nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=134nindex.php?page=treesubj&link=28978_31911ولما وقع عليهم الرجز قالوا ياموسى ادع لنا ربك بما عهد عندك لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معك بني إسرائيل nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=135فلما كشفنا عنهم الرجز إلى أجل هم بالغوه إذا هم ينكثون nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=136فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليم بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين بعد بيان تلك الآيات ذكر ما كان من تأثيرها وتأويلها معطوفا عليها فقال عز وجل :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=134ولما وقع عليهم الرجز قالوا يا موسى ادع لنا ربك بما عهد عندك لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معك بني إسرائيل قال في الأساس : ارتجز الرعد إذا تداوك صوته كارتجاز الرجز . . والبحر يرتجز بآذيه ، أي موجه . . فمادة الرجز تدل في أصل اللغة على الاضطراب
[ ص: 82 ] كما قال
الراغب ، وهو يكون في النفس كما يكون في الأجسام ، ومنه قوله تعالى في وصف الماء الذي أنزله على المسلمين في
بدر :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=11ويذهب عنكم رجز الشيطان ( 8 : 11 ) أي : وسوسته لهم بأن يأخذهم العطش فلا يستطيعون الصبر على القتال ، وقيل غير ذلك ، وقد يكون في الصوت ، ومنه الرجز في الشعر سمي بما كان لهم من اضطراب الصوت في إنشاده ، وقد سمي عذاب قوم
لوط رجزا بقوله تعالى في سورة العنكبوت :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=34إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا من السماء بما كانوا يفسقون ( 29 : 34 ) وفي سورتي سبأ والجاثية إنذار للكافرين بعذاب من رجز أليم ، وفسر الرجز هنا بالعذاب ، وروي عن
قتادة ، وفيه حديث مرفوع عن
عائشة عند
ابن مردويه ، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير أن المراد به الطاعون ، وكأنهما أخذاه من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=111أسامة بن زيد مرفوعا "
nindex.php?page=hadith&LINKID=919959الطاعون رجز أرسل على بني إسرائيل - أو على من كان قبلكم - فإذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه ، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه " رواه
مسلم عنه بهذا اللفظ وألفاظ أخرى بمعناه ، منها : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=919960الطاعون آية الرجز ابتلى الله به عز وجل أناسا من عباده " إلخ ، وفي رواية له : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=919961هو عذاب أو رجز أرسله الله على طائفة من بني إسرائيل أو ناس كانوا قبلكم " إلخ ، وأوله في بعضها : " إن هذا الطاعون " إلخ ، ووجهه في اللغة أن الطاعون من الأوبئة التي تضطرب لها القلوب لشدة فتكها ، وذكر المفسرون تفسير قوله تعالى من سورة البقرة :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=58وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية إلى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=59فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون ( 2 : 58 ، 59 ) وهو يصدق بطائفة من
بني إسرائيل ، وقد نزل الطاعون بهم كغيرهم مرارا ، ولا يوجد حديث مرفوع يدل على أن الطاعون هو المراد بالرجز في الآية التي نفسرها ، وضربة القروح المذكورة في التوراة يجوز أن تكون هي الطاعون ، وموت الأبكار يحتمل أن يكون بالطاعون أيضا .
والمتبادر من عبارة الآية أن المراد من الرجز جنسه ، وهو كل عذاب تضطرب له القلوب أو يضطرب له الناس في شئونهم ومعايشهم ، وهو يشمل كل نقمة وجائحة أنزلها الله تعالى على قوم
فرعون كالخمس المبينة في هذا السياق ، وفي التوراة أن
فرعون كان يقول
لموسى عند نزول كل منها : ادع لنا ربك ، واشفع لنا عنده أن يرفع عنا هذه ، ويعده بأن يرسل معه
بني إسرائيل ؛ ليعبدوا ربهم ، ويذبحوا له ثم ينكث ، فإذا أريد بالرجز أفراده وافق التوراة في أن
فرعون وملأه كانوا يطلبون من
موسى عند كل فرد منها أن يدعو ربه بكشفها عنهم ، ولفظ " لما " لا يمنع من ذلك ، كما صرح به المفسرون الذين قالوا بهذا ، وإن أريد به جملته ، ومجموع أفراده أو فرد آخر غير ما تقدم ، فالمتبادر أن يكون طلب كشفه قد وقع مرة
[ ص: 83 ] واحدة ، والأول أظهر ويرجحه التعبير عن نكثهم بصيغة المضارع ( ينكثون ) فإنه يدل على الاستمرار .
