nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=164nindex.php?page=treesubj&link=28978_30525_20191_30531وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا أي : واسألهم عن حال أهل تلك القرية في الوقت الذي قالت أمة وجماعة منهم كيت وكيت تدل هذه الآية على أن الذين كانوا يعدون في السبت بعض أهل القرية لا كلهم ، وأن أهلها كانوا ثلاث فرق ، فرقة العادين التي أشير إليها في الآية الأولى ، وفرقة الواعظين الذين نهوا العادين عن العدوان ووعظوهم ليكفوا عنه ، وهي التي أشير إليها في هذه الآية ، وفرقة اللائمين للواعظين التي قالت لهم : لم تعظون قوما قضى الله عليهم بالهلكة أو العذاب الشديد ، فهو إما مهلكهم بالاستئصال أو بعذاب شديد دون الاستئصال ، أو المعنى مهلكهم في الدنيا ومعذبهم في الآخرة - وأيا ما كان المراد في ( أو ) هنا هي المانعة للخلو من وقوع أحد الجزاءين ، لا المانعة لجمعهما ، فهي لا تنفي اجتماعهما . وفي الآية من الإيجاز البليغ ما لا يوجد نظيره في غير القرآن .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=164قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون أي : قال الواعظون للائمين : نعظهم وعظ عذر
[ ص: 318 ] نعتذر به إلى ربكم عن السكوت على المنكر ، وقد أمرنا بالتناهي عنه ، ورجاء في انتفاعهم بالموعظة ، وحملها على اتقاء الاعتداء الذي اقترفوه . أي فنحن لم نيأس من رجوعهم إلى الحق يأسكم .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=165فلما نسوا ما ذكروا به أي فلما نسي العادون المذنبون ، ما ذكرهم ووعظهم به إخوانهم المتقون ، بأن تركوه وأعرضوا عنه حتى صار كالمنسي في كونه لا تأثير له
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=165أنجينا الذين ينهون عن السوء أي عن العمل الذي تسوء عاقبته أي : أنجيناهم من العقاب الذي استحقه فاعلو السوء بظلمهم
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=165وأخذنا الذين ظلموا وحدهم
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=165بعذاب بئيس أي : شديد ، من البأس وهو الشدة ، أو البؤس وهو المكروه أو الفقر
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=165بما كانوا يفسقون أي بسبب فسقهم المستمر لا بظلمهم في الاعتداء في السبت فقط . وذلك أن وصفهم بأنهم ظلموا تعليل لأخذهم بعذاب بئيس ، على قاعدة كون بناء الحكم أو الجزاء على المشتق يدل على أن المشتق منه علة له ، ولكن الله تعالى لا يؤاخذ كل ظالم في الدنيا بكل ظلم يقع منه ، ولو كان قليلا في الصفة أو العدد ، وإن شئت قلت في الكيف أو الكم بدليل قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=45ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ( 35 : 45 ) وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=30ويعفو عن كثير وإنما يؤاخذ الأمم والشعوب في الدنيا قبل الآخرة بالظلم والذنوب التي يظهر أثرها فيها بالإصرار والاستمرار عليها ، وهو ما أفاده هنا في هؤلاء
اليهود قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=165بما كانوا يفسقون وإنما يكون العقاب على بعض الذنوب دون بعض في الدنيا خاصا بالأفراد أوالجماعات الصغيرة من المذنبين كأهل هذه القرية الذين كانوا بعض أهل قرية من أمة كبيرة ، وأما الأمم الكبيرة فهي التي تصدق عليها سنن الله في عقاب الأمم إذا غلب عليهم الفسق والظلم كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=25واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ( 8 : 25 ) إلا أن يقال إن الفاسقين من أهل تلك القرية كانوا أقل من الفريقين الآخرين ، وقد عاقب الله
بني إسرائيل كافة بتنكيل
البابليين ثم
النصارى بهم وسلبهم ملكهم ، عندما عم فسقهم ، ولم يدفع ذلك عنهم وجود بعض الصالحين فيهم ، إذ لم يكونوا يخلون منهم : .
