[ ص: 450 ] nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=200nindex.php?page=treesubj&link=28978_28798_28799_30469_24456وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=201إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=202وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون بين الله تعالى في الآية التي قبل هذه الآيات أفضل ما يعامل البشر به بعضهم بعضا من الوصايا الثلاث ، التي لا يمكن شرح التعامل بها تفصيلا إلا بسفر كبير ، ولو عمل الناس بهذه الوصايا لصلحت أحوالهم ، ولم يجد الفساد إليهم سبيلا ، ثم قفى عليها بهذه الثلاث الآيات في الوصية باتقاء إفساد الشيطان ، أي جنسه لجنس البشر ، والمراد هنا شياطين الجن المستترة ، فالتناسب القريب بينهن وبين ما قبلهن المقابلة بين معاملة البشر ومعاملة الجن ، ومن فروعه التناسب بين الجاهلين ، أي السفهاء الذين أمرت الآية السابقة بالإعراض عنهم اتقاء لشرهم ، وبين الشياطين التي أمرت هذه الآيات بالاستعاذة بالله منهم اتقاء لشرهم ، وبعبارة أخرى ، اتقاء شر شياطين الإنس وشياطين الجن ، فإن الشيطان هو الشرير المفسد من الفريقين كما تقدم في سورة الأنعام ، ومن فسر آيات :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=189هو الذي خلقكم من نفس واحدة ( 7 : 189 ) إلخ بما مر من أن شرك الأبوين فيما أتاهما الله من الولد الصالح كان بإغواء الشيطان يرجعون إليه في التناسب بين الآيات ، ويقولون : إن الآية بينت لنا أن وسوسة الشيطان لأبوينا كانت سبب ما وقع لهما من الشرك فيما آتاهما من الولد - والأولى إرجاع التناسب في هذه المسألة إلى ما بين في أوائل السورة من خلق
آدم وحواء ووسوسة الشيطان لهما - وما بين في خواتيمها من الإرشاد إلى إتقاء نزغ الشيطان ومسه ، وهو ما أشرنا إليه في بدء سياق هذه الخاتمة .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=200وإما ينزغنك من الشيطان نزغ قال
الراغب : النزغ دخول في أمر لإفساده . واستشهد له بقول
يوسف عليه السلام :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=100من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي ( 12 : 100 ) وفي الأساس : نزغه مثل نسفه إذا طعنه ونخسه . ومن " المجاز " نزغه الشيطان : كأنه ينخسه ليحثه على المعاصي . ونزغ بين الناس : أفسد بينهم بالحث على الشر اهـ . فالنزغ كالنسغ والنخس والنخز والنغز والنكز والوكز والهمز ألفاظ متقاربة المعنى ، وأصله إصابة الجسد برأس شيء محدد كالإبرة والمهماز والرمح أو ما يشبه المحدد كالإصبع ، والمراد من نزغ الشيطان إثارته داعية الشر والفساد في غضب أو شهوة حيوانية أو معنوية ، بحيث تقحم صاحبها إلى العمل بتأثيرها ، كما تنخس الدابة بالمهماز لتسرع .
[ ص: 451 ] وغلب استعماله في الشر فقط ، وإنما قال " ينزغنك نزغ " والمراد نازغ ; لأن إسناد الفعل إلى المصدر أبلغ ، والشيطان تقدم الكلام فيه وفي الجن مرارا ، أوسعها ما ورد في تفسير قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=68وإما ينسينك الشيطان ( 6 : 68 ) الآية ، وتفسير قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=71كالذي استهوته الشياطين في الأرض ( 6 : 71 ) الآية . وكلتاهما من سورة الأنعام ، وتفسير قصة
آدم من هذه السورة الذي يناسب منها ما هنا ، وهو إغواء الناس بالوسوسة قوله تعالى حكاية عن الشيطان :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=16قال فبما أغويتني ( 7 : 16 ) إلخ . وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=27يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان ( 7 : 27 ) إلخ .