ومعنى النظم الكريم : ولما وقع على
فرعون وقومه ذلك العذاب المذكور في الآية السابقة فاضطربوا اضطراب الأرشية في البئر البعيدة القعر ، وحاصوا حيصة الحمر فوقعوا في حيص بيص - وهو ما يدل عليه تسمية ذلك العذاب بالرجز - قالوا عند نزول كل نوع منه بهم : يا
موسى ادع لنا ربك ، واسأله بما عهد عندك من أمر إرسالك إلينا ؛ لإنقاذ قومك ؛ ليعبدوه وحده ، فالنبوة والرسالة عهد من الرب تعالى لمن اختصه بذلك ، يدل عليه قوله تعالى
لإبراهيم ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين ( 2 : 124 ) أو ادعه بالذي عهد به إليك أن تدعوه به فيعطيك الآيات ويستجيب لك الدعاء - أن يكشف عنا هذا الرجز ، ونحن نقسم لك لئن كشفته عنا لنؤمنن لك ، ولنرسلن معك
بني إسرائيل . قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=135فلما كشفنا عنهم الرجز إلى أجل هم بالغوه إذا هم ينكثون أي : فلما كشفنا عنهم العذاب مرة بعد مرة إلى أجل هم بالغوه ، ومنتهون إليه في كل مرة منها - وهو عود الحال إلى ما كانت عليه - أو في مجموعها ، وهو الغرق الذي هلكوا فيه ، إذا هم ينكثون عهدهم ، ويحنثون في قسمهم في كل مرة ؛ أي : فاجئوا بالنكث ، وبادروا إلى الحنث ، بلا روية ولا ريث ، وأصل النكث في اللغة نقض ما غزل أو ما فتل من الحبال ؛ ليعود أنكاثا وطاقات من الخيوط كما كان ، والأنكاث ما نقض من الغزل ليغزل ثانية :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=92ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا ( 16 : 92 ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=136فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليم بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين أي : فانتقمنا منهم عند بلوغ الأجل المضروب لهم بأن أغرقناهم في اليم - وهو البحر في اللغة المصرية الموافقة للعربية في الألوف من مفرداتها " وهو يطلق على النيل وغيره - والفاء الداخلة على انتقمنا تفسيرية كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=45ونادى نوح ربه فقال ( 11 : 45 ) وعلل هذا الانتقام كما علل أمثاله بأنهم كذبوا بآيات الله ، وتكرر هذا اللفظ في قصص الأنبياء من هذه السورة أكثر من غيرها ، وإن لم يؤت بعضهم غير آية واحدة فإن تكذيب الواحدة كتكذيب الكثير ، ويقتضيه باتحاد العلة ، كما أن تكذيب أحد الرسل كتكذيب الجميع إذا كان بعد ظهور آيته ، وقيام الحجة على دعوته . وكذلك تكرر في القرآن كون الغفلة عن الحق ودلائله من صفات الكفار ، وأما جمع الآيات هنا فلأنها متعددة ، وأما عطف الانتقام بالفاء فليس
[ ص: 84 ] تعليلا آخر ، وإنما هو تعقيب على كونه وقع بعد التكذيب بتلك الآيات كلها ، والمعنى : أنهم كانوا يظهرون الإيمان عند كل آية من آيات العذاب ثم يكذبون ، حتى إذا انقضى الأجل المضروب لهم انتقمنا منهم ؛ بسبب أنهم كذبوا بها كلها ، وكانوا غافلين عما تقتضيه وتستلزمه من عذاب الدنيا والآخرة ، إذ كانت في نظر أكثرهم من قبيل السحر والصناعة ، وكانوا قد بلغوا فيهما الغاية ؛ ولذلك كانوا يكابرون أنفسهم في كل آية ، ويحاولون أن يأتي سحرتهم وعلماؤهم بمثلها ، ويحملون عجزهم على تفوق
موسى عليهم فيها ، ويعدون إسناده كل شيء إلى ربه من قبيل إسنادهم الأمور إلى آلهتهم الباطلة بحسب التقاليد التي لم يكن حكماؤهم يؤمنون بها ، وإنما يحافظون عليها لأجل خضوع عامة الشعب لها ، وأما من ظهرت لهم دلالة آيات
موسى على الحق فمنهم من آمن جهرا ككبار السحرة ، ومنهم من آمن فكتم إيمانه كالذي عارض
فرعون وملأه في قتل
موسى بالحجة والبرهان - كما في سورة غافر ، وذكرناه في هذا السياق - ومنهم من جحد بها لمحض العلو والكبرياء ،
كفرعون وأكابر الوزراء والرؤساء .
