باب التكبير وما يتعلق به
وبعض المؤلفين لم يذكر هذا الباب أصلا
كابن مجاهد في سبعته ،
وابن مهران في غايته وكثير منهم يذكره مع باب البسملة متقدما
كالهذلي وابن مؤمن ، والأكثرون أخروه لتعلقه بالسور الأخيرة ومنهم من يذكره في موضعه عند سورة والضحى ، و ألم نشرح
nindex.php?page=showalam&ids=15024كأبي العز القلانسي ، والحافظ
nindex.php?page=showalam&ids=11881أبي العلاء الهمداني nindex.php?page=showalam&ids=13269وابن شريح ، ومنهم من أخره إلى بعد إتمام الخلاف وجعله آخر كتابه ، وهم الجمهور من المشارقة ، والمغاربة ، وهو الأنسب لتعلقه بالختم والدعاء وغير ذلك ، وينحصر الكلام على هذا الباب في أربعة فصول .
الفصل الأول : في سبب وروده
اختلف في
nindex.php?page=treesubj&link=28949سبب ورود التكبير من المكان المعين ، فروى الحافظ
أبو العلاء [ ص: 406 ] بإسناده عن
nindex.php?page=showalam&ids=13420أحمد بن فرح عن
البزي أن الأصل في ذلك
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - انقطع عنه الوحي ، فقال المشركون : قلى محمدا ربه ، فنزلت سورة والضحى فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " الله أكبر " ، وأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يكبر إذا بلغ والضحى مع خاتمة كل سورة حتى يختم .
( قلت ) : وهذا قول الجمهور من أئمتنا
كأبي الحسن بن غلبون nindex.php?page=showalam&ids=12111وأبي عمرو الداني وأبي الحسن السخاوي ، وغيرهم من متقدم ومتأخر ، قالوا : فكبر النبي - صلى الله عليه وسلم - شكرا لله لما كذب المشركين ، وقال بعضهم : قال الله أكبر تصديقا لما أنا عليه وتكذيبا للكافرين ، وقيل : فرحا وسرورا ، أي بنزول الوحي ، قال شيخنا الحافظ
أبو الفدا بن كثير رحمه الله : ولم يرو ذلك بإسناد يحكم عليه بصحة ، ولا ضعف ، يعني كون هذا سبب التكبير وإلا فانقطاع الوحي مدة ، أو إبطاؤه مشهور ، رواه
nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة عن
nindex.php?page=showalam&ids=13705الأسود بن قيس عن
nindex.php?page=showalam&ids=401جندب البجلي كما سيأتي ، وهذا إسناد لا مرية فيه ، ولا شك . وقد اختلف أيضا في سبب انقطاع الوحي ، أو إبطائه ، وفي القائل قلاه ربه ، وفي مدة انقطاعه ، ففي الصحيحين من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=401جندب بن عبد الله البجلي رضي الله عنه :
nindex.php?page=hadith&LINKID=994548اشتكى النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يقم ليلة ، أو ليلتين فجاءته امرأة فقالت يا محمد إني أرى أن يكون شيطانك قد تركك فأنزل الله nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1والضحى - إلى - nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=3ما ودعك ربك وما قلى ، وفي رواية
nindex.php?page=hadith&LINKID=994549أبطأ جبريل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال المشركون : قد ودع محمد فأنزل الله والضحى ، ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم في تفسيره
nindex.php?page=hadith&LINKID=994550رمى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحجر في أصبعه فقال :
هل أنت إلا أصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت
. قال : فمكث ليلتين ، أو ثلاثا لا يقوم ، فقالت له امرأة : ما أرى شيطانك إلا قد تركك ، فنزلت والضحى ، وهذا سياق غريب في كونه جعل سببا لتركه القيام وإنزال هذه السورة ، قيل : إن هذه المرأة هي
أم جميل امرأة
أبي لهب وقيل بعض بنات عمه ، وروى
nindex.php?page=showalam&ids=13420أحمد بن فرح قال : حدثني
ابن أبي بزة بإسناد