وملخص ما يجب اعتقاده أنه ثبت في وحي الله تعالى إلى رسله أن
nindex.php?page=treesubj&link=28794في عالم الغيب خلقا خفيا اسمه الشيطان لا تدركه حواسنا ، له أثر في أنفسنا ، فهو يتصل بها ، ويقوي داعية الشر فيها بما سماه الوحي وسواسا ونزغا ومسا ، ونحن نجد أثر ذلك في أنفسنا ، وإن لم ندرك مصدره ، وقد شبهنا تأثير هذه الشياطين الخفية في الأرواح بتأثير النسم الخفية المادية المسماة بالبكتريا أو بالميكروبات في الأجساد ، فقد مرت القرون التي لا يحصيها إلا رب العالمين ، والناس يجهلون هذه النسم الخفية ، ويجهلون فعلها لعجز الأبصار عن إدراكها بنفسها ، وعن رؤية فعلها لدقتها وتناهيها في اللطف والصغر ، إلى أن اخترعت في هذا العصر المرايا أو النظارات المكبرة التي ترى الجسم أضعاف أضعاف جرمه ، فبها رؤيت وعلم ما يحدث بسببها في المواد السائلة والرخوة ، وكل ذات رطوبة من التحول والتغيير ، كالاختمار والفساد وغيرها ومن الأمراض المعدية في الإنسان والحيوان كما فصلناه من قبل .
وحكمة إخبار الله تعالى إيانا على ألسنة رسله عليهم السلام بهذا العالم الغيبي المعادي لنا ، الضار بأرواحنا كضرر نسم الأمراض بأجسادنا ، أن نراقب أفكارنا وخواطرنا ولا نعقل عنها ، كما نراقب ما يحدث في أجسادنا من تغير في المزاج ، وخروج الصحة من الاعتدال ، فنبادر إلى علاجه - فمتى فطنا بميل من أنفسنا إلى الشر أو الباطل عالجناه بما وصفه الله تعالى لنا من العلاج في هذه الآية وهو قوله عز وجل :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=200فاستعذ بالله إنه سميع عليم أي: فالجأ إلى الله وتوجه إليه; ليعيذك من شر هذا النزغ ، فلا يحملنك على ما يزعجك إليه من الشر ، الجأ إلى الله بقلبك ، وعبر عن ذلك بلسانك ، فقل : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، إنه تعالى سميع لما تقول ، عليم بما تتوجه إليه ، فهو يصرف عنك تأثير نزغه بتزيين الشر . ومن المجرب أن الالتجاء إلى الله تعالى وذكره بالقلب واللسان ، يصرف عن القلب وسوسة الشيطان ،
[ ص: 452 ] nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=98فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=99إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون ( 16 : 98 ، 99 ) إلخ .
والخطاب في هذه الآية وأمثالها من آيات التشريع والتأديب موجه إلى كل ما مكلف يبلغه وأولهم الرسول صلى الله عليه وسلم ، ومن المفسرين من يقول : إنه هنا للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد أمته . وقد تقدم الخلاف في ذلك في تفسير :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=68وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان ( 6 : 68 ) الآية . فقد اختلف مفسروها في ترجيح توجيه الخطاب فيها . وذكرنا هنالك آية الأعراف هذه ، وأن ظاهر السياق فيها أن الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ، وإن كان يأتي فيه الوجوه الأخرى في مثلها ، ولكن نزغ الشيطان أقوى من إنسائه ومن مسه المبين في الآية التالية ، فالمختار عندي الآن عصمته صلى الله عليه وسلم منه ، وذكرت في الكلام هنالك حديث
عائشة nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود في صحيح
مسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=920109ما منكم أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن . قالوا : وإياك يا رسول الله ؟ قال : وإياي إلا أن الله أعانني عليه فأسلم وهو سياق طويل يراجع هنالك .
