nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=161nindex.php?page=treesubj&link=28978_32416وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا نغفر لكم خطيئاتكم سنزيد المحسنين nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=162فبدل الذين ظلموا منهم قولا غير الذي قيل لهم فأرسلنا عليهم رجزا من السماء بما كانوا يظلمون [ ص: 313 ] تقدم مثل هاتين الآيتين في سورة البقرة وبين ما هنا وما هنالك فروق في التعبير نبينها هنا فنقول : .
( 1 ، 2 ) قال تعالى هنا :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=161وإذ قيل لهم لأن القصة خطاب وجه أولا إلى
أهل مكة فالحكاية فيه عن
بني إسرائيل حكاية عن غائب ، والأصل أن يذكر ضميره فيه ; ولذلك قال : ( لهم ) وفي سورة البقرة :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=58وإذ قلنا ( 2 : 58 ) والمعنى واحد ; إذ المعلوم أن القائل هو الله تعالى ، وقد روعي هنالك السياق ، وفي خطاب
بني إسرائيل إذ قبلها :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=50وإذ فرقنا بكم البحر ( 2 : 50 ) ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=51وإذ واعدنا موسى . . . . ( 2 : 51 ) فناسب أن يقول :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=58وإذ قلنا ولم يقل فيها " لكم " كما قال هنا : ( لهم ) ; لأن القول كان لأجداد المخاطبين من ألوف السنين لا لهم أنفسهم ، ولم يقل : " لهم " أيضا ; لأن السياق لم يكن حكاية عن غائب مجهول يحتاج إلى تعيينه ، بل هو تذكير الخلف بما تقوم به عليهم الحجة من شئون السلف ; لأنهم وارثو أخلاقهم وغرائزهم وعاداتهم ، فهو إذن مشترك بين الخلف الحاضر والسلف الغابر ، وزيادة " لهم " تلصقه بالغائب وحده فتكون حكايته
لبني إسرائيل كحكايته لعرب
مكة وغيرهم ، فتأمل ! .
( 3 ) قال هاهنا :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=161اسكنوا هذه القرية وفي سورة البقرة : ( ادخلوا ) والفائدة هاهنا أتم ; لأن السكنى تستلزم الدخول ولا عكس . وتظهر فائدة اختلاف التعبير في الفعلين بما يليها من العطف عليهما وهو : .
( 4 ، 5 ) قال هاهنا :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=161وكلوا منها حيث شئتم وفي سورة البقرة
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=58فكلوا منها حيث شئتم رغدا ( 2 : 58 ) فعطف الأمر بالأكل هنالك بـ " الفاء " ; لأنه بدءه يكون عقب الدخول كأكل الفواكه والثمرات التي كانت توجد في كل ناحية من القرية - والسكنى أمر ممتد يكون الأكل في أثنائه لا عقبه ، بل لا يقال عقب السكنى إلا فيمن يترك هذه السكنى ; ولذلك عطف عليه هنا بـ " الواو " التي تفيد الجمع بين الأمرين مطلقا بلا ملاحظة ترتيب ولا تعقيب ، وقد وصف هنالك الأكل بالرغد وهو الواسع الهني ، والتبشير به يناسب حال الدخول ، إذ الأمر لدى الداخل مجهول .
( 6 ) قال هاهنا :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=161وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا وقدم هنالك ما أخر هنا ، وأخر ما قدمه أي في الذكر ، وهو لا يدل على طلب ترتيب بين الأمرين ; لأن العطف فيه بالواو الدالة على طلب الأمرين مطلقا ، ولكن لو كان التعبير في الموضعين واحدا لفهم منه أن المقدم في الذكر أرجح أو أهم ولو في الجملة كما هي القاعدة في التقديم لذاته . فكان الاختلاف دالا على عدم الفرق بين تقديم هذا وتأخير ذلك وبين عكسه ; لأن المراد منهما لا يقتضي ترتيبا بين ما دلت عليه كلمة ( حطة ) وهو الدعاء بأن تحط عنهم أوزارهم
[ ص: 314 ] وخطاياهم كقولك اللهم غفرا وبين دخول باب القرية في حال التلبس بالتواضع والخشوع لله تعالى وتنكيس الرؤوس شكرا لجلاله على نواله ، كما فعل النبي الأعظم ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما دخل
مكة فاتحا .