والآية ناطقة بهلاك الظالمين الفاسقين ، ونجاة الصالحين الذين نهوهم عن عمل السوء وارتكاب المنكر ، وسكتت عن الفرقة التي أنكرت على الواعظين وعظهم وإنكارهم ، فقيل : إنها لم تنج ; لأنها لم تنه عن المنكر بل أنكرت على الذين نهوا ، وقيل : بل نجت ; لأنها كانت منكرة للمنكر مستقبحة له . ولذلك لم تفعله ، وإنما لم تنه عنه ليأسها من فائدة النهي ، وجزمها بأن القوم قد استحقوا عقاب الله بإصرارهم فلا يفيدهم الوعظ ، وروي هذا عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس كما روي عنه أنه كان مترددا في هذه الفرقة حتى أقنعه تلميذه عكرمة بنجاتها . وقد رجح
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري وغيره هذا قال : .
[ ص: 319 ] ( فإن قلت ) : الأمة الذين قالوا : لم تعظون ؟ من أي الفريقين هم ؟ أمن فريق الناجين أم المعذبين ؟ ( قلت ) : من فريق الناجين ; لأنهم من فريق الناهين ، وما قالوا ما قالوا إلا سائلين عن علة الوعظ والغرض فيه ، حيث لم يروا فيه غرضا صحيحا لعلمهم بحال القوم ، وإذا علم الناهي حال المنهي ، وأنه النهي لا يؤثر فيه ، سقط عنه النهي ، وربما وجب الترك لدخوله في باب العبث . ألا ترى أنك لو ذهبت إلى المكاسين القاعدين على المآصر ، والجلادين المرتبين للتعذيب ، لتعظهم وتكفهم عما هم فيه ، كان ذلك عبثا منك ، ولم يكن إلا سببا للتلهي بك . وأما الآخرون فإنما لم يعرضوا عنه إما ; لأن يأسهم لم يستحكم كما استحكم يأس الأولين ، ولم يخبروهم كما خبروهم . أو لفرط حصرهم ، وجدهم في أمرهم ، كما وصف الله تعالى رسوله عليه الصلاة والسلام في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=6فلعلك باخع نفسك ( 18 : 6 ) اهـ .
أقول : إن ما ذكره من سقوط النهي عن المنكر أو وجوب تركه في حالة اليأس من تأثير مرجوح ولاسيما إذا أخذ على إطلاقه ، وإنما هو شأن أضعف الإيمان في حديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=2003376من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان رواه
أحمد ومسلم وأصحاب السنن عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنهم ـ وإنما تكون هذه الحالة أضعف الإيمان عند عدم استطاعة ما قبلها ، فإن استطاع النهي ، وسكت عنه لم يكن له عذر مطلقا ; ولذلك اختلف في هؤلاء الساكتين ، المحتملة حالهم للعذر وعدمه ، واليأس قلما ينشأ إلا من ضعف في النفس أو الإيمان ، وكأين من مكاس وجلاد ومدمن خمر تاب وأناب ، والمحققون لم يجعلوا احتمال الأذى ولا يقينه موجبا لترك النهي عن المنكر ، ولا لتفضيله عن الفعل بل قالوا في هذه الحال بالجواز ، واستدلوا على تفضيل النهي بحديث
nindex.php?page=hadith&LINKID=2003377أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر رواه
أحمد nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه وغيرهم .
وفي ( بئيس ) عدة قراءات أخرى بين متواترة وشاذة ، تتخرج على الخلاف في أصل صيغته ، وعلى لغات العرب في التصرف في المهموز : فقرأها
أبو بكر على خلاف عنه " بئيس " بوزن ضيغم -
وابن عامر بكسر الباء وسكون الهمزة بناء على أنه أصله بئس بوزن حذر فنقلت حركة الهمزة إلى الفاء للتخفيف ككبد في كبد ،
ونافع " بيس " على قلب الهمزة ياء كذئب وذيب أو على أنه فعل الذم وصف به فجعل اسما ، ومن الشواذ " بيس " كريس على قلب الهمزة ياء ، وإدغامها ، و " بيس " كهين على تخفيف المشددة ، و " بائس " بوزن فاعل .