وقد ورد في سورة حم السجدة ( فصلت ) مثل هذه الآية بعد آية في معنى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=199وأعرض عن الجاهلين في آخر الآية التي قبلها ، ولكن بتعريف
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=127السميع العليم ( 41 : 36 ) وقال صاحب الدرة في الفرق بينهما ما نصه : قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=200وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم ( 7 : 200 ) وقال في سورة حم السجدة ( فصلت )
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=36وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم ( 41 : 36 ) للسائل أن يسأل فيقول : لأي معنى جاء في الآية من سورة الأعراف " سميع عليم " على لفظ النكرة ، وفي سورة حم السجدة معرفتين بالألف واللام مؤكدتين بـ " هو " ؟ ( والجواب ) أن يقال : إن الأول وقع في فاصلة ما قبلها من الفواصل أفعال جماعة أو أسماء مأخوذة من الأفعال من نحو قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=190فتعالى الله عما يشركون ( 7 : 19 ) وبعده يخلقون ، وينصرون ، ويبصرون ، والجاهلين ، فأخرجت هذه الفاصلة بأقرب ألفاظ الأسماء المؤدية معنى الفعل أعني النكرة ، وكأن المعنى : استعذ بالله إنه يسمع استعاذتك ويعلم استجارتك ، والتي في سورة حم السجدة قبلها فواصل يسلك بها طريق الأسماء ، وهي ما في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=34ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=35وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم ( 41 : 34 ، 35 ) فقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=34ولي حميم ليس من الأسماء التي يراد بها الأفعال ، وكذلك قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=35إلا ذو حظ عظيم ليس في الحظ معنى فعل ، فأخرج " سميع عليم " بعد الفواصل التي هي على سنن الأسماء على لفظ يبعد عن اللفظ الذي يؤدي معنى الفعل ، فكأنه قال : إنه هو الذي لا يخفى عليه
[ ص: 453 ] مسموع ولا معلوم ، فليس القصد الإخبار عن الفعل كما كان في الأولى أنه يسمع الدعاء ويعلم الإخلاص ، فهذا فرق ما بين المكانين اهـ . فتأمله فإنه دقيق جدا .
[ ص: 450 ] nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=200nindex.php?page=treesubj&link=28978_28798_28799_30469_24456وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=201إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=202وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ بَيَّنَ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْآيَةِ الَّتِي قَبْلَ هَذِهِ الْآيَاتِ أَفْضَلَ مَا يُعَامِلُ الْبَشَرُ بِهِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا مِنَ الْوَصَايَا الثَّلَاثِ ، الَّتِي لَا يُمْكِنُ شَرْحُ التَّعَامُلِ بِهَا تَفْصِيلًا إِلَّا بِسِفْرٍ كَبِيرٍ ، وَلَوْ عَمِلَ النَّاسُ بِهَذِهِ الْوَصَايَا لَصَلَحَتْ أَحْوَالُهُمْ ، وَلَمْ يَجِدِ الْفَسَادُ إِلَيْهِمْ سَبِيلًا ، ثُمَّ قَفَّى عَلَيْهَا بِهَذِهِ الثَّلَاثِ الْآيَاتِ فِي الْوَصِيَّةِ بِاتِّقَاءِ إِفْسَادِ الشَّيْطَانِ ، أَيْ جِنْسِهِ لِجِنْسِ الْبَشَرِ ، وَالْمُرَادُ هُنَا شَيَاطِينُ الْجِنِّ الْمُسْتَتِرَةُ ، فَالتَّنَاسُبُ الْقَرِيبُ بَيْنَهُنَّ وَبَيْنَ مَا قَبْلَهُنَّ الْمُقَابَلَةُ بَيْنَ مُعَامَلَةِ الْبَشَرٍ وَمُعَامَلَةِ الْجِنِّ ، وَمِنْ فُرُوعِهِ التَّنَاسُبُ بَيْنَ الْجَاهِلِينَ ، أَيِ السُّفَهَاءِ الَّذِينَ أَمَرَتِ الْآيَةُ السَّابِقَةُ بِالْإِعْرَاضِ عَنْهُمُ اتِّقَاءً لِشَرِّهِمْ ، وَبَيْنَ الشَّيَاطِينِ الَّتِي أَمَرَتْ هَذِهِ الْآيَاتُ بِالِاسْتِعَاذَةِ بِاللَّهِ مِنْهُمُ اتِّقَاءً لِشَرِّهِمْ ، وَبِعِبَارَةٍ أُخْرَى ، اتِّقَاءُ شَرِّ شَيَاطِينِ الْإِنْسِ وَشَيَاطِينِ الْجِنِّ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ هُوَ الشِّرِّيرُ الْمُفْسِدُ مِنَ الْفَرِيقَيْنِ كَمَا تَقَدَّمَ فِي سُورَةِ الْأَنْعَامِ ، وَمَنْ فَسَّرَ آيَاتِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=189هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ( 7 : 189 ) إِلَخْ بِمَا مَرَّ مِنْ أَنَّ شِرْكَ الْأَبَوَيْنِ فِيمَا أَتَاهُمَا اللَّهُ مِنَ الْوَلَدِ الصَّالِحِ كَانَ بِإِغْوَاءِ الشَّيْطَانِ يَرْجِعُونَ إِلَيْهِ فِي التَّنَاسُبِ بَيْنَ الْآيَاتِ ، وَيَقُولُونَ : إِنَّ الْآيَةَ بَيَّنَتْ لَنَا أَنَّ وَسْوَسَةَ الشَّيْطَانِ لِأَبَوَيْنَا كَانَتْ سَبَبَ مَا وَقَعَ لَهُمَا مِنَ الشِّرْكِ فِيمَا آتَاهُمَا مِنَ الْوَلَدِ - وَالْأَوْلَى إِرْجَاعُ التَّنَاسُبِ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ إِلَى مَا بُيِّنَ فِي أَوَائِلِ السُّورَةِ مِنْ خَلْقِ
آدَمَ وَحَوَّاءَ وَوَسْوَسَةِ الشَّيْطَانِ لَهُمَا - وَمَا بُيِّنَ فِي خَوَاتِيمِهَا مِنَ الْإِرْشَادِ إِلَى إِتَّقَاءِ نَزْغِ الشَّيْطَانِ وَمَسِّهِ ، وَهُوَ مَا أَشَرْنَا إِلَيْهِ فِي بَدْءِ سِيَاقِ هَذِهِ الْخَاتِمَةِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=200وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ قَالَ
الرَّاغِبُ : النَّزْغُ دُخُولٌ فِي أَمْرٍ لِإِفْسَادِهِ . وَاسْتَشْهَدَ لَهُ بِقَوْلِ
يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=100مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي ( 12 : 100 ) وَفِي الْأَسَاسِ : نَزَغَهُ مِثْلُ نَسَفَهُ إِذَا طَعَنَهُ وَنَخَسَهُ . وَمِنَ " الْمَجَازِ " نَزَغَهُ الشَّيْطَانُ : كَأَنَّهُ يَنْخُسُهُ لِيَحُثَّهُ عَلَى الْمَعَاصِي . وَنَزَغَ بَيْنَ النَّاسِ : أَفْسَدَ بَيْنَهُمْ بِالْحَثِّ عَلَى الشَّرِّ اهـ . فَالنَّزْغُ كَالنَّسْغِ وَالنَّخْسِ وَالنَّخْزِ وَالنَّغْزِ وَالنَّكْزِ وَالْوَكْزِ وَالْهَمْزِ أَلْفَاظٌ مُتَقَارِبَةُ الْمَعْنَى ، وَأَصْلُهُ إِصَابَةُ الْجَسَدِ بِرَأْسِ شَيْءٍ مُحَدَّدٍ كَالْإِبْرَةِ وَالْمِهْمَازِ وَالرُّمْحِ أَوْ مَا يُشْبِهُ الْمُحَدَّدَ كَالْإِصْبَعِ ، وَالْمُرَادُ مِنْ نَزْغِ الشَّيْطَانِ إِثَارَتُهُ دَاعِيَةَ الشَّرِّ وَالْفَسَادِ فِي غَضَبٍ أَوْ شَهْوَةٍ حَيَوَانِيَّةٍ أَوْ مَعْنَوِيَّةٍ ، بِحَيْثُ تُقْحِمُ صَاحِبَهَا إِلَى الْعَمَلِ بِتَأْثِيرِهَا ، كَمَا تُنْخَسُ الدَّابَّةُ بِالْمِهْمَازِ لِتُسْرِعَ .