( 7 ) قال هاهنا :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=161نغفر لكم خطيئاتكم قرأ
نافع وابن عامر ويعقوب ( تغفر ) بالتاء والفاء المفتوحة ورفع ( خطيئاتكم ) وهو يناسب وإذا قيل لهم وقرأ الجمهور ( نغفر ) بالنون وكسر الفاء ونصب " خطيئاتكم " بكسر تائها ، وهو يناسب ما بعده ، وهو كون " سنزيد " للمتكلم المعظم . والمعنى فيهما واحد ; لأن المخاطب الذي يغفر الذنوب واحد . وقرأ
ابن عامر ( خطيئتكم ) بالإفراد . وهو بمعنى الجمع ; لأنه مضاف فيفيد العموم ، ولعل فيه إشارة إلى خطيئة خاصة مشتركة . وقرأ
أبو عمرو ( خطاياكم ) وبها قرأ الجمهور في آية البقرة ، مع اختلافهم في فعل المغفرة كما هنا . وكتابة الكلمتين في المصحف الإمام تحتمل كل ما ذكر في الكلمتين ، وفائدة الاختلاف لفظية وهي التوسع في القراءة ، وقال
القطب الشيرازي : إن فائدة الاختلاف بين قراءتي الإفراد والجمع للخطيئة أن هذه الذنوب تغفر لهم إذا فعلوا ما أمروا به من قول وفعل ، سواء كانت قليلة كواحدة أو كثيرة .
( 8 ) قال هاهنا :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=161سنزيد المحسنين بدون واو على الاستئناف البياني ، وهو جواب سؤال كأنه قيل : وماذا بعد المغفرة ؟ أي سنزيد المحسنين في عملهم جزاء حسنا على إحسانهم ، وفي سورة البقرة :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=58وسنزيد بالعطف . والمعنى واحد . وقد يكون طرح الواو أدل على كون هذه الزيادة تفضل محض ليس مشاركا للمغفرة فيما جعل سببا لها من الخضوع والسجود والاستغفار والدعاء بحط الأوزار .
( 9 ) قال هاهنا :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=162فبدل الذين ظلموا منهم قولا غير الذي قيل لهم وفيه زيادة ( منهم ) على مثله من سورة البقرة ، وسببها ما تقدم نظيره في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=161وإذ قيل لهم إلخ . من الحاجة إلى ذكر ضمير المحكي عنهم لربط الكلام ، وهذه الحاجة منتفية في سورة البقرة كما علمت من الفرق السابع آنفا ، وليس لزيادة البيان كما قيل ، بل هو الأصل هاهنا ، ولا حاجة إليه هنالك وإن كان حكاية عن الغائبين ; لأنه لم يخرج عن سياق مخاطبة خلفهم الحاضرين .
وأما معنى تبديلهم قولا غير الذي قيل لهم فقد تقدم بيانه في تفسير آية البقرة ، وملخصه أنهم عصوا بالقول والفعل ، وخالفوا الأمر مخالفة تامة لا تحتمل الاجتهاد ولا التأول ، فلم
[ ص: 315 ] يراعوا ظاهر مدلول لفظه ، ولا فحواه والمقصد منه ، حتى كأن المطلوب منهم غير الذي قيل لهم ، ولو قال فبدلوا قولا بقول ، أو فبدلوا ما قيل لهم ، لم يدل على هذا المعنى كله .
