21 - أنى
مشتركة بين الاستفهام والشرط ، ففي الشرط تكون بمعنى أين ، نحو : أنى يقم زيد يقم عمرو .
وتأتي بمعنى كيف كقوله تعالى : أنى يحيي هذه الله بعد موتها ( البقرة : 259 ) . فأنى لهم ( محمد : 18 ) أنى يؤفكون ( التوبة : 30 ) . فأتوا حرثكم أنى شئتم ( البقرة : 223 ) أي كيف شئتم مقبلة ومدبرة .
وقال الضحاك : [ ص: 220 ] متى شئتم . ويرده سبب نزول الآية . وقال بعضهم : من أي جهة شئتم ، وهو طبق سبب النزول .
وتجيء بمعنى من أين نحو : أنى لك هذا ( آل عمران : 37 ) . وقوله : أنى يكون لي ولد ( آل عمران : 47 ) . أنى يكون لي غلام ( آل عمران : 40 ) . قال ابن فارس : والأجود أن يقال في هذا أيضا كيف . وقال ابن قتيبة : المعنيان متقاربان . وقرئ شاذا أنا صببنا الماء صبا ( عبس : 25 ) أي من أين ، فيكون الوقف عند قوله إلى طعامه ( عبس : 25 ) .
وتكون بمعنى متى كقوله تعالى : أنى يحيي هذه الله بعد موتها ( البقرة : 259 ) وقوله : قلتم أنى هذا ( آل عمران : 165 ) ويحتمل أن يكون معناه من أين ، والحاصل أنها للسؤال عن الحال وعن المكان .
قال الفراء : " أنى " مشاكلة لمعنى " أين " إلا أن " أين " للموضع خاصة ، وأنى تصلح لغير ذلك .
وقال : فيها معنى يزيد على " أين " ؛ لأنه لو قال : أين لك هذا ؟ كان يقصر عن معنى أنى لك ، لأن معنى أنى لك من أين لك ؟ فإن معناه مع حرف الجر ؛ لأنه يرى أنه وقع في الجواب ، وكذلك قوله ابن الدهان هو من عند الله ( آل عمران : 37 ) ولم يقل : هو عند الله ، وجواب أنى لك هذا غير جواب من أين لك هذا ، فاعرفه .