمَعْنَاهُ اللُّغَوِيِّ الْأَصْلِيِّ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الرَّسُولِ نَفْسِهِ ، وَكَوْنِهِ تَعَالَى صَرَفَهُ عَنْهُ بِشَرْحِهِ لِصَدْرِهِ ، وَيَصِحُّ فِيهِ أَنْ يَكُونَ النَّهْيُ تَكْوِينِيًّا .
وَلَهُ وَجْهٌ آخَرُ بِاعْتِبَارِ تَبْلِيغِهِ إِيَّاهُ فَإِنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلِّفَ بِهِ هِدَايَةَ الثِّقْلَيْنِ وَإِصْلَاحَ أَهْلِ الْخَافِقَيْنِ ، وَمِنَ الْمُتَوَقَّعِ الْمَعْلُومِ بِالْبَدَاهَةِ أَنَّ الْمُتَصَدِّيَ لِذَلِكَ لَا بُدَّ أَنْ يَلْقَى أَشَدَّ الْإِيذَاءِ وَالْمُقَاوَمَةِ ، وَالطَّعْنِ فِي كِتَابِ اللَّهِ ، وَالْإِعْرَاضِ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ ، وَهِيَ أَسْبَابٌ لِضِيقِ الصَّدْرِ كَمَا قَالَ تَعَالَى فِي آخِرِ سُورَةِ الْحِجْرِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=97وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ ) ( 15 : 97 ) وَفِي آخِرِ سُورَةِ النَّحْلِ بَعْدَهَا : ( (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=127وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ ) ( 16 : 127 ) وَمِثْلُهُ فِي سُورَةِ النَّمْلِ . وَقَالَ تَعَالَى فِي أَوَائِلِ سُورَةِ هُودٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=12فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ) ( 11 : 12 ) وَالْمُرَادُ مِنَ النَّهْيِ عَنْ أَمْرٍ طَبْعِيٍّ كَهَذَا الِاجْتِهَادِ فِي مُقَاوَمَتِهِ وَالتَّسَلِّي عَنْهُ بِوَعْدِ اللَّهِ وَالتَّأَسِّي بِمَنْ سَبَقَ مِنْ رُسُلِهِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ .
فَهَذَانِ الْوَجْهَانِ الْوَجِيهَانِ ، مِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=29569تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ بِالْقُرْآنِ . يُنَافِيَانِ مَا رُوِيَ مِنْ تَفْسِيرِ الْحَرَجِ بِالشَّكِّ ، وَيُغْنِيَانِ عَمَّا تَمَحَّلَهُ الْمُفَسِّرُونَ فِي تَوْجِيهِهِ بِالتَّأْوِيلِ الشَّبِيهِ بِالْمَحَكِّ ، وَمَا أَكْثَرُ مَا رُوِيَ فِي التَّفْسِيرِ بِصَحِيحٍ حَتَّى بَالَغَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ فَقَالَ لَا يَصِحُّ فِيهِ شَيْءٌ ، وَمَا كُلُّ مَا صَحَّ مِنْهُ مَقْبُولٌ ، إِلَّا إِذَا صَحَّ رَفْعُهُ إِلَى الْمَعْصُومِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ يُونُسَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=94فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ ) ( 10 : 94 ) فَهُوَ عَلَى سَبِيلِ فَرْضِ الْمُحَالِ الْمَأْلُوفِ فِي أَمْثَالِ هَذِهِ الْمَوَاضِعِ وَالْمَحَالِّ ، وَشَرْطُ " إِنْ " لَا يَقْتَضِي الْوُقُوعَ بِحَالٍ مِنَ الْأَحْوَالِ . وَمِثْلُهُ فِي هَذِهِ السُّورَةِ قَوْلُهُ تَعَالَى بَعْدَ نَهْيِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ دُعَاءِ غَيْرِ اللَّهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=106فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ ) ( 10 : 106 ) وَقَوْلُهُ فِي غَيْرِهَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=81قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ ) ( 43 : 81 ) وَفِي