ومن العبرة في مجاراة الحكومة الفرعونية للعوام على خرافاتهم أن حكومات هذا العصر توافق العامة على كل ما يعدونه من الدين وإن لم يكن منه . كما تفعل الحكومة المصرية في بعض
nindex.php?page=treesubj&link=28823الاحتفالات الموسمية المبتدعة في الإسلام كالموالد بالتبع لجمهور الشعب من كبار علمائه إلى أجهل عوامه ، وهي مشتملة على كثير من المعاصي المجمع عليها المعلومة من الدين بالضرورة التي يعد مستحلها مرتدا عن الإسلام باتفاق المذاهب ، والجمهور غافلون عن ضرر هذه البدعة التي جعلت من قبيل شعائر الإسلام بالاحتفال بها ، وشد الرحال إليها ، وإنفاق الأموال العظيمة في سبيلها ، وتعطيل كبرى شعائر الإسلام ؛ وهي الصلاة ، وإبطال دروس العلوم الدينية من المساجد التي فيها لأجلها ، كالمسجد الأحمدي في
طنطا ، والمسجد الإبراهيمي في
دسوق ، وأن أكبر ضررها تشويه الإسلام في نظر العقلاء من أولي العلوم الاستقلالية حتى كثر فيهم المرتدون عنه ، وصد غير المسلمين عن الإسلام ؛ لأن القاعدة التي يجري عليها عرف الأمم أن دين كل قوم ما هم عليه من التعبدات والشعائر ، وقد تكرر منا إقناع بعض مستقلي الفكر من غير المسلمين بحقية دين الإسلام المقرر في القرآن الحكيم والسنة السنية ، وتنزهه عن هذه البدع فاقتنعوا بأن ما قررناه لهم حق ، ولم يقتنعوا بأنه دين الإسلام الذي عليه المسلمون ، وقد سبق أن نقلت عن رجل من فضلاء الإنجليز منهم أنه قال لي : إن كان الإسلام ما ذكرت فأنا مسلم ، وكان
نعوم بك شقير المؤرخ السوري يقول لي : اكتب عقيدتك ، وأنا أمضي عليها بخطي أنها عقيدتي .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=134nindex.php?page=treesubj&link=28978_31911وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَامُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=135فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=136فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ بَعْدَ بَيَانِ تِلْكَ الْآيَاتِ ذَكَرَ مَا كَانَ مِنْ تَأْثِيرِهَا وَتَأْوِيلِهَا مَعْطُوفًا عَلَيْهَا فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=134وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَالَ فِي الْأَسَاسِ : ارْتَجَزَ الرَّعْدُ إِذَا تَدَاوَكَ صَوْتُهُ كَارْتِجَازِ الرَّجَزِ . . وَالْبَحْرُ يَرْتَجِزُ بِآذِيهِ ، أَيْ مَوْجِهِ . . فَمَادَّةُ الرِّجْزِ تَدُلُّ فِي أَصْلِ اللُّغَةِ عَلَى الِاضْطِرَابِ
[ ص: 82 ] كَمَا قَالَ
الرَّاغِبُ ، وَهُوَ يَكُونُ فِي النَّفْسِ كَمَا يَكُونُ فِي الْأَجْسَامِ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى فِي وَصْفِ الْمَاءِ الَّذِي أَنْزَلَهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فِي
بَدْرٍ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=11وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ ( 8 : 11 ) أَيْ : وَسْوَسَتَهُ لَهُمْ بِأَنْ يَأْخُذَهُمُ الْعَطَشُ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ الصَّبْرَ عَلَى الْقِتَالِ ، وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ ، وَقَدْ يَكُونُ فِي الصَّوْتِ ، وَمِنْهُ الرَّجَزُ فِي الشِّعْرِ سُمِّيَ بِمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اضْطِرَابِ الصَّوْتِ فِي إِنْشَادِهِ ، وَقَدْ سُمِّيَ عَذَابُ قَوْمِ
لُوطٍ رِجْزًا بِقَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْعَنْكَبُوتِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=34إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ( 29 : 34 ) وَفِي سُورَتَيْ سَبَأٍ وَالْجَاثِيَةِ إِنْذَارٌ لِلْكَافِرِينَ بِعَذَابٍ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٍ ، وَفُسِّرَ الرِّجْزُ هُنَا بِالْعَذَابِ ، وَرُوِيَ عَنْ
قَتَادَةَ ، وَفِيهِ حَدِيثٌ مَرْفُوعٌ عَنْ
عَائِشَةَ عِنْدَ
ابْنِ مَرْدَوَيْهِ ، وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=15992وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ الطَّاعُونُ ، وَكَأَنَّهُمَا أَخَذَاهُ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=111أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ مَرْفُوعًا "
nindex.php?page=hadith&LINKID=919959الطَّاعُونُ رِجْزٌ أُرْسِلَ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ - أَوْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ - فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلَا تَقْدِمُوا عَلَيْهِ ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ " رَوَاهُ
مُسْلِمٌ عَنْهُ بِهَذَا اللَّفْظِ وَأَلْفَاظٍ أُخْرَى بِمَعْنَاهُ ، مِنْهَا : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=919960الطَّاعُونُ آيَةُ الرِّجْزِ ابْتَلَى اللَّهُ بِهِ عَزَّ وَجَلَّ أُنَاسًا مِنْ عِبَادِهِ " إِلَخْ ، وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=919961هُوَ عَذَابٌ أَوْ رِجْزٌ أَرْسَلَهُ اللَّهُ عَلَى طَائِفَةٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَوْ نَاسٍ كَانُوا قَبْلَكُمْ " إِلَخْ ، وَأَوَّلُهُ فِي بَعْضِهَا : " إِنَّ هَذَا الطَّاعُونَ " إِلَخْ ، وَوَجْهُهُ فِي اللُّغَةِ أَنَّ الطَّاعُونَ مِنَ الْأَوْبِئَةِ الَّتِي تَضْطَرِبُ لَهَا الْقُلُوبُ لِشِدَّةِ فَتْكِهَا ، وَذَكَرَ الْمُفَسِّرُونَ تَفْسِيرَ قَوْلِهِ تَعَالَى مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=58وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ إِلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=59فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ( 2 : 58 ، 59 ) وَهُوَ يَصْدُقُ بِطَائِفَةٍ مِنْ
بَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَقَدْ نَزَلَ الطَّاعُونُ بِهِمْ كَغَيْرِهِمْ مِرَارًا ، وَلَا يُوجَدُ حَدِيثٌ مَرْفُوعٌ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الطَّاعُونَ هُوَ الْمُرَادُ بِالرِّجْزِ فِي الْآيَةِ الَّتِي نُفَسِّرُهَا ، وَضَرْبَةُ الْقُرُوحِ الْمَذْكُورَةِ فِي التَّوْرَاةِ يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ هِيَ الطَّاعُونَ ، وَمَوْتُ الْأَبْكَارِ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ بِالطَّاعُونِ أَيْضًا .