[ ص: 451 ] وَغَلَبَ اسْتِعْمَالُهُ فِي الشَّرِّ فَقَطْ ، وَإِنَّمَا قَالَ " يَنْزَغَنَّكَ نَزْغٌ " وَالْمُرَادُ نَازِغٌ ; لِأَنَّ إِسْنَادَ الْفِعْلِ إِلَى الْمَصْدَرِ أَبْلَغُ ، وَالشَّيْطَانُ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ فِيهِ وَفِي الْجِنِّ مِرَارًا ، أَوْسَعُهَا مَا وَرَدَ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=68وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ ( 6 : 68 ) الْآيَةَ ، وَتَفْسِيرُ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=71كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ ( 6 : 71 ) الْآيَةَ . وَكِلْتَاهُمَا مِنْ سُورَةِ الْأَنْعَامِ ، وَتَفْسِيرُ قِصَّةِ
آدَمَ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ الَّذِي يُنَاسِبُ مِنْهَا مَا هُنَا ، وَهُوَ إِغْوَاءُ النَّاسِ بِالْوَسْوَسَةِ قَوْلُهُ تَعَالَى حِكَايَةً عَنِ الشَّيْطَانِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=16قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي ( 7 : 16 ) إِلَخْ . وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=27يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ ( 7 : 27 ) إِلَخْ .
وَمُلَخَّصُ مَا يَجِبُ اعْتِقَادُهُ أَنَّهُ ثَبَتَ فِي وَحْيِ اللَّهِ تَعَالَى إِلَى رُسُلِهِ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28794فِي عَالَمِ الْغَيْبِ خَلْقًا خَفِيًّا اسْمُهُ الشَّيْطَانُ لَا تُدْرِكُهُ حَوَاسُّنَا ، لَهُ أَثَرٌ فِي أَنْفُسِنَا ، فَهُوَ يَتَّصِلُ بِهَا ، وَيُقَوِّي دَاعِيَةَ الشَّرِّ فِيهَا بِمَا سَمَّاهُ الْوَحْيُ وَسْوَاسًا وَنَزْغًا وَمَسًّا ، وَنَحْنُ نَجِدُ أَثَرَ ذَلِكَ فِي أَنْفُسِنَا ، وَإِنْ لَمْ نُدْرِكْ مَصْدَرَهُ ، وَقَدْ شَبَّهْنَا تَأْثِيرَ هَذِهِ الشَّيَاطِينِ الْخَفِيَّةِ فِي الْأَرْوَاحِ بِتَأْثِيرِ النَّسَمِ الْخَفِيَّةِ الْمَادِّيَّةِ الْمُسَمَّاةِ بِالْبَكْتِرْيَا أَوْ بِالْمَيُكْرُوبَاتِ فِي الْأَجْسَادِ ، فَقَدْ مَرَّتِ الْقُرُونُ الَّتِي لَا يُحْصِيهَا إِلَّا رَبُّ الْعَالَمِينَ ، وَالنَّاسُ يَجْهَلُونَ هَذِهِ النَّسَمَ الْخَفِيَّةَ ، وَيَجْهَلُونَ فِعْلَهَا لِعَجْزِ الْأَبْصَارِ عَنْ إِدْرَاكِهَا بِنَفْسِهَا ، وَعَنْ رُؤْيَةِ فِعْلِهَا لِدِقَّتِهَا وَتَنَاهِيهَا فِي اللُّطْفِ وَالصِّغَرِ ، إِلَى أَنِ اخْتُرِعَتْ فِي هَذَا الْعَصْرِ الْمَرَايَا أَوِ النَّظَّارَاتِ الْمُكَبِّرَةِ الَّتِي تَرَى الْجِسْمَ أَضْعَافَ أَضْعَافِ جِرْمِهِ ، فَبِهَا رُؤِيَتْ وَعُلِمَ مَا يَحْدُثُ بِسَبَبِهَا فِي الْمَوَادِّ السَّائِلَةِ وَالرَّخْوَةِ ، وَكُلِّ ذَاتِ رُطُوبَةٍ مِنَ التَّحَوُّلِ وَالتَّغْيِيرِ ، كَالِاخْتِمَارِ وَالْفَسَادِ وَغَيْرِهَا وَمِنَ الْأَمْرَاضِ الْمُعْدِيَةِ فِي الْإِنْسَانِ وَالْحَيَوَانِ كَمَا فَصَّلْنَاهُ مِنْ قَبْلُ .