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أهدي إليه قطف [ ص: 407 ] عنب جاء قبل أوانه فهم أن يأكل منه فجاءه سائل فقال : أطعموني مما رزقكم الله ، قال : فسلم إليه العنقود فلقيه بعض أصحابه فاشتراه منه وأهداه للنبي - صلى الله عليه وسلم - فعاد السائل وسأله فأعطاه إياه فلقيه رجل آخر من الصحابة فاشتراه منه وأهداه للنبي - صلى الله عليه وسلم - فعاد السائل فسأله فانتهره ، وقال : إنك ملح ، فانقطع الوحي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أربعين صباحا فقال المنافقون : قلى محمدا ربه فجاء جبريل عليه السلام فقال : اقرأ يا محمد قال : ما أقرأ ؟ فقال : اقرأ والضحى فلقنه السورة فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أبيا لما بلغ والضحى أن يكبر مع خاتمة كل سورة حتى يختم ، وهذا سياق غريب جدا ، وهو مما انفرد به
ابن أبي بزة أيضا ، وهو معضل . وقال
الداني : حدثنا
محمد بن عبد الله المري حدثنا أبي . حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15877علي بن الحسن . حدثنا
أحمد بن موسى . حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17317يحيى بن سلام في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=64وما نتنزل إلا بأمر ربك قال : قال
قتادة : هذا
nindex.php?page=hadith&LINKID=994552قول جبريل عليه السلام احتبس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض الأحيان الوحي فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ما جئت حتى اشتقت إليك ، فقال جبريل nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=64وما نتنزل إلا بأمر ربك . وروى
nindex.php?page=showalam&ids=16574العوفي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - رضي الله عنهما -
nindex.php?page=hadith&LINKID=994553لما نزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القرآن أبطأ عنه جبريل أياما فتغير بذلك فقال المشركون : ودعه ربه وقلاه فأنزل الله nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=3ما ودعك ربك وما قلى . قال
الداني : فهذا سبب التخصيص بالتكبير من آخر والضحى واستعمال النبي - صلى الله عليه وسلم - إياه ، وذلك كان قبل الهجرة بزمان فاستعمل ذلك المكيون ونقل خلفهم عن سلفهم ، ولم يستعمله غيرهم لأنه - صلى الله عليه وسلم - ترك ذلك بعد فأخذوا بالآخر من فعله . وقيل كبر النبي - صلى الله عليه وسلم - فرحا وسرورا بالنعم التي عددها الله عليه في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=6ألم يجدك إلى آخره وقيل شكرا لله تعالى على تلك النعم . ( قلت ) ويحتمل أن يكون تكبيره سرورا بما أعطاه الله عز وجل له ، ولأمته حتى يرضيه في الدنيا والآخرة ، فقد روى الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=13760أبو عمرو الأوزاعي عن
إسماعيل بن عبد الله بن عباس عن أبيه قال :
عرض على [ ص: 408 ] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما هو مفتوح على أمته من بعده كنزا كنزا فسر بذلك فأنزل الله nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=5ولسوف يعطيك ربك فترضى فأعطاه في الجنة ألف قصر في كل قصر ما ينبغي له من الأزواج والخدم رواه
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم من طريقه ، وهذا إسناد صحيح إلى
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . ومثل هذا لا يقال : إلا عن توقيف فهو في حكم المرفوع عند الجماعة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس كبر - صلى الله عليه وسلم - أن لا يدخل أحد من أهل بيته النار ، وقال
الحسن يعني بذلك الشفاعة ، وهكذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=11958أبو جعفر الباقر رضي الله عنه ، وقيل
كبر - صلى الله عليه وسلم - لما رآه من صورة جبرائيل عليه السلام التي خلقه الله عليها عند نزوله بهذه السورة ، فقد ذكر بعض السلف منهم الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12563أبو بكر محمد بن إسحاق أن هذه السورة هي التي أوحاها
جبرائيل عليه السلام إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين تبدى له في صورته التي خلقه الله تعالى عليها ودنا إليه وتدلى منهبطا عليه ، وهو بالأبطح " فأوحى إلى عبده ما أوحى " قال : قال له هذه السورة
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1والضحى nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=2والليل إذا سجى .
