nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=32وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=34وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=35وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون بعد أن بين تعالى مكر
قريش بالنبي صلى الله عليه وسلم بين ما يدل على أن سببه الجحود والعناد فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=32nindex.php?page=treesubj&link=28979_30612وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم في صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أن قائل هذا
أبو جهل . قال الحافظ في شرحه في الفتح : الظاهر أنه
أبو جهل ، وإن كان هذا القول نسب إلى جماعة ، فلعله بدأ به ورضي
[ ص: 545 ] الباقون فنسب إليهم ، وقد روى
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أن قائل ذلك هو
النضر بن الحارث ، قال : فأنزل الله
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=1سأل سائل بعذاب واقع ( 70 : 1 ) وكذا قال
مجاهد وعطاء والسدي ، ولا ينافي ذلك ما في الصحيح; لاحتمال أن يكونا قالاه ، ولكن نسبته إلى
أبي جهل أولى ، وعن
قتادة قال : قال ذلك سفهة هذه الأمة وجهلتها . اهـ . وقال
القسطلاني في شرحه له : وروي أنه
النضر بن الحارث لعنه الله لما قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=31إن هذا إلا أساطير الأولين قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" ويلك ، إنه كلام الله " فقال هو
وأبو جهل :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=32اللهم إن كان هذا إلخ ، وإسناده إلى الجمع إسناد ما فعله رئيس القوم إليهم اهـ .
والمعنى : اللهم إن كان هذا القرآن ، وما يدعو إليه هو الحق منزلا من عندك; ليدين به عبادك كما يدعي
محمد صلى الله عليه وسلم فافعل بنا كذا وكذا - أي أنهم لا يتبعونه ، وإن كان هو الحق المنزل من عند الله ; لأنه نزل على
محمد بن عبد الله الذي يلقبونه بابن أبي كبشة ، بل يفضلون الهلاك بحجارة يرجمون بها من السماء أو بعذاب أليم آخر يأخذهم على اتباعه ، ومن هذا الدعاء علم أن كفرهم عناد وكبرياء ، وعتو وعلو في الأرض ، لا لأن ما يدعوهم إليه باطل أو قبيح أو ضار ، وروي أن
معاوية قال لرجل من
سبأ " ما أجهل قومك حين ملكوا عليهم امرأة ؟ فقال : أجهل من قومي قومك حين قالوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=32اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء ولم يقولوا فاهدنا له " اهـ . وما يحكيه القرآن من أقوال المشركين وغيرهم قد يكون بالمعنى دون نص اللفظ ، كما هو المعتاد بين الناس ، وقد يكون نظمه مع أدائه للمعنى بدون إخلال مما يعجز المحكي عنهم عن مثله ، وقد يتعين هذا في الكلام الطويل الذي يتحقق بمثل الإعجاز .
قال تعالى ردا عليهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33nindex.php?page=treesubj&link=28979_28753_20011وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم أي: وما كان من شأن الله تعالى وسنته ، ولا من مقتضى رحمته ولا حكمته ، أن يعذبهم وأنت أيها الرسول فيهم ، وهو إنما أرسلك رحمة للعالمين ، ونعمة لا عذابا ونقمة ، بل لم يكن من سنته أيضا أن يعذب أمثالهم من مكذبي الرسل وهم فيهم ، بل كان يخرجهم منهم أولا كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33وما كان الله معذبهم هذا النوع من العذاب السماوي الذي عذب بمثله الأمم فاستأصلهم أو مطلقا
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33وهم يستغفرون أي: في حال هم يتلبسون فيها باستغفاره تعالى بالاستمرار ، روى الشيخان من حديث
أنس قال
أبو جهل nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=32اللهم إن كان هذا هو الحق - الآية - فنزلت :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33وما كان الله ليعذبهم إلى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=34وما لهم ألا يعذبهم الله الآية . قال الحافظ في شرح الحديث من الفتح : روى
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير من طريق
زيد بن رومان أنهم قالوا ذلك ، ثم لما أمسوا ندموا فقالوا : غفرانك اللهم ، فأنزل الله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون وروى