وَحِكْمَةُ إِخْبَارِ اللَّهِ تَعَالَى إِيَّانَا عَلَى أَلْسِنَةِ رُسُلِهِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ بِهَذَا الْعَالَمِ الْغَيْبِيِّ الْمُعَادِي لَنَا ، الضَّارِّ بِأَرْوَاحِنَا كَضَرَرِ نَسَمِ الْأَمْرَاضِ بِأَجْسَادِنَا ، أَنْ نُرَاقِبَ أَفْكَارَنَا وَخَوَاطِرَنَا وَلَا نَعْقِلَ عَنْهَا ، كَمَا نُرَاقِبُ مَا يَحْدُثُ فِي أَجْسَادِنَا مِنْ تَغَيُّرٍ فِي الْمِزَاجِ ، وَخُرُوجِ الصِّحَّةِ مِنَ الِاعْتِدَالِ ، فَنُبَادِرُ إِلَى عِلَاجِهِ - فَمَتَى فَطِنَّا بِمَيْلٍ مِنْ أَنْفُسِنَا إِلَى الشَّرِّ أَوِ الْبَاطِلِ عَالَجْنَاهُ بِمَا وَصَفَهُ اللَّهُ تَعَالَى لَنَا مِنَ الْعِلَاجِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ وَهُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=200فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ أَيْ: فَالْجَأْ إِلَى اللَّهِ وَتَوَجَّهْ إِلَيْهِ; لِيُعِيذَكَ مِنْ شَرِّ هَذَا النَّزْغِ ، فَلَا يَحْمِلَنَّكَ عَلَى مَا يُزْعِجُكَ إِلَيْهِ مِنَ الشَّرِّ ، الْجَأْ إِلَى اللَّهِ بِقَلْبِكَ ، وَعَبِّرْ عَنْ ذَلِكَ بِلِسَانِكَ ، فَقُلْ : أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ، إِنَّهُ تَعَالَى سَمِيعٌ لِمَا تَقُولُ ، عَلِيمٌ بِمَا تَتَوَجَّهُ إِلَيْهِ ، فَهُوَ يَصْرِفُ عَنْكَ تَأْثِيرَ نَزْغِهِ بِتَزْيِينِ الشَّرِّ . وَمِنَ الْمُجَرَّبِ أَنَّ الِالْتِجَاءَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى وَذِكْرِهِ بِالْقَلْبِ وَاللِّسَانِ ، يَصْرِفُ عَنِ الْقَلْبِ وَسْوَسَةَ الشَّيْطَانِ ،
[ ص: 452 ] nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=98فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=99إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ( 16 : 98 ، 99 ) إِلَخْ .
وَالْخِطَابُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ وَأَمْثَالِهَا مِنْ آيَاتِ التَّشْرِيعِ وَالتَّأْدِيبِ مُوَجَّهٌ إِلَى كُلِّ مَا مُكَلَّفٍ يَبْلُغُهُ وَأَوَّلُهُمُ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَمِنَ الْمُفَسِّرِينَ مَنْ يَقُولُ : إِنَّهُ هُنَا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُرَادُ أُمَّتُهُ . وَقَدْ تَقَدَّمَ الْخِلَافُ فِي ذَلِكَ فِي تَفْسِيرِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=68وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ ( 6 : 68 ) الْآيَةَ . فَقَدِ اخْتَلَفَ مُفَسِّرُوهَا فِي تَرْجِيحِ تَوْجِيهِ الْخِطَابِ فِيهَا . وَذَكَرْنَا هُنَالِكَ آيَةَ الْأَعْرَافِ هَذِهِ ، وَأَنَّ ظَاهِرَ السِّيَاقِ فِيهَا أَنَّ الْخِطَابَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَإِنْ كَانَ يَأْتِي فِيهِ الْوُجُوهُ الْأُخْرَى فِي مِثْلِهَا ، وَلَكِنَّ نَزْغَ الشَّيْطَانِ أَقْوَى مِنْ إِنْسَائِهِ وَمِنْ مَسِّهِ الْمُبَيَّنِ فِي الْآيَةِ التَّالِيَةِ ، فَالْمُخْتَارُ عِنْدِي الْآنَ عِصْمَتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُ ، وَذَكَرْتُ فِي الْكَلَامِ هُنَالِكَ حَدِيثَ
عَائِشَةَ nindex.php?page=showalam&ids=10وَابْنِ مَسْعُودٍ فِي صَحِيحِ
مُسْلِمٍ nindex.php?page=hadith&LINKID=920109مَا مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الْجِنِّ . قَالُوا : وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : وَإِيَّايَ إِلَّا أَنَّ اللَّهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ وَهُوَ سِيَاقٌ طَوِيلٌ يُرَاجَعُ هُنَالِكَ .