فلما عتوا عما نهوا عنه أي : فلما عتوا عن أمر ربهم عتو إباء واستكبار عن ترك ما نهاهم عنه الواعظون
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=166قلنا لهم كونوا قردة خاسئين هذا القول للتكوين ، أي : تعلقت إرادتنا بأن يكونوا قردة خاسئين أي صاغرين أذلاء فكانوا كذلك .
قيل : إن هذا بيان وتفصيل للعذاب البئيس في الآية السابقة ، وقيل هو عذاب آخر ، وإن
[ ص: 320 ] الله عاقبهم أولا بالبؤس والشقاء في المعيشة ; لأن من الناس من لا يربيه ويهذبه إلا الشدة والبؤس كما أن منهم من يربيه ويهذبه الرخاء والنعمة ، وبكل يبتلي الله عباده ويمنحهم كما قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=35ونبلوكم بالشر والخير فتنة ( 21 : 35 ) وقال في
بني إسرائيل :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=168وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون ( 7 : 168 ) ولكن هؤلاء القوم لم يزدهم البؤس والسوء إلا عتوا وإصرارا على الفسق والظلم فدمدم عليهم ربهم بذنبهم ، ومسخهم مسخ خلق وبدن فكانوا قردة بالفعل ، أو مسخ خلق ونفس ، فكانوا كالقردة في طيشها وشرها وإفسادها لما تصل إليه أيديها ، والأول قول الجمهور ، والثاني قول
مجاهد قال : مسخت قلوبهم فلم يوفقوا لفهم الحق .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=167وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم ،
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=168وقطعناهم في الأرض أمما منهم الصالحون ومنهم دون ذلك وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون ،
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=169فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق ودرسوا ما فيه والدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون ،
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=170والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين ،
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=171وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون هذه الآيات خاتمة قصة
بني إسرائيل في هذه السورة ، وما سيأتي من نبأ الذي آتاه الله آياته فانسلخ منها مثل عام ليس فيه ما يدل على أنه كان منهم كما روي عن بعض المفسرين
[ ص: 321 ] فهو لا يدخل في قصتهم ، ومناسبة هذه لما قبلها مباشرة أنها بيان لجريان سنة الله العامة في عقاب الأمم ، وانطباقها على
اليهود عامة ، بعد بيان عقابه تعالى لطائفة منهم ، قال عز وجل : .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=164nindex.php?page=treesubj&link=28978_30525_20191_30531وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا أَيْ : وَاسْأَلْهُمْ عَنْ حَالِ أَهْلِ تِلْكَ الْقَرْيَةِ فِي الْوَقْتِ الَّذِي قَالَتْ أُمَّةٌ وَجَمَاعَةٌ مِنْهُمْ كَيْتَ وَكَيْتَ تَدُلُّ هَذِهِ الْآيَةُ عَلَى أَنَّ الَّذِينَ كَانُوا يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ بَعْضُ أَهْلِ الْقَرْيَةِ لَا كُلُّهُمْ ، وَأَنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ثَلَاثَ فِرَقٍ ، فِرْقَةُ الْعَادِينَ الَّتِي أُشِيرُ إِلَيْهَا فِي الْآيَةِ الْأُولَى ، وَفِرْقَةُ الْوَاعِظِينَ الَّذِينَ نَهَوُا الْعَادِينَ عَنِ الْعُدْوَانِ وَوَعَظُوهُمْ لِيَكُفُّوا عَنْهُ ، وَهِيَ الَّتِي أُشِيرُ إِلَيْهَا فِي هَذِهِ الْآيَةِ ، وَفِرْقَةُ اللَّائِمِينَ لِلْوَاعِظِينَ الَّتِي قَالَتْ لَهُمْ : لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا قَضَى اللَّهُ عَلَيْهِمْ بِالْهَلَكَةِ أَوِ الْعَذَابِ الشَّدِيدِ ، فَهُوَ إِمَّا مُهْلِكُهُمْ بِالِاسْتِئْصَالِ أَوْ بِعَذَابٍ شَدِيدٍ دُونَ الِاسْتِئْصَالِ ، أَوِ الْمَعْنَى مُهْلِكُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَمُعَذِّبُهُمْ فِي الْآخِرَةِ - وَأَيًّا مَا كَانَ الْمُرَادُ فِي ( أَوْ ) هُنَا هِيَ الْمَانِعَةُ لِلْخُلُوِّ مِنْ وُقُوعِ أَحَدِ الْجَزَاءَيْنِ ، لَا الْمَانِعَةُ لِجَمْعِهِمَا ، فَهِيَ لَا تَنْفِي اجْتِمَاعَهُمَا . وَفِي الْآيَةِ مِنَ الْإِيجَازِ الْبَلِيغِ مَا لَا يُوجَدُ نَظِيرُهُ فِي غَيْرِ الْقُرْآنِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=164قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَيْ : قَالَ الْوَاعِظُونَ لِلَائِمِينَ : نَعِظُهُمْ وَعْظَ عُذْرٍ
[ ص: 318 ] نَعْتَذِرُ بِهِ إِلَى رَبِّكُمْ عَنِ السُّكُوتِ عَلَى الْمُنْكَرِ ، وَقَدْ أَمَرَنَا بِالتَّنَاهِي عَنْهُ ، وَرَجَاءً فِي انْتِفَاعِهِمْ بِالْمَوْعِظَةِ ، وَحَمْلِهَا عَلَى اتِّقَاءِ الِاعْتِدَاءِ الَّذِي اقْتَرَفُوهُ . أَيْ فَنَحْنُ لَمْ نَيْأَسْ مِنْ رُجُوعِهِمْ إِلَى الْحَقِّ يَأْسَكُمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=165فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَيْ فَلَمَّا نَسِيَ الْعَادُونَ الْمُذْنِبُونَ ، مَا ذَكَّرَهُمْ وَوَعَظَهُمْ بِهِ إِخْوَانُهُمُ الْمُتَّقُونَ ، بِأَنْ تَرَكُوهُ وَأَعْرَضُوا عَنْهُ حَتَّى صَارَ كَالْمَنْسِيِّ فِي كَوْنِهِ لَا تَأْثِيرَ لَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=165أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ أَيْ عَنِ الْعَمَلِ الَّذِي تَسُوءُ عَاقِبَتُهُ أَيْ : أَنْجَيْنَاهُمْ مِنَ الْعِقَابِ الَّذِي اسْتَحَقَّهُ فَاعِلُو السُّوءِ بِظُلْمِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=165وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَحْدَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=165بِعَذَابٍ بَئِيسٍ أَيْ : شَدِيدٍ ، مِنَ الْبَأْسِ وَهُوَ الشِّدَّةُ ، أَوِ الْبُؤْسِ وَهُوَ الْمَكْرُوهُ أَوِ الْفَقْرُ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=165بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ أَيْ بِسَبَبِ فِسْقِهِمُ الْمُسْتَمِرِّ لَا بِظُلْمِهِمْ فِي الِاعْتِدَاءِ فِي السَّبْتِ فَقَطْ . وَذَلِكَ أَنَّ وَصْفَهُمْ بِأَنَّهُمْ ظَلَمُوا تَعْلِيلٌ لِأَخْذِهِمْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ ، عَلَى قَاعِدَةِ كَوْنِ بِنَاءِ الْحُكْمِ أَوِ الْجَزَاءِ عَلَى الْمُشْتَقِّ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمُشْتَقَّ مِنْهُ عِلَّةٌ لَهُ ، وَلَكِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يُؤَاخِذُ كُلَّ ظَالِمٍ فِي الدُّنْيَا بِكُلِّ ظُلْمٍ يَقَعُ مِنْهُ ، وَلَوْ كَانَ قَلِيلًا فِي الصِّفَةِ أَوِ الْعَدَدِ ، وَإِنْ شِئْتَ قُلْتَ فِي الْكَيْفِ أَوِ الْكَمِّ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=45وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ ( 35 : 45 ) وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=30وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ وَإِنَّمَا يُؤَاخِذُ الْأُمَمَ وَالشُّعُوبَ فِي الدُّنْيَا قَبْلَ الْآخِرَةِ بِالظُّلْمِ وَالذُّنُوبِ الَّتِي يَظْهَرُ أَثَرُهَا فِيهَا بِالْإِصْرَارِ وَالِاسْتِمْرَارِ عَلَيْهَا ، وَهُوَ مَا أَفَادَهُ هُنَا فِي هَؤُلَاءِ
الْيَهُودِ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=165بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ وَإِنَّمَا يَكُونُ الْعِقَابُ عَلَى بَعْضِ الذُّنُوبِ دُونَ بَعْضٍ فِي الدُّنْيَا خَاصًّا بِالْأَفْرَادِ أَوَالْجَمَّاعَاتِ الصَّغِيرَةِ مِنَ الْمُذْنِبِينَ كَأَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الَّذِينَ كَانُوا بَعْضَ أَهْلِ قَرْيَةٍ مِنْ أُمَّةٍ كَبِيرَةٍ ، وَأَمَّا الْأُمَمُ الْكَبِيرَةُ فَهِيَ الَّتِي تَصْدُقُ عَلَيْهَا سُنَنُ اللَّهِ فِي عِقَابِ الْأُمَمِ إِذَا غَلَبَ عَلَيْهِمُ الْفِسْقُ وَالظُّلْمُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=25وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ( 8 : 25 ) إِلَّا أَنْ يُقَالَ إِنَّ الْفَاسِقِينَ مِنْ أَهْلِ تِلْكَ الْقَرْيَةِ كَانُوا أَقَلَّ مِنَ الْفَرِيقَيْنِ الْآخَرَيْنِ ، وَقَدْ عَاقَبَ اللَّهُ
بَنِي إِسْرَائِيلَ كَافَّةً بِتَنْكِيلِ
الْبَابِلِيِّينَ ثُمَّ
النَّصَارَى بِهِمْ وَسَلْبِهِمْ مُلْكَهُمْ ، عِنْدَمَا عَمَّ فِسْقُهُمْ ، وَلَمْ يَدْفَعْ ذَلِكَ عَنْهُمْ وُجُودُ بَعْضِ الصَّالِحِينَ فِيهِمْ ، إِذْ لَمْ يَكُونُوا يَخْلَوْنَ مِنْهُمْ : .
وَالْآيَةُ نَاطِقَةٌ بِهَلَاكِ الظَّالِمِينَ الْفَاسِقِينَ ، وَنَجَاةِ الصَّالِحِينَ الَّذِينَ نَهَوْهُمْ عَنْ عَمَلِ السُّوءِ وَارْتِكَابِ الْمُنْكِرِ ، وَسَكَتَتْ عَنِ الْفِرْقَةِ الَّتِي أَنْكَرَتْ عَلَى الْوَاعِظِينَ وَعْظَهُمْ وَإِنْكَارَهُمْ ، فَقِيلَ : إِنَّهَا لَمْ تَنْجُ ; لِأَنَّهَا لَمْ تَنْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ بَلْ أَنْكَرَتْ عَلَى الَّذِينَ نَهَوْا ، وَقِيلَ : بَلْ نَجَتْ ; لِأَنَّهَا كَانَتْ مُنْكِرَةً لِلْمُنْكِرِ مُسْتَقْبِحَةً لَهُ . وَلِذَلِكَ لَمْ تَفْعَلُهُ ، وَإِنَّمَا لَمْ تَنْهَ عَنْهُ لِيَأْسِهَا مِنْ فَائِدَةِ النَّهْيِ ، وَجَزْمِهَا بِأَنَّ الْقَوْمَ قَدِ اسْتَحَقُّوا عِقَابَ اللَّهِ بِإِصْرَارِهِمْ فَلَا يُفِيدُهُمُ الْوَعْظُ ، وَرُوِيَ هَذَا عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ كَمَا رُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ مُتَرَدِّدًا فِي هَذِهِ الْفِرْقَةِ حَتَّى أَقْنَعَهُ تِلْمِيذُهُ عِكْرِمَةُ بِنَجَاتِهَا . وَقَدْ رَجَّحَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ وَغَيْرُهُ هَذَا قَالَ : .