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم من طريق
علي بن أبي طلحة عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أن معنى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33وهم يستغفرون [ ص: 546 ] أي من سبق له من الله أن يؤمن . وقيل : المراد من كان بين أظهرهم حينئذ من المؤمنين ، قاله
الضحاك وأبو مالك ، ويؤيده ما أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري من طريق
ابن أبزى قال :
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فأنزل الله : nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم ثم خرج إلى المدينة فأنزل الله : nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون وكان من بقي من المسلمين بمكة يستغفرون فلما خرجوا أنزل الله : nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=34وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام الآية . فأذن الله في فتح مكة ، فهو العذاب الذي توعدهم الله تعالى " وروى
الترمذي من حديث
أبي موسى في رفعه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=920146أنزل الله على أمتي أمانين فذكر هذه الآية قال : " فإذا مضيت تركت فيهم الاستغفار " وهو يقوي القول الأول ، والحمل عليه أولى ، وأن العذاب حل بهم لما تركوا الندم على ما وقع منهم ، وبالغوا في معاندة المسلمين ومحاربتهم ، وصدهم عن المسجد الحرام والله أعلم اهـ ما أورده الحافظ ، ويرد عليه أن الله عذبهم بالقحط لما دعا به عليهم النبي صلى الله عليه وسلم كما ثبت في الصحاح ، حتى أكلوا الميتة والعظام ، ولم يرتفع إلا بدعائه صلى الله عليه وسلم ، ولا يندفع إلا بتفسير العذاب الممتنع مع وجود الرسول والاستغفار بعذاب الاستئصال . ويؤيده أن ما عذب الله به قوم
فرعون كان مع وجود
موسى عليه السلام فيهم كما تقدم في سورة الأعراف والآيات نزلت مع السورة
بالمدينة .
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=32وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=34وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=35وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ بَعْدَ أَنْ بَيَّنَ تَعَالَى مَكْرَ
قُرَيْشٍ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيَّنَ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ سَبَبَهُ الْجُحُودُ وَالْعِنَادُ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=32nindex.php?page=treesubj&link=28979_30612وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ فِي صَحِيحِ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ أَنَّ قَائِلَ هَذَا
أَبُو جَهْلٍ . قَالَ الْحَافِظُ فِي شَرْحِهِ فِي الْفَتْحِ : الظَّاهِرُ أَنَّهُ
أَبُو جَهْلٍ ، وَإِنْ كَانَ هَذَا الْقَوْلَ نُسِبَ إِلَى جَمَاعَةٍ ، فَلَعَلَّهُ بَدَأَ بِهِ وَرَضِيَ
[ ص: 545 ] الْبَاقُونَ فَنُسِبَ إِلَيْهِمْ ، وَقَدْ رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ قَائِلَ ذَلِكَ هُوَ
النَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ ، قَالَ : فَأَنْزَلَ اللَّهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=1سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ( 70 : 1 ) وَكَذَا قَالَ
مُجَاهِدٌ وَعَطَاءٌ وَالسُّدِّيُّ ، وَلَا يُنَافِي ذَلِكَ مَا فِي الصَّحِيحِ; لِاحْتِمَالِ أَنْ يَكُونَا قَالَاهُ ، وَلَكِنَّ نِسْبَتَهُ إِلَى
أَبِي جَهْلٍ أَوْلَى ، وَعَنْ
قَتَادَةَ قَالَ : قَالَ ذَلِكَ سَفَهَةُ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَجَهَلَتُهَا . اهـ . وَقَالَ
الْقَسْطَلَانِيُّ فِي شَرْحِهِ لَهُ : وَرُوِيَ أَنَّهُ
النَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ لَعَنَهُ اللَّهُ لَمَّا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=31إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" وَيْلَكَ ، إِنَّهُ كَلَامُ اللَّهِ " فَقَالَ هُوَ
وَأَبُو جَهْلٍ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=32اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا إِلَخْ ، وَإِسْنَادُهُ إِلَى الْجَمْعِ إِسْنَادُ مَا فَعَلَهُ رَئِيسُ الْقَوْمِ إِلَيْهِمْ اهـ .
وَالْمَعْنَى : اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ ، وَمَا يَدْعُو إِلَيْهِ هُوَ الْحَقَّ مُنَزَّلًا مِنْ عِنْدِكَ; لِيَدِينَ بِهِ عِبَادُكُ كَمَا يَدَّعِي
مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَافْعَلْ بِنَا كَذَا وَكَذَا - أَيْ أَنَّهُمْ لَا يَتَّبِعُونَهُ ، وَإِنْ كَانَ هُوَ الْحَقَّ الْمُنَزَّلَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ; لِأَنَّهُ نَزَلَ عَلَى
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الَّذِي يُلَقِّبُونَهُ بِابْنِ أَبِي كَبْشَةَ ، بَلْ يُفَضِّلُونَ الْهَلَاكَ بِحِجَارَةٍ يُرْجَمُونَ بِهَا مِنَ السَّمَاءِ أَوْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ آخَرَ يَأْخُذُهُمْ عَلَى اتِّبَاعِهِ ، وَمِنْ هَذَا الدُّعَاءِ عُلِمَ أَنَّ كُفْرَهُمْ عِنَادٌ وَكِبْرِيَاءٌ ، وَعُتُوٌّ وَعُلُوٌّ فِي الْأَرْضِ ، لَا لِأَنَّ مَا يَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ بَاطِلٌ أَوْ قَبِيحٌ أَوْ ضَارٌّ ، وَرُوِيَ أَنَّ
مُعَاوِيَةَ قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ
سَبَأٍ " مَا أَجْهَلَ قَوْمَكَ حِينَ مَلَّكُوا عَلَيْهِمُ امْرَأَةً ؟ فَقَالَ : أَجْهَلُ مِنْ قَوْمِي قَوْمُكَ حِينَ قَالُوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=32اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ وَلَمْ يَقُولُوا فَاهْدِنَا لَهُ " اهـ . وَمَا يَحْكِيهِ الْقُرْآنُ مِنْ أَقْوَالِ الْمُشْرِكِينَ وَغَيْرِهِمْ قَدْ يَكُونُ بِالْمَعْنَى دُونَ نَصِّ اللَّفْظِ ، كَمَا هُوَ الْمُعْتَادُ بَيْنَ النَّاسِ ، وَقَدْ يَكُونُ نَظْمُهُ مَعَ أَدَائِهِ لِلْمَعْنَى بِدُونِ إِخْلَالٍ مِمَّا يَعْجِزُ الْمَحْكِيُّ عَنْهُمْ عَنْ مِثْلِهِ ، وَقَدْ يَتَعَيَّنُ هَذَا فِي الْكَلَامِ الطَّوِيلِ الَّذِي يَتَحَقَّقُ بِمِثْلِ الْإِعْجَازِ .