وَقَدْ وَرَدَ فِي سُورَةِ حم السَّجْدَةِ ( فُصِّلَتْ ) مِثْلُ هَذِهِ الْآيَةِ بَعْدَ آيَةٍ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=199وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ فِي آخِرِ الْآيَةِ الَّتِي قَبْلَهَا ، وَلَكِنْ بِتَعْرِيفِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=127السَّمِيعِ الْعَلِيمِ ( 41 : 36 ) وَقَالَ صَاحِبُ الدُّرَّةِ فِي الْفَرْقِ بَيْنَهُمَا مَا نَصُّهُ : قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=200وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ( 7 : 200 ) وَقَالَ فِي سُورَةِ حم السَّجْدَةِ ( فُصِّلَتْ )
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=36وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ( 41 : 36 ) لِلسَّائِلِ أَنْ يَسْأَلَ فَيَقُولَ : لِأَيِّ مَعْنًى جَاءَ فِي الْآيَةِ مِنْ سُورَةِ الْأَعْرَافِ " سَمِيعٌ عَلِيمٌ " عَلَى لَفْظِ النَّكِرَةِ ، وَفِي سُورَةِ حم السَّجْدَةِ مُعَرَّفَتَيْنِ بِالْأَلِفِ وَاللَّامِ مُؤَكَّدَتَيْنِ بِـ " هُوَ " ؟ ( وَالْجَوَابُ ) أَنْ يُقَالَ : إِنَّ الْأَوَّلَ وَقَعَ فِي فَاصِلَةٍ مَا قَبْلَهَا مِنَ الْفَوَاصِلِ أَفْعَالُ جَمَاعَةٍ أَوْ أَسْمَاءٌ مَأْخُوذَةٌ مِنَ الْأَفْعَالِ مِنْ نَحْوِ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=190فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ( 7 : 19 ) وَبَعْدَهُ يُخْلَقُونَ ، وَيُنْصَرُونَ ، وَيُبْصِرُونَ ، وَالْجَاهِلِينَ ، فَأُخْرِجَتْ هَذِهِ الْفَاصِلَةُ بِأَقْرَبِ أَلْفَاظِ الْأَسْمَاءِ الْمُؤَدِّيَةِ مَعْنَى الْفِعْلِ أَعْنِي النَّكِرَةَ ، وَكَأَنَّ الْمَعْنَى : اسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ يَسْمَعُ اسْتِعَاذَتَكَ وَيَعْلَمُ اسْتَجَارَتَكَ ، وَالَّتِي فِي سُورَةِ حم السَّجْدَةِ قَبْلَهَا فَوَاصِلُ يُسْلَكُ بِهَا طَرِيقُ الْأَسْمَاءِ ، وَهِيَ مَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=34ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=35وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ( 41 : 34 ، 35 ) فَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=34وَلِيٌّ حَمِيمٌ لَيْسَ مِنَ الْأَسْمَاءِ الَّتِي يُرَادُ بِهَا الْأَفْعَالُ ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=35إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ لَيْسَ فِي الْحَظِّ مَعْنَى فِعْلٍ ، فَأَخْرَجَ " سَمِيعٌ عَلِيمٌ " بَعْدَ الْفَوَاصِلِ الَّتِي هِيَ عَلَى سُنَنِ الْأَسْمَاءِ عَلَى لَفْظٍ يَبْعُدُ عَنِ اللَّفْظِ الَّذِي يُؤَدِّي مَعْنَى الْفِعْلِ ، فَكَأَنَّهُ قَالَ : إِنَّهُ هُوَ الَّذِي لَا يَخْفَى عَلَيْهِ
[ ص: 453 ] مَسْمُوعٌ وَلَا مَعْلُومٌ ، فَلَيْسَ الْقَصْدُ الْإِخْبَارَ عَنِ الْفِعْلِ كَمَا كَانَ فِي الْأُولَى أَنَّهُ يَسْمَعُ الدُّعَاءَ وَيَعْلَمُ الْإِخْلَاصَ ، فَهَذَا فَرْقُ مَا بَيْنَ الْمَكَانَيْنِ اهـ . فَتَأَمَّلْهُ فَإِنَّهُ دَقِيقٌ جِدًّا .