ولا ثقة لنا بشيء مما روي في هذا التبديل من ألفاظ عبرانية ولا عربية ، فكله من الإسرائيليات الوضعية ، كما قاله الأستاذ الإمام هنالك . وإن خرج بعضه في الصحيح والسنن موقوفا ومرفوعا كحديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة المرفوع في الصحيحين وغيرهما "
nindex.php?page=hadith&LINKID=2003375قيل لبني إسرائيل : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=58وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة فدخلوا يزحفون على أستاههم وقالوا : حطة ، حبة في شعرة : " وفي رواية " شعيرة " رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في تفسير السورتين من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=17257همام بن منبه أخي وهب ، وهما صاحبا الغرائب في الإسرائيليات . ولم يصرح
nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة بسماع هذا من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيحتمل أنه سمعه من
nindex.php?page=showalam&ids=16850كعب الأحبار إذ ثبت أنه روي عنه ، وهذا مدرك عدم اعتماد الأستاذ رحمه الله تعالى على مثل هذا من الإسرائيليات ، وإن صح سنده ، ولكن قلما يوجد في الصحيح المرفوع شيء يقتضي الطعن في سندها .
( 10 - 12 ) قال هاهنا :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=162فأرسلنا عليهم رجزا من السماء بما كانوا يظلمون وقال هنالك :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=59فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون ( 2 : 59 ) فالاختلاف في ثلاثة مواضع : .
( أولها ) بين الإرسال والإنزال وهو لفظي إذ الإرسال من فوق عين الإنزال : ( ثانيها ) بين المضمر ( عليهم ) والمظهر
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=59على الذين ظلموا والمراد منهما أن ذلك الرجز عذاب كان خاصا بالذين ظلموا لا عاما ، فحسن أن يقول في آية الأعراف : " عليهم " لتصريحه بسببية الظلم بعده ، ولو قال " فأرسلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يظلمون " لكان تكرار التعليل بالظلم منافيا للبلاغة ، وهذا التكرار منتف في آية البقرة لأن ; التعليل فيها بالفسق لا الظلم : .
( ثالثها ) بين ( يظلمون ) و ( يفسقون ) وفائدته : بيان أنهم كانوا جامعين بين الظلم الذي هو نقص للحق أو إيذاء للنفس أو للغير ، وبين الفسق الذي هو الخروج عن الطاعة ، ولو في غير الظلم للنفس أو للناس . وحسن أن تكون هذه الزيادة في آية البقرة ; لأنها نزلت آخرا . والرجز : العذاب الذي تضطرب له القلوب أو يضطرب له الناس في شئونهم ومعايشهم كما تقدم تحقيقه في تفسير الآية 134 من هذه السورة ، وذكرنا فيها قول المفسرين : إن الرجز الذي أرسله الله على الظالمين في قصة دخول القرية هو الطاعون ، وأنه جائز ، ولكن لم يثبت بنقل صحيح ، وقد عزاه بعض المفسرين إلى
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه .
إن الله تعالى أنزل القرآن هدى وموعظة ، وجعل قصص الرسل فيه عبرة وتذكرة لا تاريخ شعوب ومدائن ، ولا تحقيق وقائع ومواقع . والعبرة في هذه القصة أن نتقي الظلم
[ ص: 316 ] والفسق . ونعلم أن الله يعاقب الأمم على ذنوبها في الدنيا قبل الآخرة ، وأنه قد عاقب
بني إسرائيل بظلمهم ، ولم يحل دون عقابه ، ما كان لهم من المزايا والفضائل ، وكثرة وجود الأنبياء فيهم . ومنه السياق الآتي : .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=161nindex.php?page=treesubj&link=28978_32416وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=162فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ [ ص: 313 ] تَقَدَّمَ مِثْلُ هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ وَبَيْنَ مَا هُنَا وَمَا هُنَالِكَ فُرُوقٌ فِي التَّعْبِيرِ نُبَيِّنُهَا هُنَا فَنَقُولُ : .