قَالَ تَعَالَى رَدًّا عَلَيْهِمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33nindex.php?page=treesubj&link=28979_28753_20011وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ أَيْ: وَمَا كَانَ مِنْ شَأْنِ اللَّهِ تَعَالَى وَسُنَّتِهِ ، وَلَا مِنْ مُقْتَضَى رَحْمَتِهِ وَلَا حِكْمَتِهِ ، أَنْ يُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ أَيُّهَا الرَّسُولُ فِيهِمْ ، وَهُوَ إِنَّمَا أَرْسَلَكَ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ، وَنِعْمَةً لَا عَذَابًا وَنِقْمَةً ، بَلْ لَمْ يَكُنْ مِنْ سُنَّتِهِ أَيْضًا أَنْ يُعَذِّبَ أَمْثَالَهُمْ مِنْ مُكَذِّبِي الرُّسُلِ وَهُمْ فِيهِمْ ، بَلْ كَانَ يُخْرِجُهُمْ مِنْهُمْ أَوَّلًا كَمَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ هَذَا النَّوْعَ مِنَ الْعَذَابِ السَّمَاوِيِّ الَّذِي عَذَّبَ بِمِثْلِهِ الْأُمَمَ فَاسْتَأْصَلَهُمْ أَوْ مُطْلَقًا
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ أَيْ: فِي حَالٍ هُمْ يَتَلَبَّسُونَ فِيهَا بِاسْتِغْفَارِهِ تَعَالَى بِالِاسْتِمْرَارِ ، رَوَى الشَّيْخَانِ مِنْ حَدِيثِ
أَنَسٍ قَالَ
أَبُو جَهْلٍ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=32اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ - الْآيَةَ - فَنَزَلَتْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ إِلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=34وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ الْآيَةَ . قَالَ الْحَافِظُ فِي شَرْحِ الْحَدِيثِ مِنَ الْفَتْحِ : رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ مِنْ طَرِيقِ
زَيْدِ بْنِ رُومَانَ أَنَّهُمْ قَالُوا ذَلِكَ ، ثُمَّ لَمَّا أَمْسَوْا نَدِمُوا فَقَالُوا : غُفْرَانَكَ اللَّهُمَّ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ
عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ مَعْنَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ [ ص: 546 ] أَيْ مَنْ سَبَقَ لَهُ مِنَ اللَّهِ أَنْ يُؤْمِنَ . وَقِيلَ : الْمُرَادُ مَنْ كَانَ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ حِينَئِذٍ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، قَالَهُ
الضَّحَّاكُ وَأَبُو مَالِكٍ ، وَيُؤَيِّدُهُ مَا أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ
ابْنِ أَبْزَى قَالَ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ وَكَانَ مَنْ بَقِيَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِمَكَّةَ يَسْتَغْفِرُونَ فَلَمَّا خَرَجُوا أَنْزَلَ اللَّهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=34وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الْآيَةَ . فَأَذِنَ اللَّهُ فِي فَتْحِ مَكَّةَ ، فَهُوَ الْعَذَابُ الَّذِي تَوَعَّدَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى " وَرَوَى
التِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ
أَبِي مُوسَى فِي رَفْعِهِ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=920146أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى أُمَّتِي أَمَانَيْنِ فَذَكَرَ هَذِهِ الْآيَةَ قَالَ : " فَإِذَا مَضَيْتُ تَرَكْتُ فِيهِمُ الِاسْتِغْفَارَ " وَهُوَ يُقَوِّي الْقَوْلَ الْأَوَّلَ ، وَالْحَمْلُ عَلَيْهِ أَوْلَى ، وَأَنَّ الْعَذَابَ حَلَّ بِهِمْ لَمَّا تَرَكُوا النَّدَمَ عَلَى مَا وَقَعَ مِنْهُمْ ، وَبَالَغُوا فِي مُعَانَدَةِ الْمُسْلِمِينَ وَمُحَارَبَتِهِمْ ، وَصَدِّهِمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ اهـ مَا أَوْرَدَهُ الْحَافِظُ ، وَيَرُدُّ عَلَيْهِ أَنَّ اللَّهَ عَذَّبَهُمْ بِالْقَحْطِ لَمَّا دَعَا بِهِ عَلَيْهِمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا ثَبَتَ فِي الصِّحَاحِ ، حَتَّى أَكَلُوا الْمَيْتَةَ وَالْعِظَامَ ، وَلَمْ يَرْتَفِعْ إِلَّا بِدُعَائِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَا يَنْدَفِعُ إِلَّا بِتَفْسِيرِ الْعَذَابِ الْمُمْتَنِعِ مَعَ وُجُودِ الرَّسُولِ وَالِاسْتِغْفَارِ بِعَذَابِ الِاسْتِئْصَالِ . وَيُؤَيِّدُهُ أَنَّ مَا عَذَّبَ اللَّهُ بِهِ قَوْمَ
فِرْعَوْنَ كَانَ مَعَ وُجُودِ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ فِيهِمْ كَمَا تَقَدَّمَ فِي سُورَةِ الْأَعْرَافِ وَالْآيَاتُ نَزَلَتْ مَعَ السُّورَةِ
بِالْمَدِينَةِ .