[ ص: 319 ] ( فَإِنْ قُلْتَ ) : الْأُمَّةُ الَّذِينَ قَالُوا : لِمَ تَعِظُونَ ؟ مَنْ أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ هُمْ ؟ أَمِنَ فَرِيقِ النَّاجِينَ أَمِ الْمُعَذَّبِينَ ؟ ( قُلْتُ ) : مِنْ فَرِيقِ النَّاجِينَ ; لِأَنَّهُمْ مِنْ فَرِيقِ النَّاهِينَ ، وَمَا قَالُوا مَا قَالُوا إِلَّا سَائِلَيْنِ عَنْ عِلَّةِ الْوَعْظِ وَالْغَرَضِ فِيهِ ، حَيْثُ لَمْ يَرَوْا فِيهِ غَرَضًا صَحِيحًا لِعِلْمِهِمْ بِحَالِ الْقَوْمِ ، وَإِذَا عَلِمَ النَّاهِي حَالَ الْمَنْهِيِّ ، وَأَنَّهُ النَّهْيُ لَا يُؤَثِّرُ فِيهِ ، سَقَطَ عَنْهُ النَّهْيُ ، وَرُبَّمَا وَجَبَ التَّرْكُ لِدُخُولِهِ فِي بَابِ الْعَبَثِ . أَلَّا تَرَى أَنَّكَ لَوْ ذَهَبْتَ إِلَى الْمَكَّاسِينَ الْقَاعِدِينَ عَلَى الْمَآصِرِ ، وَالْجَلَّادِينَ الْمُرَتَّبِينَ لِلتَّعْذِيبِ ، لِتَعِظَهُمْ وَتَكُفَّهُمْ عَمَّا هُمْ فِيهِ ، كَانَ ذَلِكَ عَبَثًا مِنْكَ ، وَلَمْ يَكُنْ إِلَّا سَبَبًا لِلتَّلَهِّي بِكَ . وَأَمَّا الْآخَرُونَ فَإِنَّمَا لَمْ يُعْرِضُوا عَنْهُ إِمَّا ; لِأَنَّ يَأْسَهُمْ لَمْ يَسْتَحْكِمْ كَمَا اسْتَحْكَمَ يَأْسُ الْأَوَّلِينَ ، وَلَمْ يَخْبَرُوهُمْ كَمَا خَبَرُوهُمْ . أَوْ لِفَرْطِ حَصْرِهِمْ ، وَجَدِّهُمْ فِي أَمْرِهِمْ ، كَمَا وَصَفَ اللَّهُ تَعَالَى رَسُولَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=6فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ ( 18 : 6 ) اهـ .