وَالْمُتَبَادَرُ مِنْ عِبَارَةِ الْآيَةِ أَنَّ الْمُرَادَ مِنَ الرِّجْزِ جِنْسُهُ ، وَهُوَ كُلُّ عَذَابٍ تَضْطَرِبُ لَهُ الْقُلُوبُ أَوْ يَضْطَرِبُ لَهُ النَّاسُ فِي شُئُونِهِمْ وَمَعَايِشِهِمْ ، وَهُوَ يَشْمَلُ كُلَّ نِقْمَةٍ وَجَائِحَةٍ أَنْزَلَهَا اللَّهُ تَعَالَى عَلَى قَوْمِ
فِرْعَوْنَ كَالْخَمْسِ الْمُبَيَّنَةِ فِي هَذَا السِّيَاقِ ، وَفِي التَّوْرَاةِ أَنَّ
فِرْعَوْنَ كَانَ يَقُولُ
لِمُوسَى عِنْدَ نُزُولِ كُلٍّ مِنْهَا : ادْعُ لَنَا رَبَّكَ ، وَاشْفَعْ لَنَا عِنْدَهُ أَنْ يَرْفَعَ عَنَّا هَذِهِ ، وَيَعِدُهُ بِأَنْ يُرْسِلَ مَعَهُ
بَنِي إِسْرَائِيلَ ؛ لِيَعْبُدُوا رَبَّهُمْ ، وَيَذْبَحُوا لَهُ ثُمَّ يَنْكُثُ ، فَإِذَا أُرِيدَ بِالرِّجْزِ أَفْرَادَهُ وَافَقَ التَّوْرَاةَ فِي أَنَّ
فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ كَانُوا يَطْلُبُونَ مِنْ
مُوسَى عِنْدَ كُلِّ فَرْدٍ مِنْهَا أَنْ يَدْعُو رَبَّهُ بِكَشْفِهَا عَنْهُمْ ، وَلَفْظُ " لَمَّا " لَا يَمْنَعُ مِنْ ذَلِكَ ، كَمَا صَرَّحَ بِهِ الْمُفَسِّرُونَ الَّذِينَ قَالُوا بِهَذَا ، وَإِنْ أُرِيدَ بِهِ جُمْلَتَهُ ، وَمَجْمُوعُ أَفْرَادِهِ أَوْ فَرْدٍ آخَرَ غَيْرَ مَا تَقَدَّمَ ، فَالْمُتَبَادَرُ أَنْ يَكُونَ طَلَبُ كَشْفِهِ قَدْ وَقَعَ مَرَّةً
[ ص: 83 ] وَاحِدَةً ، وَالْأَوَّلُ أَظْهَرُ وَيُرَجِّحُهُ التَّعْبِيرُ عَنْ نَكْثِهِمْ بِصِيغَةِ الْمُضَارِعِ ( يَنْكُثُونَ ) فَإِنَّهُ يَدُلُّ عَلَى الِاسْتِمْرَارِ .
وَمَعْنَى النَّظْمِ الْكَرِيمِ : وَلَمَّا وَقَعَ عَلَى
فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ ذَلِكَ الْعَذَابُ الْمَذْكُورُ فِي الْآيَةِ السَّابِقَةِ فَاضْطَرَبُوا اضْطِرَابَ الْأَرْشِيَةِ فِي الْبِئْرِ الْبَعِيدَةِ الْقَعْرِ ، وَحَاصُوا حَيْصَةَ الْحُمُرِ فَوَقَعُوا فِي حَيْصَ بَيْصَ - وَهُوَ مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ تَسْمِيَةُ ذَلِكَ الْعَذَابِ بِالرِّجْزِ - قَالُوا عِنْدَ نُزُولِ كُلِّ نَوْعٍ مِنْهُ بِهِمْ : يَا
مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ ، وَاسْأَلْهُ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ مِنْ أَمْرِ إِرْسَالِكَ إِلَيْنَا ؛ لِإِنْقَاذِ قَوْمِكَ ؛ لِيَعْبُدُوهُ وَحْدَهُ ، فَالنُّبُوَّةُ وَالرِّسَالَةُ عَهْدٌ مِنَ الرَّبِّ تَعَالَى لِمَنِ اخْتَصَّهُ بِذَلِكَ ، يَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى
لِإِبْرَاهِيمَ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ ـ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدَيِ الظَّالِمِينَ ( 2 : 124 ) أَوِ ادْعُهُ بِالَّذِي عَهِدَ بِهِ إِلَيْكَ أَنْ تَدْعُوهُ بِهِ فَيُعْطِيكَ الْآيَاتِ وَيَسْتَجِيبُ لَكَ الدُّعَاءُ - أَنْ يَكْشِفَ عَنَّا هَذَا الرِّجْزَ ، وَنَحْنُ نُقْسِمُ لَكَ لَئِنْ كَشَفْتَهُ عَنَّا لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ ، وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ
بَنِي إِسْرَائِيلَ . قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=135فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ أَيْ : فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ ، وَمُنْتَهُونَ إِلَيْهِ فِي كُلِّ مَرَّةٍ مِنْهَا - وَهُوَ عَوْدُ الْحَالِ إِلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ - أَوْ فِي مَجْمُوعِهَا ، وَهُوَ الْغَرَقُ الَّذِي هَلَكُوا فِيهِ ، إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ عَهْدَهُمْ ، وَيَحْنَثُونَ فِي قَسَمِهِمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ ؛ أَيْ : فَاجَئُوا بِالنَّكْثِ ، وَبَادَرُوا إِلَى الْحِنْثِ ، بِلَا رَوِيَّةٍ وَلَا رَيْثٍ ، وَأَصْلُ النَّكْثِ فِي اللُّغَةِ نَقْضُ مَا غُزِلَ أَوْ مَا فُتِلَ مِنَ الْحِبَالِ ؛ لِيَعُودَ أَنْكَاثًا وَطَاقَاتٍ مِنَ الْخُيُوطِ كَمَا كَانَ ، وَالْأَنْكَاثُ مَا نُقِضَ مِنَ الْغَزْلِ لِيُغْزَلَ ثَانِيَةً :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=92وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا ( 16 : 92 ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=136فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ أَيْ : فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ عِنْدَ بُلُوغِ الْأَجَلِ الْمَضْرُوبِ لَهُمْ بِأَنْ أَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ - وَهُوَ الْبَحْرُ فِي اللُّغَةِ الْمِصْرِيَّةِ الْمُوَافِقَةِ لِلْعَرَبِيَّةِ فِي الْأُلُوفِ مِنْ مُفْرَدَاتِهَا " وَهُوَ يُطْلَقُ عَلَى النِّيلِ وَغَيْرِهِ - وَالْفَاءُ الدَّاخِلَةُ عَلَى انْتَقَمْنَا تَفْسِيرِيَّةٌ كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=45وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ ( 11 : 45 ) وَعَلَّلَ هَذَا الِانْتِقَامَ كَمَا عَلَّلَ أَمْثَالَهُ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ، وَتَكَرَّرَ هَذَا اللَّفْظُ فِي قَصَصِ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ أَكْثَرَ مِنْ غَيْرِهَا ، وَإِنْ لَمْ يُؤْتَ بَعْضُهُمْ غَيْرَ آيَةٍ وَاحِدَةٍ فَإِنَّ تَكْذِيبَ الْوَاحِدَةِ كَتَكْذِيبِ الْكَثِيرِ ، وَيَقْتَضِيهِ بِاتِّحَادِ الْعِلَّةِ ، كَمَا أَنَّ تَكْذِيبَ أَحَدِ الرُّسُلِ كَتَكْذِيبِ الْجَمِيعِ إِذَا كَانَ بَعْدَ ظُهُورِ آيَتِهِ ، وَقِيَامِ الْحُجَّةِ عَلَى دَعْوَتِهِ . وَكَذَلِكَ تَكَرَّرَ فِي الْقُرْآنِ كَوْنُ الْغَفْلَةِ عَنِ الْحَقِّ وَدَلَائِلِهِ مِنْ صِفَاتِ الْكُفَّارِ ، وَأَمَّا جَمْعُ الْآيَاتِ هُنَا فَلِأَنَّهَا مُتَعَدِّدَةٌ ، وَأَمَّا عَطْفُ الِانْتِقَامِ بِالْفَاءِ فَلَيْسَ
[ ص: 84 ] تَعْلِيلًا آخَرَ ، وَإِنَّمَا هُوَ تَعْقِيبٌ عَلَى كَوْنِهِ وَقَعَ بَعْدَ التَّكْذِيبِ بِتِلْكِ الْآيَاتِ كُلِّهَا ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهُمْ كَانُوا يُظْهِرُونَ الْإِيمَانَ عِنْدَ كُلِّ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ الْعَذَابِ ثُمَّ يُكَذِّبُونَ ، حَتَّى إِذَا انْقَضَى الْأَجَلُ الْمَضْرُوبُ لَهُمُ انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ ؛ بِسَبَبِ أَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِهَا كُلِّهَا ، وَكَانُوا غَافِلِينَ عَمَّا تَقْتَضِيهِ وَتَسْتَلْزِمُهُ مِنْ عَذَابِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، إِذْ كَانَتْ فِي نَظَرِ أَكْثَرِهِمْ مِنْ قَبِيلِ السِّحْرِ وَالصِّنَاعَةِ ، وَكَانُوا قَدْ بَلَغُوا فِيهِمَا الْغَايَةَ ؛ وَلِذَلِكَ كَانُوا يُكَابِرُونَ أَنْفُسَهُمْ فِي كُلِّ آيَةٍ ، وَيُحَاوِلُونَ أَنْ يَأْتِيَ سَحَرَتُهُمْ وَعُلَمَاؤُهُمْ بِمِثْلِهَا ، وَيَحْمِلُونَ عَجْزَهُمْ عَلَى تَفَوُّقِ
مُوسَى عَلَيْهِمْ فِيهَا ، وَيُعُدُّونَ إِسْنَادَهُ كُلَّ شَيْءٍ إِلَى رَبِّهِ مِنْ قَبِيلِ إِسْنَادِهِمُ الْأُمُورَ إِلَى آلِهَتِهِمُ الْبَاطِلَةِ بِحَسَبِ التَّقَالِيدِ الَّتِي لَمْ يَكُنْ حُكَمَاؤُهُمْ يُؤْمِنُونَ بِهَا ، وَإِنَّمَا يُحَافِظُونَ عَلَيْهَا لِأَجْلِ خُضُوعِ عَامَّةِ الشَّعْبِ لَهَا ، وَأَمَّا مَنْ ظَهَرَتْ لَهُمْ دَلَالَةُ آيَاتِ
مُوسَى عَلَى الْحَقِّ فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ جَهْرًا كَكِبَارِ السَّحَرَةِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ فَكَتَمَ إِيمَانَهُ كَالَّذِي عَارَضَ
فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ فِي قَتْلِ
مُوسَى بِالْحُجَّةِ وَالْبُرْهَانِ - كَمَا فِي سُورَةِ غَافِرٍ ، وَذَكَرْنَاهُ فِي هَذَا السِّيَاقِ - وَمِنْهُمْ مَنْ جَحَدَ بِهَا لِمَحْضِ الْعُلُوِّ وَالْكِبْرِيَاءِ ،
كَفِرْعَوْنَ وَأَكَابِرِ الْوُزَرَاءِ وَالرُّؤَسَاءِ .