( قلت ) : وهذا قول قوي جيد إذ التكبير إنما يكون غالبا لأمر عظيم ، أو مهول - والله أعلم - .
وقيل زيادة في تعظيم الله مع التلاوة لكتابه والتبرك بختم وحيه وتنزيله والتنزيه له من السوء قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17140مكي ، وهو نحو قول
علي رضي الله عنه الآتي : إذا قرأت القرآن فبلغت قصارى المفصل فكبر الله فكأن التكبير شكر لله وسرور وإشعار بالختم . فإن قيل : فما ذكرتم كله - يقتضي سبب ابتداء التكبير في والضحى ، أولها ، أو آخرها . وقد ثبت
nindex.php?page=treesubj&link=28949ابتداء التكبير أيضا من أول ألم نشرح فهل من سبب يقتضي ذلك ؟
( قلت ) : لم أر أحدا تعرض إلى هذا فيحتمل أن يكون الحكم الذي لسورة الضحى انسحب للسورة التي تليها وجعل حكم ما لآخر " الضحى " لأول ألم نشرح ويحتمل أنه لما كان ما ذكر فيها من النعم عليه - صلى الله عليه وسلم - هو من تمام تعداد النعم عليه فأخر إلى انتهائه ، فقد روى
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم بإسناد جيد عن
أبي عباس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
سألت ربي [ ص: 409 ] مسألة وددت أني لم أكن سألته قلت قد كانت قبلي أنبياء منهم من سخرت له الريح ، ومنهم من يحيي الموتى قال يا محمد : ألم أجدك يتيما فآويتك ؟ قلت : بلى يا رب . قال : ألم أجدك ضالا فهديتك ؟ قلت : بلى يا رب . قال : ألم أجدك عائلا فأغنيتك ؟ قلت : بلى يا رب . قال : ألم أشرح لك صدرك ، ألم أرفع لك ذكرك ؟ قلت : بلى يا رب . فكان التكبير عند نهاية ذكر النعم أنسب . ويحتمل أن يكون في هذه السورة من الخصيصة التي لا يشاركه فيها غيره ، وهو رفع ذكره - صلى الله عليه وسلم - حيث يقول
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=4ورفعنا لك ذكرك قال
مجاهد : لا أذكر إلا ذكرت معي أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن
محمدا رسول الله ، وقال
قتادة : رفع الله ذكره في الدنيا والآخرة فليس خطيب ، ولا متشهد ، ولا صاحب صلاة إلا ينادي بها أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وروى
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
أبي سعيد رفعه قال :
أتاني جبريل فقال : إن ربك يقول : كيف رفعت ذكرك ؟ قال : الله أعلم قال : إذا ذكرت ذكرت معي . أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=13093ابن حيان في صحيحه من طرق
دراج عن
أبي الهيثم عن
أبي سعيد . ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=12201أبو يعلى الموصلي أيضا من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=16457ابن لهيعة . وروى الحافظ
ابن نعيم في دلائل النبوة بإسناد عن
أنس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
لما فرغت مما أمرني الله به من أمر السماوات والأرض قلت يا رب إنه لم يكن نبي قبلي إلا وتذكر حجته : جعلت إبراهيم خليلا ، وموسى كليما ، وسخرت لداود الجبال ولسليمان الريح والشياطين وأحييت لعيسى الموتى فما جعلت لي ؟ قال : أوليس قد أعطيتك أفضل من ذلك كله . أن لا أذكر إلا ذكرت معي وجعلت صدور أمتك أناجيلهم يقرءون القرآن ظاهرا ، ولم أعطها أمة وأعطيتك كنزا من كنوز عرشي هو لا حول ولا قوة إلا بالله ، وهذا هو أنسب مما تقدم - والله أعلم - .