أَقُولُ : إِنَّ مَا ذَكَرَهُ مِنْ سُقُوطِ النَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ أَوْ وُجُوبِ تَرْكِهِ فِي حَالَةِ الْيَأْسِ مِنْ تَأْثِيرٍ مَرْجُوحٍ وَلَاسِيَّمَا إِذَا أَخَذَ عَلَى إِطْلَاقِهِ ، وَإِنَّمَا هُوَ شَأْنُ أَضْعَفِ الْإِيمَانِ فِي حَدِيثِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=2003376مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكِرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَأَصْحَابُ السُّنَنِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=44أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ـ وَإِنَّمَا تَكُونُ هَذِهِ الْحَالَةُ أَضْعَفَ الْإِيمَانِ عِنْدَ عَدَمِ اسْتِطَاعَةِ مَا قَبْلَهَا ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ النَّهْيَ ، وَسَكَتَ عَنْهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ عُذْرٌ مُطْلَقًا ; وَلِذَلِكَ اخْتَلَفَ فِي هَؤُلَاءِ السَّاكِتِينَ ، الْمُحْتَمِلَةُ حَالُهُمْ لِلْعُذْرِ وَعَدَمِهِ ، وَالْيَأْسُ قَلَّمَا يَنْشَأُ إِلَّا مِنْ ضَعْفٍ فِي النَّفْسِ أَوِ الْإِيمَانِ ، وَكَأَيِّنٍ مِنْ مِكَّاسٍ وَجَلَّادٍ وَمُدْمِنِ خَمْرٍ تَابَ وَأَنَابَ ، وَالْمُحَقِّقُونَ لَمْ يَجْعَلُوا احْتِمَالَ الْأَذَى وَلَا يَقِينَهُ مُوجِبًا لِتَرْكِ النَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَلَا لِتَفْضِيلِهِ عَنِ الْفِعْلِ بَلْ قَالُوا فِي هَذِهِ الْحَالِ بِالْجَوَازِ ، وَاسْتَدَلُّوا عَلَى تَفْضِيلِ النَّهْيِ بِحَدِيثِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=2003377أَفْضَلُ الْجِهَادِ كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ رَوَاهُ
أَحْمَدُ nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=13478وَابْنُ مَاجَهْ وَغَيْرُهُمْ .
وَفِي ( بَئِيسٍ ) عِدَّةُ قِرَاءَاتٍ أُخْرَى بَيْنَ مُتَوَاتِرَةٍ وَشَاذَّةٍ ، تَتَخَرَّجُ عَلَى الْخِلَافِ فِي أَصْلِ صِيغَتِهِ ، وَعَلَى لُغَاتِ الْعَرَبِ فِي التَّصَرُّفِ فِي الْمَهْمُوزِ : فَقَرَأَهَا
أَبُو بَكْرٍ عَلَى خِلَافٍ عَنْهُ " بَئْيَسٍ " بِوَزْنِ ضَيْغَمٍ -
وَابْنُ عَامِرٍ بِكَسْرِ الْبَاءِ وَسُكُونِ الْهَمْزَةِ بِنَاءً عَلَى أَنَّهُ أَصْلُهُ بِئْسَ بِوَزْنِ حِذْرَ فَنُقِلَتْ حَرَكَةُ الْهَمْزَةِ إِلَى الْفَاءِ لِلتَّخْفِيفِ كَكَبِدٍ فِي كِبْدٍ ،
وَنَافِعٌ " بِيسٍ " عَلَى قَلْبِ الْهَمْزَةِ يَاءُ كَذِئْبٍ وَذِيبٍ أَوْ عَلَى أَنَّهُ فِعْلُ الذَّمِّ وُصِفَ بِهِ فَجُعِلَ اسْمًا ، وَمِنَ الشَّوَاذِّ " بَيِّسٍ " كَرَيِّسٍ عَلَى قَلْبِ الْهَمْزَةِ يَاءً ، وَإِدْغَامِهَا ، وَ " بَيْسٍ " كَهَيْنٍ عَلَى تَخْفِيفِ الْمُشَدِّدَةِ ، وَ " بَائِسٍ " بِوَزْنٍ فَاعِلٍ .