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنِ جَرِيرٍ وَغَيْرِهِ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي آيَةِ يُونُسَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=2003331لَا أَشُكُّ وَلَا أَسْأَلُ " .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=2nindex.php?page=treesubj&link=28978لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ) تَعْلِيلٌ لِإِنْزَالِ الْكِتَابِ . وَالْجُمْلَةُ قَبْلَهُ مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَ الْعِلَّةِ وَالْمَعْلُولِ لِإِفَادَةِ أَنَّ الْإِنْذَارَ بِهِ إِنَّمَا يَكُونُ مُطْلَقًا أَوْ عَلَى وَجْهِ الْكَمَالِ مَعَ انْتِفَاءِ الْحَرَجِ مِنَ الصَّدْرِ ، وَانْشِرَاحِهِ لِلنُّهُوضِ بِأَعْبَاءِ هَذَا الْأَمْرِ ، وَقِيلَ : تَعْلِيلٌ لِلنَّهْيِ عَنِ الْحَرَجِ عَلَى أَنَّ اللَّامَ مَصْدَرِيَّةٌ كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=8يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ ) ( 61 : 8 ) أَيْ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكِ حَرَجٌ مِنْهُ لِأَجْلِ الْإِنْذَارِ بِهِ لِئَلَّا يُكَذِّبَكَ النَّاسُ . وَالْإِنْذَارُ التَّعْلِيمُ الْمُقْتَرِنُ بِالتَّخْوِيفِ مِنْ سُوءِ عَاقِبَةِ الْمُخَالَفَةِ ، وَهُوَ يَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولَيْنِ : الْمُنْذَرِ وَالْعِقَابِ الَّذِي
[ ص: 271 ] يُنْذَرُهُ ، أَيْ يُخَوَّفُ مِنْ وُقُوعِهِ بِهِ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=40إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا ) ( 78 : 40 ) وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=130وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا ) وَالْمَفْعُولَانِ يُذْكَرَانِ كِلَاهُمَا تَارَةً وَيُذْكَرُ أَحَدُهُمَا تَارَةً بَعْدَ أُخْرَى بِحَسَبِ الْمُنَاسَبَاتِ ، وَقَدْ حُذِفَ كُلٌّ مِنْهُمَا هُنَا لِإِفَادَةِ الْعُمُومِ حَسَبَ الْقَاعِدَةِ ، أَيْ لِتُنْذِرَ بِهِ جَمِيعَ النَّاسِ إِذْ تُبَلِّغُهُمْ دِينَ اللَّهِ وَكُلَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكَ فِي الْكِتَابِ مِنْ عِقَابِهِ تَعَالَى لِمَنْ يَعْصِي رُسُلَهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَهُوَ إِيجَازٌ بَلِيغٌ يَدُلُّ عَلَى عُمُومِ بِعْثَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَقَوْلِهِ فِي سُورَةِ الْأَنْعَامِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=92وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا ) ( 6 : 92 ) وَقَدْ صَرَّحَ بِجَعْلِ الْإِنْذَارِ عَامًّا لِأُمَّةِ الْبَعْثَةِ كَافَّةً بُقُولِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=1تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُوَنَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ) ( 25 : 1 ) وَكَثِيرًا مَا يُوَجَّهُ إِلَى الْكُفَّارِ وَالظَّالِمِينَ لِأَنَّهُمْ هُمُ الَّذِينَ يُعَاقَبُونَ حَتْمًا ، وَقَدْ يُخَصُّ بِهِ الْمُؤْمِنُونَ الْمُتَّقُونَ بِأَنَّهُمْ هُمُ الْمُنْتَفِعُونَ بِهِ قَطْعًا ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=18إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ ) ( 35 : 18 ) وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=11إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ ) ( 36 : 11 ) وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=51وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ ) ( 6 : 51 ) الْآيَةَ .
وَأَمَّا الذِّكْرَى فَهِيَ مَصْدَرٌ لِذِكْرِ الشَّيْءِ بِقَلْبِهِ وَبِلِسَانِهِ ، وَالِاسْمُ الذِّكْرُ بِالضَّمِّ وَكَذَا بِالْكَسْرِ ، قَالَ فِي الْمِصْبَاحِ : نَصَّ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ
أَبُو عُبَيْدَةَ وَابْنُ قُتَيْبَةَ ، وَأَنْكَرَ
الْفَرَّاءُ الْكَسْرَ فِي ذِكْرِ الْقَلْبِ وَقَالَ : اجْعَلْنِي عَلَى ذُكْرٍ مِنْكَ . بِالضَّمِّ لَا غَيْرَ ؛ وَلِهَذَا اقْتَصَرَ جَمَاعَةٌ عَلَيْهِ اهـ .
وَقَالَ
الرَّاغِبُ : وَالذِّكْرَى كَثْرَةُ الذِّكْرِ وَهُوَ أَبْلَغُ مِنَ الذِّكْرِ اهـ . وَلَعَلَّهُ أَخَذَ هَذَا الْمَعْنَى مِنْ كَثْرَةِ اسْتِعْمَالِهَا فِي الْقُرْآنِ بِمَعْنَى التَّذْكِيرِ النَّافِعِ وَالْمَوْعِظَةِ الْمُؤَثِّرَةِ - وَلَا أَذْكُرُ أَنَّهَا اسْتُعْمِلَتْ فِيهِ بِمَعْنَى ذِكْرِ اللِّسَانِ إِلَّا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=42يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا ) ( 79 : 42 ، 43 ) عَلَى وَجْهٍ وَفُسِّرَتْ بِالْعِلْمِ - وَلَا بِمَعْنَى مُطْلَقِ التَّذَكُّرِ إِلَّا فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=68فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) ( 6 : 68 ) لِأَنَّهُ فِي مُقَابِلِ الْإِنْسَاءِ وَقَدْ خَصَّهَا هُنَا بِالْمُؤْمِنِينَ لِأَنَّهُمْ هُمُ الَّذِينَ يَنْتَفِعُونَ بِالْمَوَاعِظِ كَمَا قَالَ فِي الذَّارِيَاتِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=55وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ 51 ) ( : 55 ) وَمِثْلُهُ فِي سُورَةِ الْعَنْكَبُوتِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=51وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) ( 29 : 51 ) وَفِي سُورَةِ الْأَنْبِيَاءِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=84وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ ) ( 21 : 84 ) فِي سُورَةِ ص : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=43وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ ) ( 38 : 43 ) وَفِي سُورَةِ ق : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=8تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ ) ( 50 : 8 ) .
وَالْمُرَادُ بِالْمُؤْمِنِينَ هُنَا مَنْ كَتَبَ اللَّهُ لَهُمُ الْإِيمَانَ سَوَاءٌ كَانُوا آمِنُوا عِنْدَ نُزُولِ السُّورَةِ أَمْ لَا . وَتَقْدِيرُ الْكَلَامِ مَعَ مَا قَبْلَهُ : أُنْزِلَ إِلَيْكَ الْكِتَابُ لِتُنْذِرَ بِهِ قَوْمَكَ وَسَائِرَ النَّاسِ ، وَتُذَكِّرَ بِهِ أَهْلَ الْإِيمَانِ وَتَعِظَهُمْ ذِكْرَى نَافِعَةً مُؤَثِّرَةً لِأَنَّهُمْ هُمُ الْمُسْتَعِدُّونَ لِلِاهْتِدَاءِ بِهِ - أَوْ أُنْزِلَ إِلَيْكَ لِلْإِنْذَارِ
[ ص: 272 ] الْعَامِّ وَالذِّكْرَى الْخَاصَّةِ ، أَوْ هُوَ ذِكْرَى - أَوْ حَالُ كَوْنِهِ ذِكْرَى - لِمَنْ آمَنُوا وَلِمَنْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّهُمْ يُؤْمِنُونَ .