بَابُ التَّكْبِيرِ وَمَا يَتَعَلَّقُ بِهِ
وَبَعْضُ الْمُؤَلِّفِينَ لَمْ يَذْكُرْ هَذَا الْبَابَ أَصْلًا
كَابْنِ مُجَاهِدٍ فِي سَبْعَتِهِ ،
وَابْنِ مِهْرَانَ فِي غَايَتِهِ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ يَذْكُرُهُ مَعَ بَابِ الْبَسْمَلَةِ مُتَقَدِّمًا
كَالْهُذَلِيِّ وَابْنِ مُؤْمِنٍ ، وَالْأَكْثَرُونَ أَخَّرُوهُ لِتَعَلُّقِهِ بِالسُّوَرِ الْأَخِيرَةِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ عِنْدَ سُورَةِ وَالضُّحَى ، وَ أَلَمْ نَشْرَحْ
nindex.php?page=showalam&ids=15024كَأَبِي الْعِزِّ الْقَلَانِسِيِّ ، وَالْحَافِظِ
nindex.php?page=showalam&ids=11881أَبِي الْعَلَاءِ الْهَمْدَانِيِّ nindex.php?page=showalam&ids=13269وَابْنِ شُرَيْحٍ ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَّرَهُ إِلَى بَعْدِ إِتْمَامِ الْخِلَافِ وَجَعَلَهُ آخِرَ كِتَابِهِ ، وَهُمُ الْجُمْهُورُ مِنَ الْمَشَارِقَةِ ، وَالْمَغَارِبَةِ ، وَهُوَ الْأَنْسَبُ لِتَعَلُّقِهِ بِالْخَتْمِ وَالدُّعَاءِ وَغَيْرِ ذَلِكَ ، وَيَنْحَصِرُ الْكَلَامُ عَلَى هَذَا الْبَابِ فِي أَرْبَعَةِ فُصُولٍ .
الْفَصْلُ الْأَوَّلُ : فِي سَبَبِ وُرُودِهِ
اخْتُلِفَ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=28949سَبَبِ وُرُودِ التَّكْبِيرِ مِنَ الْمَكَانِ الْمُعَيَّنِ ، فَرَوَى الْحَافِظُ
أَبُو الْعَلَاءِ [ ص: 406 ] بِإِسْنَادِهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=13420أَحْمَدَ بْنِ فَرَحٍ عَنِ
الْبَزِّيِّ أَنَّ الْأَصْلَ فِي ذَلِكَ
أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - انْقَطَعَ عَنْهُ الْوَحْيُ ، فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ : قَلَى مُحَمَّدًا رَبُّهُ ، فَنَزَلَتْ سُورَةُ وَالضُّحَى فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " اللَّهُ أَكْبَرُ " ، وَأَمَرَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يُكْبَرَ إِذَا بَلَغَ وَالضُّحَى مَعَ خَاتِمَةِ كُلِّ سُورَةٍ حَتَّى يَخْتِمَ .