( 1 ، 2 ) قَالَ تَعَالَى هُنَا :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=161وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ لِأَنَّ الْقِصَّةَ خِطَابٌ وُجِّهَ أَوَّلًا إِلَى
أَهْلِ مَكَّةَ فَالْحِكَايَةُ فِيهِ عَنْ
بَنِي إِسْرَائِيلَ حِكَايَةٌ عَنْ غَائِبٍ ، وَالْأَصْلِ أَنْ يَذْكُرَ ضَمِيرُهُ فِيهِ ; وَلِذَلِكَ قَالَ : ( لَهُمْ ) وَفِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=58وَإِذْ قُلْنَا ( 2 : 58 ) وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ ; إِذِ الْمَعْلُومُ أَنَّ الْقَائِلَ هُوَ اللَّهُ تَعَالَى ، وَقَدْ رُوعِيَ هُنَالِكَ السِّيَاقُ ، وَفِي خِطَابِ
بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ قَبْلَهَا :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=50وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ ( 2 : 50 ) ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=51وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى . . . . ( 2 : 51 ) فَنَاسَبَ أَنْ يَقُولَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=58وَإِذْ قُلْنَا وَلَمْ يَقُلْ فِيهَا " لَكُمْ " كَمَا قَالَ هُنَا : ( لَهُمْ ) ; لِأَنَّ الْقَوْلَ كَانَ لِأَجْدَادِ الْمُخَاطَبِينَ مِنْ أُلُوفِ السِّنِينَ لَا لَهُمْ أَنْفُسِهِمْ ، وَلَمْ يَقُلْ : " لَهُمْ " أَيْضًا ; لِأَنَّ السِّيَاقَ لَمْ يَكُنْ حِكَايَةً عَنْ غَائِبٍ مَجْهُولٍ يَحْتَاجُ إِلَى تَعْيِينِهِ ، بَلْ هُوَ تَذْكِيرُ الْخَلَفِ بِمَا تَقُومُ بِهِ عَلَيْهِمُ الْحُجَّةُ مِنْ شُئُونِ السَّلَفِ ; لِأَنَّهُمْ وَارِثُو أَخْلَاقَهُمْ وَغَرَائِزَهُمْ وَعَادَاتَهُمْ ، فَهُوَ إِذَنْ مُشْتَرَكٌ بَيْنَ الْخَلَفِ الْحَاضِرِ وَالسَّلَفِ الْغَابِرِ ، وَزِيَادَةُ " لَهُمْ " تَلْصِقُهُ بِالْغَائِبِ وَحْدَهُ فَتَكُونُ حِكَايَتُهُ
لِبَنِي إِسْرَائِيلَ كَحِكَايَتِهِ لِعَرَبِ
مَكَّةَ وَغَيْرِهِمْ ، فَتَأَمَّلْ ! .
( 3 ) قَالَ هَاهُنَا :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=161اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَفِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ : ( ادْخُلُوا ) وَالْفَائِدَةُ هَاهُنَا أَتَمُّ ; لِأَنَّ السُّكْنَى تَسْتَلْزِمُ الدُّخُولَ وَلَا عَكْسَ . وَتَظْهَرُ فَائِدَةُ اخْتِلَافِ التَّعْبِيرِ فِي الْفِعْلَيْنِ بِمَا يَلِيهَا مِنَ الْعَطْفِ عَلَيْهِمَا وَهُوَ : .
( 4 ، 5 ) قَالَ هَاهُنَا :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=161وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَفِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=58فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا ( 2 : 58 ) فَعَطَفَ الْأَمْرَ بِالْأَكْلِ هُنَالِكَ بِـ " الْفَاءِ " ; لِأَنَّهُ بَدْءَهُ يَكُونُ عَقِبَ الدُّخُولِ كَأَكْلِ الْفَوَاكِهِ وَالثَّمَرَاتِ الَّتِي كَانَتْ تُوجَدُ فِي كُلِّ نَاحِيَةٍ مِنَ الْقَرْيَةِ - وَالسُّكْنَى أَمْرٌ مُمْتَدٌّ يَكُونُ الْأَكْلُ فِي أَثْنَائِهِ لَا عَقِبَهُ ، بَلْ لَا يُقَالُ عَقِبَ السُّكْنَى إِلَّا فِيمَنْ يَتْرُكُ هَذِهِ السُّكْنَى ; وَلِذَلِكَ عُطِفَ عَلَيْهِ هُنَا بِـ " الْوَاوِ " الَّتِي تُفِيدُ الْجَمْعَ بَيْنَ الْأَمْرَيْنِ مُطْلَقًا بِلَا مُلَاحَظَةِ تَرْتِيبٍ وَلَا تَعْقِيبٍ ، وَقَدْ وُصِفَ هُنَالِكَ الْأَكْلُ بِالرَّغَدِ وَهُوَ الْوَاسِعُ الْهَنِيُّ ، وَالتَّبْشِيرُ بِهِ يُنَاسِبُ حَالَ الدُّخُولِ ، إِذِ الْأَمْرُ لَدَى الدَّاخِلِ مَجْهُولٌ .