فَلَمَّا عَتَوْا عَمَّا نُهُوا عَنْهُ أَيْ : فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ عُتُوَّ إِبَاءٍ وَاسْتِكْبَارٍ عَنْ تَرْكِ مَا نَهَاهُمْ عَنْهُ الْوَاعِظُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=166قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ هَذَا الْقَوْلُ لِلتَّكْوِينِ ، أَيْ : تَعَلَّقَتْ إِرَادَتُنَا بِأَنْ يَكُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ أَيْ صَاغِرِينَ أَذِلَّاءَ فَكَانُوا كَذَلِكَ .
قِيلَ : إِنَّ هَذَا بَيَانٌ وَتَفْصِيلٌ لِلْعَذَابِ الْبَئِيسِ فِي الْآيَةِ السَّابِقَةِ ، وَقِيلَ هُوَ عَذَابٌ آخَرُ ، وَإِنَّ
[ ص: 320 ] اللَّهَ عَاقَبَهُمْ أَوَّلًا بِالْبُؤْسِ وَالشَّقَاءِ فِي الْمَعِيشَةِ ; لِأَنَّ مِنَ النَّاسِ مَنْ لَا يُرَبِّيهِ وَيُهَذِّبُهُ إِلَّا الشِّدَّةُ وَالْبُؤْسُ كَمَا أَنَّ مِنْهُمْ مَنْ يُرَبِّيهِ وَيُهَذِّبُهُ الرَّخَاءُ وَالنِّعْمَةُ ، وَبِكُلٍّ يَبْتَلِي اللَّهُ عِبَادَهُ وَيَمْنَحُهُمْ كَمَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=35وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ( 21 : 35 ) وَقَالَ فِي
بَنِي إِسْرَائِيلَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=168وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ( 7 : 168 ) وَلَكِنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ لَمْ يَزِدْهُمُ الْبُؤْسُ وَالسُّوءُ إِلَّا عُتُوًّا وَإِصْرَارًا عَلَى الْفِسْقِ وَالظُّلْمِ فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ ، وَمَسَخَهُمْ مَسْخَ خُلُقٍ وَبَدَنٍ فَكَانُوا قِرَدَةً بِالْفِعْلِ ، أَوْ مَسْخَ خُلُقٍ وَنَفْسٍ ، فَكَانُوا كَالْقِرْدَةِ فِي طَيْشِهَا وَشَرِّهَا وَإِفْسَادِهَا لِمَا تَصِلُ إِلَيْهِ أَيْدِيهَا ، وَالْأَوَّلُ قَوْلُ الْجُمْهُورِ ، وَالثَّانِي قَوْلُ
مُجَاهِدٍ قَالَ : مُسِخَتْ قُلُوبُهُمْ فَلَمْ يُوَفَّقُوا لِفَهْمِ الْحَقِّ .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=167وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=168وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=169فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=170وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=171وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ هَذِهِ الْآيَاتُ خَاتِمَةُ قِصَّةِ
بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ ، وَمَا سَيَأْتِي مِنْ نَبَأِ الَّذِي آتَاهُ اللَّهُ آيَاتِهِ فَانْسَلَخَ مِنْهَا مَثَلٌ عَامٌّ لَيْسَ فِيهِ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ كَانَ مِنْهُمْ كَمَا رُوِيَ عَنْ بَعْضِ الْمُفَسِّرِينَ
[ ص: 321 ] فَهُوَ لَا يَدْخُلُ فِي قِصَّتِهِمْ ، وَمُنَاسِبَةٌ هَذِهِ لِمَا قَبْلَهَا مُبَاشَرَةً أَنَّهَا بَيَانٌ لِجَرَيَانِ سُنَّةِ اللَّهِ الْعَامَّةِ فِي عِقَابِ الْأُمَمِ ، وَانْطِبَاقِهَا عَلَى
الْيَهُودِ عَامَّةً ، بَعْدَ بَيَانِ عِقَابِهِ تَعَالَى لِطَائِفَةٍ مِنْهُمْ ، قَالَ عَزَّ وَجَلَّ : .