( قُلْتُ ) : وَهَذَا قَوْلُ الْجُمْهُورِ مِنْ أَئِمَّتِنَا
كَأَبِي الْحَسَنِ بْنِ غَلْبُونَ nindex.php?page=showalam&ids=12111وَأَبِي عَمْرٍو الدَّانِيِّ وَأَبِي الْحَسَنِ السَّخَاوِيِّ ، وَغَيْرِهِمْ مِنْ مُتَقَدِّمٍ وَمُتَأَخِّرٍ ، قَالُوا : فَكَبَّرَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شُكْرًا لِلَّهِ لَمَّا كَذَّبَ الْمُشْرِكِينَ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ تَصْدِيقًا لِمَا أَنَا عَلَيْهِ وَتَكْذِيبًا لِلْكَافِرِينَ ، وَقِيلَ : فَرَحًا وَسُرُورًا ، أَيْ بِنُزُولِ الْوَحْيِ ، قَالَ شَيْخُنَا الْحَافِظُ
أَبُو الْفِدَا بْنُ كَثِيرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ : وَلَمْ يُرْوَ ذَلِكَ بِإِسْنَادٍ يُحْكَمُ عَلَيْهِ بِصِحَّةٍ ، وَلَا ضَعْفٍ ، يَعْنِي كَوْنَ هَذَا سَبَبَ التَّكْبِيرِ وَإِلَّا فَانْقِطَاعُ الْوَحْيِ مُدَّةً ، أَوْ إِبْطَاؤُهُ مَشْهُورٌ ، رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16008سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13705الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=401جُنْدَبٍ الْبَجَلِيِّ كَمَا سَيَأْتِي ، وَهَذَا إِسْنَادٌ لَا مِرْيَةَ فِيهِ ، وَلَا شَكَّ . وَقَدِ اخْتُلِفَ أَيْضًا فِي سَبَبِ انْقِطَاعِ الْوَحْيِ ، أَوْ إِبْطَائِهِ ، وَفِي الْقَائِلِ قَلَاهُ رَبُّهُ ، وَفِي مُدَّةِ انْقِطَاعِهِ ، فَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=401جُنْدَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=994548اشْتَكَى النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلَمْ يَقُمْ لَيْلَةً ، أَوْ لَيْلَتَيْنِ فَجَاءَتْهُ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ يَا مُحَمَّدُ إِنِّي أَرَى أَنْ يَكُونَ شَيْطَانُكَ قَدْ تَرَكَكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1وَالضُّحَى - إِلَى - nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=3مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ، وَفِي رِوَايَةٍ
nindex.php?page=hadith&LINKID=994549أَبْطَأَ جِبْرِيلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ : قَدْ وُدِّعَ مُحَمَّدٌ فَأَنْزَلَ اللَّهُ وَالضُّحَى ، وَرَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي تَفْسِيرِهِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=994550رَمَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِحَجَرٍ فِي أُصْبُعِهِ فَقَالَ :
هَلْ أَنْتِ إِلَّا أُصْبُعٌ دَمِيتِ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا لَقِيتِ
. قَالَ : فَمَكَثَ لَيْلَتَيْنِ ، أَوْ ثَلَاثًا لَا يَقُومُ ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَةٌ : مَا أَرَى شَيْطَانَكَ إِلَّا قَدْ تَرَكَكَ ، فَنَزَلَتْ وَالضُّحَى ، وَهَذَا سِيَاقٌ غَرِيبٌ فِي كَوْنِهِ جُعِلَ سَبَبًا لِتَرْكِهِ الْقِيَامَ وَإِنْزَالِ هَذِهِ السُّورَةِ ، قِيلَ : إِنَّ هَذِهِ الْمَرْأَةَ هِيَ
أُمُّ جَمِيلٍ امْرَأَةُ
أَبِي لَهَبٍ وَقِيلَ بَعْضُ بَنَاتِ عَمِّهِ ، وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=13420أَحْمَدُ بْنُ فَرَحٍ قَالَ : حَدَّثَنِي
ابْنُ أَبِي بَزَّةَ بِإِسْنَادٍ
أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أُهْدِيَ إِلَيْهِ قِطْفُ [ ص: 407 ] عِنَبٍ جَاءَ قَبْلَ أَوَانِهِ فَهَمَّ أَنْ يَأْكُلَ مِنْهُ فَجَاءَهُ سَائِلٌ فَقَالَ : أَطْعِمُونِي مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ ، قَالَ : فَسَلَّمَ إِلَيْهِ الْعُنْقُودَ فَلَقِيَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ فَاشْتَرَاهُ مِنْهُ وَأَهْدَاهُ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَعَادَ السَّائِلُ وَسَأَلَهُ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ فَلَقِيَهُ رَجُلٌ آخَرُ مِنَ الصَّحَابَةِ فَاشْتَرَاهُ مِنْهُ وَأَهْدَاهُ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَعَادَ السَّائِلُ فَسَأَلَهُ فَانْتَهَرَهُ ، وَقَالَ : إِنَّكَ مُلِحٌّ ، فَانْقَطَعَ الْوَحْيُ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَرْبَعِينَ صَبَاحًا فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ : قَلَى مُحَمَّدًا رَبُّهُ فَجَاءَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ : اقْرَأْ يَا مُحَمَّدُ قَالَ : مَا أَقْرَأُ ؟ فَقَالَ : اقْرَأْ وَالضُّحَى فَلَقَّنَهُ السُّورَةَ فَأَمَرَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أُبَيًّا لَمَّا بَلَغَ وَالضُّحَى أَنْ يُكَبِّرَ مَعَ خَاتِمَةِ كُلِّ سُورَةٍ حَتَّى يَخْتِمَ ، وَهَذَا سِيَاقٌ غَرِيبٌ جِدًّا ، وَهُوَ مِمَّا انْفَرَدَ بِهِ
ابْنُ أَبِي بَزَّةَ أَيْضًا ، وَهُوَ مُعْضَلٌ . وَقَالَ
الدَّانِيُّ : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُرِّيُّ حَدَّثَنَا أَبِي . حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15877عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ . حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى . حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17317يَحْيَى بْنُ سَلَامٍ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=64وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ قَالَ : قَالَ
قَتَادَةُ : هَذَا
nindex.php?page=hadith&LINKID=994552قَوْلُ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ احْتُبِسَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي بَعْضِ الْأَحْيَانِ الْوَحْيُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : مَا جِئْتَ حَتَّى اشْتَقْتُ إِلَيْكَ ، فَقَالَ جِبْرِيلُ nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=64وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ . وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=16574الْعَوْفِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا -
nindex.php?page=hadith&LINKID=994553لَمَّا نَزَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْقُرْآنُ أَبْطَأَ عَنْهُ جِبْرِيلُ أَيَّامًا فَتَغَيَّرَ بِذَلِكَ فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ : وَدَّعَهُ رَبُّهُ وَقَلَاهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=3مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى . قَالَ
الدَّانِيُّ : فَهَذَا سَبَبُ التَّخْصِيصِ بِالتَّكْبِيرِ مِنْ آخِرِ وَالضُّحَى وَاسْتِعْمَالِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِيَّاهُ ، وَذَلِكَ كَانَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِزَمَانٍ فَاسْتَعْمَلَ ذَلِكَ الْمَكِّيُّونَ وَنَقَلَ خَلَفُهُمْ عَنْ سَلَفِهِمْ ، وَلَمْ يَسْتَعْمِلْهُ غَيْرُهُمْ لِأَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَرَكَ ذَلِكَ بَعْدُ فَأَخَذُوا بِالْآخِرِ مِنْ فِعْلِهِ . وَقِيلَ كَبَّرَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَرَحًا وَسُرُورًا بِالنِّعَمِ الَّتِي عَدَّدَهَا اللَّهُ عَلَيْهِ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=6أَلَمْ يَجِدْكَ إِلَى آخِرِهِ وَقِيلَ شُكْرًا لِلَّهِ تَعَالَى عَلَى تِلْكَ النِّعَمِ . ( قُلْتُ ) وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ تَكْبِيرُهُ سُرُورًا بِمَا أَعْطَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ ، وَلِأُمَّتِهِ حَتَّى يُرْضِيَهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، فَقَدْ رَوَى الْإِمَامُ