( 6 ) قَالَ هَاهُنَا :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=161وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقَدَّمَ هُنَالِكَ مَا أَخَّرَ هُنَا ، وَأَخَّرَ مَا قَدَّمَهُ أَيْ فِي الذِّكْرِ ، وَهُوَ لَا يَدُلُّ عَلَى طَلَبِ تَرْتِيبٍ بَيْنَ الْأَمْرَيْنِ ; لِأَنَّ الْعَطْفَ فِيهِ بِالْوَاوِ الدَّالَّةِ عَلَى طَلَبِ الْأَمْرَيْنِ مُطْلَقًا ، وَلَكِنْ لَوْ كَانَ التَّعْبِيرُ فِي الْمَوْضِعَيْنِ وَاحِدًا لَفُهِمَ مِنْهُ أَنَّ الْمُقَدَّمَ فِي الذَّكَرِ أَرْجَحُ أَوْ أَهَمُّ وَلَوْ فِي الْجُمْلَةِ كَمَا هِيَ الْقَاعِدَةُ فِي التَّقْدِيمِ لِذَاتِهِ . فَكَانَ الِاخْتِلَافُ دَالًّا عَلَى عَدَمِ الْفَرْقِ بَيْنَ تَقْدِيمِ هَذَا وَتَأْخِيرِ ذَلِكَ وَبَيْنَ عَكْسِهِ ; لِأَنَّ الْمُرَادَ مِنْهُمَا لَا يَقْتَضِي تَرْتِيبًا بَيْنَ مَا دَلَّتْ عَلَيْهِ كَلِمَةُ ( حِطَّةٌ ) وَهُوَ الدُّعَاءُ بِأَنْ تُحَطَّ عَنْهُمْ أَوْزَارَهُمْ
[ ص: 314 ] وَخَطَايَاهُمْ كَقَوْلِكِ اللَّهُمَّ غُفْرًا وَبَيْنَ دُخُولِ بَابِ الْقَرْيَةِ فِي حَالِ التَّلَبُّسِ بِالتَّوَاضُعِ وَالْخُشُوعِ لِلَّهِ تَعَالَى وَتَنْكِيسِ الرُّؤُوسِ شُكْرًا لِجَلَالِهِ عَلَى نُوَالِهِ ، كَمَا فَعَلَ النَّبِيُّ الْأَعْظَمُ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ لَمَّا دَخَلَ
مَكَّةَ فَاتِحًا .
( 7 ) قَالَ هَاهُنَا :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=161نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ قَرَأَ
نَافِعٌ وَابْنُ عَامِرٍ وَيَعْقُوبُ ( تُغْفَرْ ) بِالتَّاءِ وَالْفَاءِ الْمَفْتُوحَةِ وَرَفْعِ ( خَطِيئَاتُكُمْ ) وَهُوَ يُنَاسِبُ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ ( نَغْفِرْ ) بِالنُّونِ وَكَسْرِ الْفَاءَ وَنَصْبِ " خَطِيئَاتِكُمْ " بِكَسْرِ تَائِهًا ، وَهُوَ يُنَاسِبُ مَا بَعْدَهُ ، وَهُوَ كَوْنُ " سَنَزِيدُ " لِلْمُتَكَلِّمِ الْمُعَظَّمِ . وَالْمَعْنَى فِيهِمَا وَاحِدٌ ; لِأَنَّ الْمُخَاطَبَ الَّذِي يَغْفِرُ الذُّنُوبَ وَاحِدٌ . وَقَرَأَ
ابْنُ عَامِرٍ ( خَطِيئَتَكُمْ ) بِالْإِفْرَادِ . وَهُوَ بِمَعْنَى الْجَمْعِ ; لِأَنَّهُ مُضَافٌ فَيُفِيدُ الْعُمُومَ ، وَلَعَلَّ فِيهِ إِشَارَةً إِلَى خَطِيئَةٍ خَاصَّةٍ مُشْتَرَكَةٍ . وَقَرَأَ
أَبُو عَمْرٍو ( خَطَايَاكُمْ ) وَبِهَا قَرَأَ الْجُمْهُورُ فِي آيَةِ الْبَقَرَةِ ، مَعَ اخْتِلَافِهِمْ فِي فِعْلِ الْمَغْفِرَةِ كَمَا هُنَا . وَكِتَابَةُ الْكَلِمَتَيْنِ فِي الْمُصْحَفِ الْإِمَامِ تَحْتَمِلُ كُلَّ مَا ذُكِرَ فِي الْكَلِمَتَيْنِ ، وَفَائِدَةُ الِاخْتِلَافِ لَفْظِيَّةٌ وَهِيَ التَّوَسُّعُ فِي الْقِرَاءَةِ ، وَقَالَ
الْقُطْبُ الشِّيرَازِيُّ : إِنَّ فَائِدَةَ الِاخْتِلَافِ بَيْنَ قِرَاءَتِي الْإِفْرَادِ وَالْجَمْعِ لِلْخَطِيئَةِ أَنَّ هَذِهِ الذُّنُوبَ تُغْفَرُ لَهُمْ إِذَا فَعَلُوا مَا أُمِرُوا بِهِ مِنْ قَوْلٍ وَفِعْلٍ ، سَوَاءٌ كَانَتْ قَلِيلَةً كَوَاحِدَةٍ أَوْ كَثِيرَةً .
( 8 ) قَالَ هَاهُنَا :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=161سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ بِدُونِ وَاوٍ عَلَى الِاسْتِئْنَافِ الْبَيَانِيِّ ، وَهُوَ جَوَابُ سُؤَالٍ كَأَنَّهُ قِيلَ : وَمَاذَا بَعْدُ الْمَغْفِرَةِ ؟ أَيْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ فِي عَمَلِهِمْ جَزَاءً حَسَنًا عَلَى إِحْسَانِهِمْ ، وَفِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=58وَسَنَزِيدُ بِالْعَطْفِ . وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ . وَقَدْ يَكُونُ طَرْحُ الْوَاوِ أَدَلُّ عَلَى كَوْنِ هَذِهِ الزِّيَادَةِ تَفَضُّلٌ مَحْضٌ لَيْسَ مُشَارِكًا لِلْمَغْفِرَةِ فِيمَا جَعَلَ سَبَبًا لَهَا مِنَ الْخُضُوعِ وَالسُّجُودِ وَالِاسْتِغْفَارِ وَالدُّعَاءِ بِحَطِّ الْأَوْزَارِ .
( 9 ) قَالَ هَاهُنَا :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=162فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ وَفِيهِ زِيَادَةُ ( مِنْهُمْ ) عَلَى مَثَلِهِ مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ ، وَسَبَبِهَا مَا تَقَدَّمَ نَظِيرُهُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=161وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ إِلَخْ . مِنَ الْحَاجَةِ إِلَى ذِكْرِ ضَمِيرِ الْمَحْكِيِّ عَنْهُمْ لِرَبْطِ الْكَلَامِ ، وَهَذِهِ الْحَاجَةُ مُنْتَفِيَةٌ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ كَمَا عَلِمْتَ مِنَ الْفَرْقِ السَّابِعِ آنِفًا ، وَلَيْسَ لِزِيَادَةِ الْبَيَانِ كَمَا قِيلَ ، بَلْ هُوَ الْأَصْلُ هَاهُنَا ، وَلَا حَاجَةَ إِلَيْهِ هُنَالِكَ وَإِنْ كَانَ حِكَايَةً عَنِ الْغَائِبِينَ ; لِأَنَّهُ لَمْ يَخْرُجْ عَنْ سِيَاقِ مُخَاطَبَةِ خَلَفِهِمُ الْحَاضِرِينَ .
وَأَمَّا مَعْنَى تَبْدِيلِهِمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُهُ فِي تَفْسِيرِ آيَةِ الْبَقَرَةِ ، وَمُلَخَّصُهُ أَنَّهُمْ عَصَوْا بِالْقَوْلِ وَالْفِعْلِ ، وَخَالَفُوا الْأَمْرَ مُخَالَفَةً تَامَّةً لَا تَحْتَمِلُ الِاجْتِهَادَ وَلَا التَّأَوُّلَ ، فَلَمْ
[ ص: 315 ] يُرَاعُوا ظَاهِرُ مَدْلُولِ لَفْظِهِ ، وَلَا فَحْوَاهُ وَالْمَقْصِدَ مِنْهُ ، حَتَّى كَأَنَّ الْمَطْلُوبَ مِنْهُمْ غَيْرُ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ ، وَلَوْ قَالَ فَبَدَّلُوا قَوْلًا بِقَوْلٍ ، أَوْ فَبَدَّلُوا مَا قِيلَ لَهُمْ ، لَمْ يَدُلْ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى كُلِّهِ .
وَلَا ثِقَةَ لَنَا بِشَيْءٍ مِمَّا رُوِيَ فِي هَذَا التَّبْدِيلِ مِنْ أَلْفَاظٍ عِبْرَانِيَّةٍ وَلَا عَرَبِيَّةٍ ، فَكُلُّهُ مِنَ الْإِسْرَائِيلِيَّاتِ الْوَضْعِيَّةِ ، كَمَا قَالَهُ الْأُسْتَاذُ الْإِمَامُ هُنَالِكَ . وَإِنْ خَرَجَ بَعْضُهُ فِي الصَّحِيحِ وَالسُّنَنِ مَوْقُوفًا وَمَرْفُوعًا كَحَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ الْمَرْفُوعِ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا "
nindex.php?page=hadith&LINKID=2003375قِيلَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=58وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ فَدَخَلُوا يَزْحَفُونَ عَلَى أَسْتَاهِهِمُ وَقَالُوا : حِطَّةٌ ، حَبَّةٌ فِي شَعْرَةٌ : " وَفِي رِوَايَةِ " شُعَيْرَةٍ " رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ فِي تَفْسِيرِ السُّورَتَيْنِ مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=17257هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ أَخِي وَهْبٍ ، وَهُمَا صَاحِبَا الْغَرَائِبِ فِي الْإِسْرَائِيلِيَّاتِ . وَلَمْ يُصَرِّحْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبُو هُرَيْرَةَ بِسَمَاعِ هَذَا مِنَ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16850كَعْبِ الْأَحْبَارِ إِذْ ثَبَتَ أَنَّهُ رُوِيَ عَنْهُ ، وَهَذَا مَدْرَكُ عَدَمِ اعْتِمَادِ الْأُسْتَاذِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى مِثْلِ هَذَا مِنَ الْإِسْرَائِيلِيَّاتِ ، وَإِنْ صَحَّ سَنَدُهُ ، وَلَكِنْ قَلَّمَا يُوجَدُ فِي الصَّحِيحِ الْمَرْفُوعِ شَيْءٌ يَقْتَضِي الطَّعْنَ فِي سَنَدِهَا .
( 10 - 12 ) قَالَ هَاهُنَا :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=162فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ وَقَالَ هُنَالِكَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=59فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ( 2 : 59 ) فَالِاخْتِلَافُ فِي ثَلَاثَةِ مَوَاضِعَ : .