وَمِنَ الْعِبْرَةِ فِي مُجَارَاةِ الْحُكُومَةِ الْفِرْعَوْنِيَّةِ لِلْعَوَامِّ عَلَى خُرَافَاتِهِمْ أَنَّ حُكُومَاتِ هَذَا الْعَصْرِ تُوَافِقُ الْعَامَّةَ عَلَى كُلِّ مَا يَعُدُّونَهُ مِنَ الدِّينِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْهُ . كَمَا تَفْعَلُ الْحُكُومَةُ الْمِصْرِيَّةُ فِي بَعْضِ
nindex.php?page=treesubj&link=28823الِاحْتِفَالَاتِ الْمَوْسِمِيَّةِ الْمُبْتَدَعَةِ فِي الْإِسْلَامِ كَالْمَوَالِدِ بِالتَّبَعِ لِجُمْهُورِ الشَّعْبِ مِنْ كِبَارِ عُلَمَائِهِ إِلَى أَجْهَلِ عَوَامِّهِ ، وَهِيَ مُشْتَمِلَةٌ عَلَى كَثِيرٍ مِنَ الْمَعَاصِي الْمُجْمَعِ عَلَيْهَا الْمَعْلُومَةِ مِنَ الدِّينِ بِالضَّرُورَةِ الَّتِي يُعَدُّ مُسْتَحِلُّهَا مُرْتَدًّا عَنِ الْإِسْلَامِ بِاتِّفَاقِ الْمَذَاهِبِ ، وَالْجُمْهُورُ غَافِلُونَ عَنْ ضَرَرِ هَذِهِ الْبِدْعَةِ الَّتِي جُعِلَتْ مِنْ قَبِيلِ شَعَائِرِ الْإِسْلَامِ بِالِاحْتِفَالِ بِهَا ، وَشَدِّ الرَّحَالِ إِلَيْهَا ، وَإِنْفَاقِ الْأَمْوَالِ الْعَظِيمَةِ فِي سَبِيلِهَا ، وَتَعْطِيلِ كُبْرَى شَعَائِرِ الْإِسْلَامِ ؛ وَهِيَ الصَّلَاةُ ، وَإِبْطَالِ دُرُوسِ الْعُلُومِ الدِّينِيَّةِ مِنَ الْمَسَاجِدِ الَّتِي فِيهَا لِأَجْلِهَا ، كَالْمَسْجِدِ الْأَحْمَدِيِّ فِي
طَنْطَا ، وَالْمَسْجِدِ الْإِبْرَاهِيمِيِّ فِي
دُسُوقَ ، وَأَنَّ أَكْبَرَ ضَرَرِهَا تَشْوِيهُ الْإِسْلَامِ فِي نَظَرِ الْعُقَلَاءِ مِنْ أُولِي الْعُلُومِ الِاسْتِقْلَالِيَّةِ حَتَّى كَثُرَ فِيهِمُ الْمُرْتَدُّونَ عَنْهُ ، وَصَدُّ غَيْرِ الْمُسْلِمِينَ عَنِ الْإِسْلَامِ ؛ لِأَنَّ الْقَاعِدَةَ الَّتِي يَجْرِي عَلَيْهَا عُرْفُ الْأُمَمِ أَنَّ دِينَ كُلِّ قَوْمٍ مَا هُمْ عَلَيْهِ مِنَ التَّعَبُّدَاتِ وَالشَّعَائِرِ ، وَقَدْ تَكَرَّرَ مِنَّا إِقْنَاعُ بَعْضِ مُسْتَقِلِّي الْفِكْرِ مِنْ غَيْرِ الْمُسْلِمِينَ بِحَقِّيَّةِ دِينِ الْإِسْلَامِ الْمُقَرَّرِ فِي الْقُرْآنِ الْحَكِيمِ وَالسُّنَّةِ السُّنِّيَّةِ ، وَتَنَزُّهِهِ عَنْ هَذِهِ الْبِدَعِ فَاقْتَنَعُوا بِأَنَّ مَا قَرَّرْنَاهُ لَهُمْ حَقٌّ ، وَلَمْ يَقْتَنِعُوا بِأَنَّهُ دِينُ الْإِسْلَامِ الَّذِي عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ ، وَقَدْ سَبَقَ أَنْ نَقَلْتُ عَنْ رَجُلٍ مِنْ فُضَلَاءِ الْإِنْجِلِيزِ مِنْهُمْ أَنَّهُ قَالَ لِي : إِنْ كَانَ الْإِسْلَامُ مَا ذَكَرْتَ فَأَنَا مُسْلِمٌ ، وَكَانَ
نَعُوم بِك شَقِير الْمُؤَرِّخُ السُّورِيُّ يَقُولُ لِي : اكْتُبْ عَقِيدَتَكَ ، وَأَنَا أَمْضِي عَلَيْهَا بِخَطِّي أَنَّهَا عَقِيدَتِي .