nindex.php?page=showalam&ids=13760أَبُو عَمْرٍو الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ :
عُرِضَ عَلَى [ ص: 408 ] رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا هُوَ مَفْتُوحٌ عَلَى أُمَّتِهِ مِنْ بَعْدِهِ كَنْزًا كَنْزًا فَسُرَّ بِذَلِكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=5وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى فَأَعْطَاهُ فِي الْجَنَّةِ أَلْفَ قَصْرٍ فِي كُلِّ قَصْرٍ مَا يَنْبَغِي لَهُ مِنَ الْأَزْوَاجِ وَالْخَدَمِ رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِهِ ، وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ . وَمِثْلُ هَذَا لَا يُقَالُ : إِلَّا عَنْ تَوْقِيفٍ فَهُوَ فِي حُكْمِ الْمَرْفُوعِ عِنْدَ الْجَمَاعَةِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ كَبَّرَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ لَا يَدْخُلَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ النَّارَ ، وَقَالَ
الْحَسَنُ يَعْنِي بِذَلِكَ الشَّفَاعَةَ ، وَهَكَذَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11958أَبُو جَعْفَرٍ الْبَاقِرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَقِيلَ
كَبَّرَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِمَا رَآهُ مِنْ صُورَةِ جِبْرَائِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ الَّتِي خَلَقَهُ اللَّهُ عَلَيْهَا عِنْدَ نُزُولِهِ بِهَذِهِ السُّورَةِ ، فَقَدْ ذَكَرَ بَعْضُ السَّلَفِ مِنْهُمُ الْإِمَامُ
nindex.php?page=showalam&ids=12563أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ أَنَّ هَذِهِ السُّورَةَ هِيَ الَّتِي أَوْحَاهَا
جِبْرَائِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ تَبَدَّى لَهُ فِي صُورَتِهِ الَّتِي خَلَقَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهَا وَدَنَا إِلَيْهِ وَتَدَلَّى مُنْهَبِطًا عَلَيْهِ ، وَهُوَ بِالْأَبْطَحِ " فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى " قَالَ : قَالَ لَهُ هَذِهِ السُّورَةَ
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1وَالضُّحَى nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=2وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى .
( قُلْتُ ) : وَهَذَا قَوْلٌ قَوِيٌّ جَيِّدٌ إِذِ التَّكْبِيرُ إِنَّمَا يَكُونُ غَالِبًا لِأَمْرٍ عَظِيمٍ ، أَوْ مَهُولٍ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - .
وَقِيلَ زِيَادَةٌ فِي تَعْظِيمِ اللَّهِ مَعَ التِّلَاوَةِ لِكِتَابِهِ وَالتَّبَرُّكِ بِخَتْمِ وَحْيِهِ وَتَنْزِيلِهِ وَالتَّنْزِيهِ لَهُ مِنَ السُّوءِ قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17140مَكِّيٌّ ، وَهُوَ نَحْوُ قَوْلِ
عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْآتِي : إِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَبَلَغْتَ قُصَارَى الْمُفَصَّلِ فَكَبِّرِ اللَّهَ فَكَأَنَّ التَّكْبِيرَ شُكْرٌ للَّهِ وَسُرُورٌ وَإِشْعَارٌ بِالْخَتْمِ . فَإِنْ قِيلَ : فَمَا ذَكَرْتُمْ كُلُّهُ - يَقْتَضِي سَبَبَ ابْتِدَاءِ التَّكْبِيرِ فِي وَالضُّحَى ، أَوَّلِهَا ، أَوْ آخِرِهَا . وَقَدْ ثَبَتَ
nindex.php?page=treesubj&link=28949ابْتِدَاءُ التَّكْبِيرِ أَيْضًا مِنْ أَوَّلِ أَلَمْ نَشْرَحْ فَهَلْ مِنْ سَبَبٍ يَقْتَضِي ذَلِكَ ؟
( قُلْتُ ) : لَمْ أَرَ أَحَدًا تَعَرَّضَ إِلَى هَذَا فَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْحُكْمُ الَّذِي لِسُورَةِ الضُّحَى انْسَحَبَ لِلسُّورَةِ الَّتِي تَلِيهَا وَجُعِلَ حُكْمُ مَا لِآخِرِ " الضُّحَى " لِأَوَّلِ أَلَمْ نَشْرَحْ وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ لَمَّا كَانَ مَا ذُكِرَ فِيهَا مِنَ النِّعَمِ عَلَيْهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هُوَ مِنْ تَمَامِ تَعْدَادِ النِّعَمِ عَلَيْهِ فَأُخِّرَ إِلَى انْتِهَائِهِ ، فَقَدْ رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ عَنْ