( أَوَّلُهَا ) بَيْنَ الْإِرْسَالِ وَالْإِنْزَالِ وَهُوَ لَفْظِيٌّ إِذِ الْإِرْسَالُ مِنْ فَوْقِ عَيْنِ الْإِنْزَالِ : ( ثَانِيهَا ) بَيْنَ الْمُضْمَرِ ( عَلَيْهِمْ ) وَالْمُظْهِرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=59عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْمُرَادُ مِنْهُمَا أَنَّ ذَلِكَ الرِّجْزَ عَذَابٌ كَانَ خَاصًّا بِالَّذِينِ ظَلَمُوا لَا عَامًّا ، فَحَسُنَ أَنْ يَقُولَ فِي آيَةِ الْأَعْرَافِ : " عَلَيْهِمْ " لِتَصْرِيحِهِ بِسَبَبِيَّةِ الظُّلْمِ بَعْدَهُ ، وَلَوْ قَالَ " فَأَرْسَلَنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ " لَكَانَ تَكْرَارُ التَّعْلِيلِ بِالظُّلْمِ مُنَافِيًا لِلْبَلَاغَةِ ، وَهَذَا التَّكْرَارُ مُنْتَفٍ فِي آيَةِ الْبَقَرَةِ لِأَنَّ ; التَّعْلِيلَ فِيهَا بِالْفِسْقِ لَا الظُّلْمِ : .
( ثَالِثُهَا ) بَيْنَ ( يَظْلِمُونَ ) وَ ( يَفْسُقُونَ ) وَفَائِدَتِهِ : بَيَانُ أَنَّهُمْ كَانُوا جَامِعِينَ بَيْنَ الظُّلْمِ الَّذِي هُوَ نَقْصٌ لِلْحَقِّ أَوْ إِيذَاءٌ لِلنَّفْسِ أَوْ لِلْغَيْرِ ، وَبَيْنَ الْفِسْقِ الَّذِي هُوَ الْخُرُوجُ عَنِ الطَّاعَةِ ، وَلَوْ فِي غَيْرِ الظُّلْمِ لِلنَّفْسِ أَوْ لِلنَّاسِ . وَحَسُنَ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ الزِّيَادَةُ فِي آيَةِ الْبَقَرَةِ ; لِأَنَّهَا نَزَلَتْ آخِرًا . وَالرِّجْزُ : الْعَذَابُ الَّذِي تَضْطَرِبُ لَهُ الْقُلُوبُ أَوْ يَضْطَرِبُ لَهُ النَّاسُ فِي شُئُونِهِمْ وَمَعَايِشِهِمْ كَمَا تَقَدَّمَ تَحْقِيقُهُ فِي تَفْسِيرِ الْآيَةِ 134 مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ ، وَذَكَرْنَا فِيهَا قَوْلَ الْمُفَسِّرِينَ : إِنَّ الرِّجْزَ الَّذِي أَرْسَلَهُ اللَّهُ عَلَى الظَّالِمِينَ فِي قِصَّةِ دُخُولِ الْقَرْيَةِ هُوَ الطَّاعُونُ ، وَأَنَّهُ جَائِزٌ ، وَلَكِنْ لَمْ يَثْبُتْ بِنَقْلٍ صَحِيحٍ ، وَقَدْ عَزَاهُ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=17285وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ .
إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَنْزَلَ الْقُرْآنَ هَدًى وَمَوْعِظَةً ، وَجَعَلَ قِصَصَ الرُّسُلِ فِيهِ عِبْرَةً وَتَذْكِرَةً لَا تَارِيخَ شُعُوبٍ وَمَدَائِنَ ، وَلَا تَحْقِيقَ وَقَائِعَ وَمَوَاقِعَ . وَالْعِبْرَةُ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ أَنْ نَتَّقِيَ الظُّلْمَ
[ ص: 316 ] وَالْفِسْقَ . وَنَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ يُعَاقِبُ الْأُمَمَ عَلَى ذُنُوبِهَا فِي الدُّنْيَا قَبْلَ الْآخِرَةِ ، وَأَنَّهُ قَدْ عَاقَبَ
بَنِي إِسْرَائِيلَ بِظُلْمِهِمْ ، وَلَمْ يُحِلْ دُونَ عِقَابِهِ ، مَا كَانَ لَهُمْ مِنَ الْمَزَايَا وَالْفَضَائِلِ ، وَكَثْرَةِ وُجُودِ الْأَنْبِيَاءِ فِيهِمْ . وَمِنْهُ السِّيَاقُ الْآتِي : .