أَبِي عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
سَأَلْتُ رَبِّي [ ص: 409 ] مَسْأَلَةً وَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ سَأَلْتُهُ قُلْتُ قَدْ كَانَتْ قَبْلِي أَنْبِيَاءُ مِنْهُمْ مَنْ سَخَّرْتَ لَهُ الرِّيحَ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ يَا مُحَمَّدُ : أَلَمْ أَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَيْتُكَ ؟ قُلْتُ : بَلَى يَا رَبِّ . قَالَ : أَلَمْ أَجِدْكَ ضَالًّا فَهَدَيْتُكَ ؟ قُلْتُ : بَلَى يَا رَبِّ . قَالَ : أَلَمْ أَجِدْكَ عَائِلًا فَأَغْنَيْتُكَ ؟ قُلْتُ : بَلَى يَا رَبِّ . قَالَ : أَلَمْ أَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ، أَلَمْ أَرْفَعْ لَكَ ذِكْرَكَ ؟ قُلْتُ : بَلَى يَا رَبِّ . فَكَانَ التَّكْبِيرُ عِنْدَ نِهَايَةِ ذِكْرِ النِّعَمِ أَنْسَبَ . وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ مِنَ الْخِصِّيصَةِ الَّتِي لَا يُشَارِكُهُ فِيهَا غَيْرُهُ ، وَهُوَ رَفْعُ ذِكْرِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَيْثُ يَقُولُ
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=4وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ قَالَ
مُجَاهِدٌ : لَا أُذْكَرُ إِلَّا ذُكِرْتَ مَعِي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ
مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، وَقَالَ
قَتَادَةُ : رَفَعَ اللَّهُ ذِكْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلَيْسَ خَطِيبٌ ، وَلَا مُتَشَهِّدٌ ، وَلَا صَاحِبُ صَلَاةٍ إِلَّا يُنَادِي بِهَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ
أَبِي سَعِيدٍ رَفَعَهُ قَالَ :
أَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ : إِنَّ رَبَّكَ يَقُولُ : كَيْفَ رَفَعْتُ ذِكْرَكَ ؟ قَالَ : اللَّهُ أَعْلَمُ قَالَ : إِذَا ذُكِرْتُ ذُكِرْتَ مَعِي . أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13093ابْنُ حَيَّانَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ طُرُقِ
دَرَّاجٍ عَنْ
أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ
أَبِي سَعِيدٍ . وَرَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12201أَبُو يُعْلَى الْمَوْصِلِيُّ أَيْضًا مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=16457ابْنِ لَهِيعَةَ . وَرَوَى الْحَافِظُ
ابْنُ نُعَيْمٍ فِي دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ بِإِسْنَادٍ عَنْ
أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
لَمَّا فَرَغْتُ مِمَّا أَمَرَنِي اللَّهُ بِهِ مِنْ أَمْرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْتُ يَا رَبِّ إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا وَتُذْكَرُ حُجَّتُهُ : جَعَلْتَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا ، وَمُوسَى كَلِيمًا ، وَسَخَّرْتَ لِدَاوُدَ الْجِبَالَ وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ وَالشَّيَاطِينَ وَأَحْيَيْتَ لِعِيسَى الْمَوْتَى فَمَا جَعَلْتَ لِي ؟ قَالَ : أَوَلَيِسَ قَدْ أَعْطَيْتُكَ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ . أَنْ لَا أُذْكَرَ إِلَّا ذُكِرْتَ مَعِي وَجَعَلْتُ صُدُورَ أُمَّتِكَ أَنَاجِيلَهُمْ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ ظَاهِرًا ، وَلَمْ أُعْطِهَا أُمَّةً وَأَعْطَيْتُكَ كَنْزًا مِنْ كُنُوزِ عَرْشِي هُوَ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ، وَهَذَا هُوَ أَنْسَبُ مِمَّا تَقَدَّمَ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - .